لمسات فرشاته تدل على خبرة فنية امتدت خلال عقود من الزمن، موضوعات لوحاته اختارها بعناية لتمثل واقع حياة البسطاء وتعبر عن الهوية المصرية، فنان تعددت وسائله وأدواته، هو د. محمد الناصر، الناقد الفنى والكاتب والرسام بـ«الأهرام»، والذى يقام معرضه بقاعة قرطبة بالمهندسين، وافتتحه أمس الكاتب محمد سلماوى ويستمر حتى 2 ديسمبر المقبل.
الناصر فنان يستخدم كل ما يملكه من أدوات مهما تعددت، ليحول المشاهد إلى لوحة أو كتاب أو صورة جمالية، وتكمن عبقريته الفنية فى التعبير عن الواقع بعمق، وليس بنقله بحذافيره. فلمسات فرشاته تدل على خبرة فنية امتدت خلال عقود من الزمن، وموضوعات لوحاته اختارها بعناية لتمثل واقع حياة البسطاء، وتعبر عن الهوية المصرية، فى كل لوحة من أعماله نشاهد حياة، ونقرأ قصة، ونتعرف على موهبة فنية صادقة، أما بالنسبة لمعرضه الحالى فهو يضم مجموعة من احدث أعماله، والتى تعبر عن بعض من الملامح المصرية والبيئات المختلفة، ذات التنوع الحضارى الثرى الذى امتد عبر العصور الماضية، كما يعرض «الناصر» أيضا مجموعة من الأعمال والتى نشرت على مدار سنوات عمله بجريدة «الأهرام» ومجلة «نصف الدنيا» محمد الناصر كعادته ربط أعمال معرضه بالناس، وحياتهم الشعبية المصرية، بملامح شخصياتهم، المعبرة عن الأرض الطيبة الخصبة وتحمل الوجوه سمار لفحة الشمس، برع الفنان فى التعبير عن الإحساس الداخلى لكل شخصية من شخصياته، فالوجوه ليست مجرد ملامح مرسومة ولكنها تحمل علامات الزمن فأحيانا نلمح لمسة من الحزن على أحد الوجوه وأحيانا أخرى نرى ابتسامة هادئة صافية، ولكن الملامح دائما تعبر عن القناعة والرضا بالحال، عناصر اللوحات مترابطة والتكوينات محكمة، مع استخدام البعد الثنائى والثلاثى فى أعماله، لتحمل ملامح الواقع ولكن برؤية فنية خاصة، استخدم «الناصر» عدة خامات فى أعماله مثل: الألوان الزيتية وخطوط الحبر الشينى وكذلك الألوان المائية التى اشتهر بها فى مجال إبداعه الفنى والصحفي، الألوان المستخدمة متناغمة ومتجانسة وخاصة فى استخدامه للظل والنور، فرغم سمرة الوجوه إلا انها دائما مضيئة بأشعة الشمس الذهبية، المعرض فى مجمله هو تجربة فنية صادقة وإضافة جديدة فى مشوار الفنان.