عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الملك عبد العزيز آل سعود محب السلام ومصر
9 نوفمبر 2019
كتبت ــ دعاء جلال
> الملك عبدالعزيز


«أوصيكم خيرا بمصر».. قالها الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية لأبنائه قبل وفاته فى التاسع من نوفمبر عام 1953، فيما شكل ملخصا بليغا لطبيعة العلاقات القوية التى كانت تربطه ومصر شعبا ومسئولين. فالعلاقة الوثيقة بمصر كانت أحد روافد رحلة ممتدة ومتشعبة بين ميلاد الملك عبد العزيز فى 15 يناير 1876 ووفاته التى تحل ذكراها اليوم.



الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية وصاحب الطفرة الحضارية التنويرية التى عايشتها المملكة بداية القرن الماضي، حتى جعل الدبلوماسى الهولندى فان درمولين يصفه بأنه رجل ذو شجاعة خاصة مستعد لكسر الحواجز، طور نفسه ليصبح شخصا متفتحا وحقق نهضة اقتصادية ودينية وسياسية لبلده لفتت أنظار العالم».



وقال عنه الكاتب الأمريكى إدوارد بكنج «إذا بحثنا عن يقظة الشعوب العربية وجب أن نبحث عن شخصية ابن سعود، فهذا الرجل الذى ظهر فى الجزيرة، وأخذ ينشر دعوته بين العرب قد أثار فى النفوس شيئا من الحركة والنشاط».



هذه الأوصاف تترجم دور الملك عبدالعزيز، الذى نجح فى فتح الرياض عام 1902 وإعادتها تحت لواء حكم آل سعود، ليبدأ بعدها سلسلة من المعارك الهادفة إلى تجاوز حالة التفتيت وصراعات الحكم القبلي، وتوحيد أراضى ما كان يعرف بمملكة الحجاز ونجد إلى المملكة العربية السعودية فى 23 سبتمبر عام 1932 وتحويل الصراعات إلى حالة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي.



لكن إنجاز الملك عبد العزيز لم يتوقف عند ذلك الحد، فقد أصبح صاحب النهضة السعودية الحديثة، فكان صاحب أول نظام للمستشفيات، فاستعان بالطب الحديث وأول تطبيق لذلك باستعانته بطبيب أمريكى لعلاج عينه اليسري.



كما كان صاحب أول منظومة متقدمة للتعليم، بعد أن أسند مسئولية التعليم إلى حافظ وهبة، مستشاره المصرى حينذاك، والذى بدأ فى إحضار المدرسين من مصر وسوريا، وبدأ فى إنشاء المدارس والجامعات والمعاهد مع إرسال بعثات علمية إلى الخارج. وكان صاحب «أول» منظومة للتليفونات والطرق والبنية التحتية.



وهو صاحب التوسعات الأولى لمحيط الكعبة الشريفة، موجها بتوفير أفضل اساليب الراحة لزائرى بيت الله، وأمر بإنشاء وتشغيل مصنع مخصص لإنتاج كسوة الكعبة، لم يبخل فى تزويده بأحدث آلات النسيج. فكان حقا فى خدمة الحرمين وقائدا رائدا أجاد فى التعبير عن رسالته عندما وصف ذاته «لست من المحبين للحروب وشرورها وليس أحب إلى من السِلم والتفرغ للإصلاح».