عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بعد تألقه فى «الملك لير».. نضال الشافعي: دعوة أمى سر النجاح
1 نوفمبر 2019
حوار ــ ولاء جمال


«إدموند» أعادنى للمسرح



بعد قطيعة 12 عاما



حققت أمنيتى بالعمل مع يحيى الفخرانى



حين شاهدت الفيشاوى بكامل طاقته



فى أثناء العرض قلت «الحمد لله.. ربنا شفاه»




 





جسد الفنان نضال الشافعى شخصية «ادموند» الذى يغدر بوالده وشقيقه فى رائعة شكسبير «الملك لير»، وهى تجربة سيحفظها له التاريخ، بعدما ابدع هذا الممثل العبقرى فى عرض كلاسيكى يتميز بالهيبة والرصانة، واستطاع ان يقدم نفسه فيه بشكل مبهر، يؤكد ويرسخ ما يتميز به



نضال الشافعى من موهبة طاغية، تختلط وتتمازج مع الكاريزما والذكاء والثقة بالنفس والإيمان بقدراته الفنية التى لا تخطئها العين.



وبعد النجاح الكبير للعرض المسرحى وللفنان نضال الشافعى أو إدموند، كان لملحق الجمعة هذا الحوار..







كيف جئت بكل هذه الأحاسيس، التى وصلت حد التقمص لشخصية صعبة مثل ادموند؟



أولا كان لى الشرف وربنا حقق لى امنية غالية بأن اعمل مع دكتور يحيى الفخرانى الذى استمتعت كثيرا بالعمل معه وتعلمت منه الكثير، فهو من الفنانين الذين نفخر بهم مصريا وعربيا، بل ونباهى به العالم كله، فكان من امنياتى ان اقف أمامه على المسرح فى الملك لير وكنت شغوفا جدا بالتجربة، وبذلت كل طاقتى واجتهدت لأكون على قدر المسئولية التى وضعها على اكتافى المنتج مجدى الهوارى ومخرج المسرحية تامر كرم.



وكيف وجدت ردود الافعال بعد العرض؟



ردود افعال الجمهور كانت جيدة جدا، وشعرت بفيض كبير من المشاعر ومن حب الناس، لذلك كنت سعيدا للغاية ان حقق لى الله امنيتى، وسعيدا أكثر بنجاحى فى مسرحية عظيمة كنت شاهدتها منذ زمن على المسرح القومى، وتمنيت المشاركة فيها.



والحقيقة ان تقديم مسرحية كلاسيكية فى القطاع الخاص ربما يعد سبقا، فمنذ ايام جورج ابيض ويوسف بك وهبى والفرق الخاصة فى بدايات القرن العشرين لم يغامر القطاع الخاص بخوض هذه التجربة.



وكيف شاهدت تذوق جمهور القطاع الخاص لمسرحية كلاسيكية مثل الملك لير كانت تقدم على المسرح القومى؟



وجدته مبهرا فى تذوقه ومن يقول ان هذا الجمهور لايستوعب الكلاسيكيات واللغة الراقية مخطئ فالجمهور المصرى من أرقى الشعوب التى يمكن ان تراها عنده استيعاب وتذوق الفن الجميل، لقد شاهدنا الجمهور مستمتعا ومستوعبا للحالة الشعرية الموجودة بالعرض ومنبهرا بالديكورات واللغة والموسيقى والملابس، بل وسمعنا منهم تعليقات ربما نسمعها لاول مرة من الجماهير.



وعندما تستمعين لتعليقاتهم تقولين هذا ليس جمهورا عاديا هذا جمهور متذوق، وهذا ينفى اى شبهة عن الجمهور المصرى وايضا العربى بانه لايتذوق الفن الكلاسيكى او الفن الراقى، فالجمهور المصرى جمهور واع ومتذوق ومتحضر، فبمجرد ان يبدأ العرض يعيش العمل بكل مشاعره، ويكون فى حالة تجاوب مع الشخصيات، ينهار من البكاء معها أحيانا، ويقهقه من السعادة معها فى أحيان أخرى.



