عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مصير «داعش»
2 نوفمبر 2019
محمد عبد القادر
ترامب وكبار رجاله يتابعون عملية قتل البغدادى


رغم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مقتل أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش مطلع الأسبوع الماضى، فإن الغموض ما زال يحيط بمصير التنظيم الإرهابى، وسط مخاوف وتحذيرات من إمكانية إعادة ترتيب صفوفه مجددا بفضل قيادة جديدة، أو ربما استئناف نشاطه تحت مسمى جديد.



وتؤكد وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن مقتل البغدادى لا يعنى نهاية داعش، خاصة أنه ما زال ينشط فى مناطق أخرى بإفريقيا وآسيا، ما يعنى أنه ربما يعطى أنصاره دفعة جديدة ليؤكد للولايات المتحدة وحلفائها أنهم قوة لا يستهان بها، تحت قيادة جديدة له.



وأعلنت وكالة «أعماة» التابعة لداعش الخميس الماضى تعيين أبوإبراهيم الهاشمى القدسى خليفة للبغدادى، وكان بيان منسوب للوكالة نفسها كشف فى أغسطس الماضى عن أن البغدادى اختار أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى أو عبدالله قرداش المدعو بـ«أبو عمر التركمانى» كخليفة له.



وأوضحت مصادر مخابراتية عراقية أن البغدادى أصر على اختيار قرداش، الذى ينحدر من بلدة تلعفر غرب مدينة الموصل شمال العراق، غير أنه لم يحظ وقتها بتأييد بعض قادة التنظيم.



من جهتها، أعلنت الخارجية الأمريكية فى أواخر أغسطس عن مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار، لمن يدلى بمعلومات عن المولى أو قرداش، إلى جانب اثنين من قادة التنظيم الإرهابى أيضا.



فى الوقت نفسه، كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن أن قرداش متوفى منذ عام 2017، وشددت على أن مصير التنظيم ليس مرتبطا بمن سيخلف البغدادى، حيث إن صناعة القرار وتنظيم العمليات والتجنيد داخله تخضع لنظام لا مركزى، بل وربما أكثر لا مركزية من تنظيم القاعدة.



وأوضحت أنه نظرا للبنية التنظيمية المرنة التى يتمتع بها داعش، فإنه من المتوقع أن يعوض مسألة خسارة زعيمه سريعا، وأن يصبح أقوى فى المستقبل لا أن يتفكك.



من جهتها، أكدت صحيفة «يو إس إيه توداى» الأمريكيةأن مقتل البغدادي لا يعنى نهاية الأيديولوجية أو الفكرة المتطرفة التى يتبناها أتباعه، الذين طالبهم التنظيم فى أكثر من مناسبة بالبقاء فى أماكنهم والقتال فيها، وهو ما ظهر بالفعل فى هجمات شهدتها الولايات المتحدة وأوروبا، تحت مسمى «الذئاب المنفردة».



وأكدت شبكة «سى إن إن» الأمريكية أن التنظيم عاد إلى اعتماد أسلوب حرب العصابات والاغتيالات، والتى استخدمها قبل نجاحه فى تحقيق الانتشار والسيطرة على مساحات واسعة من الأرض فى العراق بداية من عام 2014.وذكرت أن عودة عدم الاستقرار والاحتجاجات الشعبية فى العراق، إلى جانب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، هو ما يزيد من مخاوف عودة التنظيم إلى الظهور، خاصة فى ظل الأنباء عن هروب العديد من عناصره المسجونين شمال سوريا، عقب الغزو التركى للمنطقة فى أكتوبر الماضى. وتحتجز قوات «سوريا الديمقراطية» فى سجونها نحو 10 آلاف من أفراد عائلات مقاتلى داعش الأجانب من نساء وأطفال، من بينهم ألفا أجنبى ترفض دولهم استعادتهم ومحاكمتهم على أراضيها.



ويبقى أن مقتل البغدادى ربما يأتى متوافقا تماما مع إعلان سقوط دولة الخلافة التى أعلنها فى سوريا والعراق، من ثم كتابة نهاية المرحلة التى مر بها التنظيم خلال الـ5 سنوات الماضية. وفي انتظار بداية مرحلة جديدة لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد.