عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الخوف من «الوصـمة» العائق الحقيقى للعلاج النفسى
19 نوفمبر 2019
إبراهيم العزب
طقوس الزار فى مصر


الوصمة أو العار من المرض النفسى.. كتاب يعالج فيه مؤلفه الدكتور لطفى الشربينى استشارى الامراض النفسية السلبيات الاجتماعية فى مصر التى مبالغ فيه دور المعتقدات الجاهلية حول علاج المرضى النفسيين بإيهام أن مسببات المرض تكمن فى القوى الخفية غير المعروفة وان الدجالين يمتلكون مواهب فك هذه الطلاسم الغامضة.



يصر اسر هولاء المرضى على مقاطعة الأطباء اعتقاداً أن العلاج الطبي لن يفيد وبالاضافة إلى خشية الفضيحة من الآخرين إذا ما اكتشفو أن هذا المريض يذهب الى الطبيب للعلاج، بل إن الاسر ذاتها تحرص على إخفاء مرض ابنها عن الآخرين ولاتجعله يخرج الى المجتمع ليتعايش مع اقرانه وهم يفضلون فى كل الأحوال التردد على الدجالين للعلاج لأن الطبيب النفسى يقوم بتحرير سجل متابعة طبية للمريض ويخشون ان يستخدم ضدهم.



فهؤلاء الاسر لا يدركون أن عزل المرضى عن أفراد المجتمع وحرمانهم من الحصول على جرعات العلاج الدوائي والنفسي يجعل حالاتهم المرضية تزداد سوءًا فتتصاعد خطورة المرض وشدته لديهم ليتحولوا الى عناصر مدمرة تؤذى افراد الاسرة وتدمر المجتمع بعد ان يفقد هؤلاء الأمل فى الشفاء ويصابوا بالانعزالية ويرفضوا الحياة.



وتعرض المؤلف لخطورة اعمال السحر وزيارة الأضرحة والاعتماد التمائم والاحجبة والزار واستخدام الإيحاء فتكون النتيجة تزايد حدة المرض عند المرضى.



يتعرض المؤلف لحالات أخرى تتسبب فى ظهور الوصمة النفسية عند الاسوياء مثل مرضى الايدز والجذام أو من تظهر تشوهات خارجية علي اجسادهم مثل الندبة أو البدانة أو مدمني المخدرات أو المسجلين الخطر أو الإصابة بالصرع خشية ان تصيبهم هذه الوصمة فيصبحوا منبوذين بل ان الكثير من هؤلاء المرضى يخشى أن يراه جاره أو زميله فى العمل أو أحد أقاربه وهو بداخل العيادة الطبية مما يجعلهم يصابون بأمراض نفسية بجانب الامراض العضوية التى يشتكون منها .



يتعرض المؤلف الى احصائيات منظمة الصحة العالمية التى توضح تزايد نسب الاصابه مما يترتب على ذلك نحو 800 ألف حالة انتحار سنوياً .



كما تعرض الاستشاري النفسي لطفى الشربينى لخمسة امراض رئيسية هى الاكثر انتشارا بين المصريين، وهى القلق وتتراوح نسبته بين 20 و 30% ويأتى نتيجة (نمط)الحياة السريعة وعدم قدرة الانسان على تلبية احتياجاته ويتسبب فى الاصابة العضوية للقلب والشرايين والسكر.



وثانى الامراض الاكتئاب النفسى حيث تبلغ نسبته 7% وفق تقرير منظمة الصحة العالمية مايقرب من 4،5 مليون نسمة وهوناتج عن عدم التجاوب مع متطلبات الحياة وقد تكون هذه الضغوط شخصية كالإخفاق فى العلاقات العاطفية او عدم التجاوب مع الأزمات الحياتية وحلها، مشيراً الى ان 15% من المصابين يلجأون للانتحار بسبب فشلهم فى الحياة.



ثم الوسواس القهرى ويأتى فى المرتبة الثالثة و يصاب به 3% اى 3 ملايين مصاب وهو ينتج عن مواقف فجائية يتعرض لها الشخص بشكل غير متوقع فى حياته فتنتج عنها تغيرات كيمائية فى الجهاز العصبى والمخ تجعل المصاب يفعل تصرفات لا إرادية .



ورابع هذه الامراض هى الفصام ونسبة الاصابة به تصل إلى مليون شخص بمعدل 1% من عدد السكان وهو مرض تلعب فيه الصفات الوراثية دوراً مهماً فى الاصابة به وتنتج عنه تغيرات كيمائية فى المخ وهؤلاء المرضى يكونون اكثر احتياجاً لإيداعهم فى المصحات النفسية لكن عدد الاسرة لايكفى.