كيف وجدت الفنان يحيى الفخرانى أمامك على خشبة المسرح وفى الكواليس؟



أولا وجود قامة كبيرة مثل الفنان يحيى الفخرانى فى المسرحية بما له من النجومية وخبرة السنين وكم الحب الذى منحه طوال مسيرته للناس هو ما ينعكس على وجوه الجمهور الآن، فيبادلونه حبا بحب، أما أنا بشكل شخصى فإننى أشكره وادعو له بالصحة وبالقوة والنجاح، فنحن جميعا نشعر باحتضانه لنا على المسرح.. إنه إنسان وفنان عظيم.



عندما عرضت الملك لير فى الدول العربية كيف وجدتم ردود الافعال هناك؟



ردود الافعال لم يكن أحد يتخيلها، كانت رائعة، الناس كانت متجاوبة ومستمتعة ومستوعبة، وعندها ايضا درجات متفاوتة من الاستيعاب فالبعض يعجب بأداء الممثلين، والبعض يعجب بجملة لشكسبير، وآخرون يعجبون بالملابس أو الديكورات أو الموسيقى.. وهكذا.



هل هذه أول تجربة مسرحية لك؟



انا نشأتى مسرحية فأنا خريج المعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج، وعملت فى مسرح الدولة كثيرا ثم ذهبت لاستديو مركز الابداع وكنت ضمن اول دفعة فيها، وكان معى بيومى فؤاد وسامح حسين وغيرهما من النجوم، واشتغلنا مع خالد جلال فى مركز ورشة الابداع حوالى ثلاث سنوات ثم منها انطلقنا انا شاهدنى المخرج شريف عرفة عملت فيلم الجزيرة ولحظات حرجة لكنى انقطعت عن المسرح مدة لاتقل عن 12 سنة ولذلك كان الرعب والخوف مضاعفا فالمسرح له لياقة خاصة وميكانيزم خاص وله طريقة حياة وعيشة خاصة.



وكيف استعدت كل هذه الخصوصية واللياقة المسرحية بعد انقطاع دام 12 عاما؟



انا كنت خائف جدا، لكن بفضل الله ودعوة والدتى «ربنا يوقف لك ولاد الحلال»، وبوجود مخرج متميز مثل تامر كرم، لديه طاقة حلوة ويعرف كيف يوظف الممثل ويضعه فى افضل صورة ويبرز اداءه، كل ذلك وفر على اشياء كثيرة وكسر منطقة الخوف والرهبة التى كنت أشعر بها.



الناس تفاجأت بأدائك على المسرح لانهم لم يتعودوا من نضال الشافعى على ذلك مطلقا؟



هذا صحيح الناس تعودت على نضال انه يمثل كوميدى خصوصا بعد «تامر وشوقية» و«فرقة ناجى عطاالله»، أو الادوار التى بها سينس لايت كما كنت فى مسلسلى الاخير «قيد عائلى»، لذلك فعندما يجدونى فجأة فى عمل مسرحى كلاسيكى لشكسبير واقدم فيه دورا معقدا، فكثير منهم يعطوننى هذا التعليق أو رد الفعل فيقولون لم نكن نتخيل أن نراك فى دور مثل هذا.



كيف كان الفنان الراحل فاروق الفيشاوى معكم فى كواليس الملك لير؟



الفنان فاروق الفيشاوى رحمة الله عليه كان قامة كبيرة جدا ورجلا عظيما وكان يجسد دور والدى فى المسرحية وفى الحقيقة ورغم انه كان يتألم ويتوجع وفى حالة صعبة إلا أنه عندما كان يخرج من غرفته فلا يشعر أحد اطلاقا انه تعبان او يتألم، مستحيل تشعرين انه مريض، اقسم بالله انا جاء على وقت قلت: « الحمد لله انه ربنا شفى استاذ فاروق»، لاننى لم اكن أر أى عرض فى مرضه وانا معه ليل ونهار فى المسرح.



وكيف كان يتعامل معكم فنيا وانسانيا؟



كان فيه حالة من حالات الانسانية العبقرية جميلة وما أقوله لك ليس له علاقة بالفن مطلقا، كان حالة انسانية خاصة، أما فنيا فكان ممثلا مسرحيا من طراز فريد، ونحن نهدى جميعا نجاح هذا العمل لروحه.