عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حرب أكتوبر.. ملحمة عظيمة تفتخر بها الأجيال
4 أكتوبر 2019
عماد الدين صابر


بطولات وتضحيات كثيرة دونت فى سجلات العسكرية المصرية من أجل الحفاظ على أغلى بقعة فى أرض الوطن.. إنها «أرض الفيروز» سيناء الغالية على نفوس المصريين، بوابة مصر الشرقية وخط دفاعها الأول عن أمنها واستقرارها.. وسيظل نصر أكتوبر المجيد ملحمة عظيمة ورمزًا خالدًا تفتخر به الأجيال، وتجسيدًا عمليًا لكفاءة وعقلية المصريين ورفضهم للانكسار. وتحل الذكرى السادسة والأربعون لتحرير سيناء فى الوقت الذى يقوم فيه رجال القوات المسلحة بجهود حثيثة من أجل القضاء على الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التى تحاول بكل ما أوتيت من قوة  زعزعة أمن واستقرار مصرنا الغالية من حدودها الشرقية، هذه الجهود تعد بمثابة عبور ثان، إضافة إلى مشاركة القوات المسلحة فى عمليات الإنقاذ عبر المساهمة فى المشروعات القومية الكبرى فى مختلف المجالات. وفى كل عام يمر على نصر أكتوبر، تتكشف أسرار جديدة من كواليس الحرب ودروسها المستفادة يرويها لنا أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا فى ملحمة العبور العظيمة، حيث التقت «الأهرام» عددا من هؤلاء الأبطال، الذين أكدوا أن حرب أكتوبر أثبتت قدرة القوات المسلحة المصرية على فعل المستحيل بمساندة الشعب المصرى العظيم.



 



اللواء اللواء جمال كحيلة: المقاتل المصرى هو المعجزة الحقيقية لرغبته فى النصر



المصريون أثبتوا خلال الحرب الجدارة والاستحقاق وتحولوا من مرحلة اليأس لمرحلة الأمل






شارك فى حرب أكتوبر 73 بالفرقة 18 مشاة، هو اللواء جمال الدين محمد كحيلة، الذى روى لــ«الأهرام» بعضا من كواليس الحرب ومعركة تحرير القنطرة شرق، مؤكدًا أن معركة أكتوبر مستودع وكنز من الإسرار.



وشدد اللواء «كحيلة» على ضرورة التعرف على فترة ما قبل حرب 1973 كى يفهم المواطن يعنى إيه نصر أكتوبر المجيد، قائلًا إن الجيش المصرى فى حرب67 فرضت عليه الهزيمة وفقد أسلحته ومعداته وعاد حزينًا مكتئبًا مهزومًا، وبالتالى حزن الشعب لحزن جيشه، وأصيب فى ذاك الوقت الزعيم جمال عبد الناصر بما أصيب به الجيش المصرى وقرر التنحى عن حكم البلاد، ولكن الشعب خرج يومى 9 و10 يونيو بعد المعركة مباشرة وطالبه أن يظل فى مكانه وأن يصمد لأنه لا خيار أمام المصريين سوى الصبر والاستعداد.



وأوضح أن الرئيس جمال عبد الناصر رفع شعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» وباشر بنفسه الإشراف على إعادة تنظيم الجيش وتسليحه وتدريبه على هذه الإعادة إلى أن توفى فى عام 1970، ثم جاء بعد ذلك الرئيس أنور السادات، فاستمر الجيش على استعداده وتدريبه كما استمر الشعب المصرى على دعم الجيش.



وأشار كحيلة إلى أن حرب الاستنزاف التى سبقت هزيمة 67 كان فيها تدريب واقعى للجيش على الهجوم على العدو الإسرائيلى وفى بداية حرب 73 كانت القوات المسلحة استعادت قوتها وأصبحت جاهزة لتنفيذ خطته إلى أن الزعيم أنور السادات أمر الجيش باقتحام قناة السويس وتحرير الشرق.



واستطرد قائلًا إنه فى يوم 6 أكتوبر وبالتحديد الساعة الثانية ظهرًا، أخذت القوات أوامرها بالهبوط، لافتًا إلى أن قواته عبرت إلى شرق القناة وبدأت التعامل مع العدو، حيث كانت مهمتنا تأمين الجانب الأيسر لمعركة القنطرة شرق، وقام العدو بالهجوم المضاد على الوحدات التى قامت بالاستيلاء على النقاط العسكرية فى القنطرة شرق وبدأنا نتعامل مع العدو، وتمكنت السرية من تدمير دبابتين وعربة مدرعة ونجحنا فى صد العدو ودحره حتى قام بالانسحاب شرقًا بعمق دفاعاته.



ونوه كحيلة بأن أعمال القتال استمرت وقال: قمنا بتوسيع رءوس الكبارى ووصلنا إلى عمق 15 كيلومترا على مشارف منطقة بالوظة ورمانة وبدأنا ندافع بأعمال دفاعية فى هذه المنطقة، وأكد: «يحضرنى في هذه الموقعة العظيمة المقاتل المصرى الذى كان المعجزة والمفاجأة الحقيقية لهذه الحرب».



ولفت اللواء جمال كحيلة الانتباه إلى أن المقاتل المصرى الذى لاحقته الهزيمة منذ 6 أعوام خرج من عقاله يوم 6 أكتوبر وانطلق هذا المارد واستطاع أن يدمر خط بارليف الحصين، مشددًا علي أن المصريين أثبتوا خلال هذه الحرب الجدارة والاستحقاق وأنه تحول من مرحلة اليأس التى كان فيها إلى مرحلة الأمل وقام بتغيير الواقع والتاريخ وكتب أول هزيمة على الجيش الإسرائيلى يقوم بها جيش عربى.



وأكد أن الإرادة المصرية تحققت فى حرب أكتوبر وسقنا الجيش الإسرائيلى إلى السلام رغم عن أنفه وترك الأرض وعاد إلى حدوده، مشددًا على أن الجيش المصرى استطاع أن يحقق إرادته ويستعيد كرامته وأرضه وكبرياءه ويفرض السلام على إسرائيل رغما عن أنفها بالقتال.



وبين اللواء جمال كحيلة، أن الفرد هو المعجزة الحقيقية لهذه الحرب بالإرادة ورغبته فى النصر وروحه المعنوية العالية التى جعلته يستوعب كافة تقنيات العصر من الأسلحة الحديثة التى زود بها ورغبته الملحة لمحو الهزيمة التى كانت قوية وأن شعار «النصر أو الشهادة» هو شعار حقيقى تمثل فى اقتحام قناة السويس وعبورها وتدمير خط بارليف الحصين.



وقال: «سبق ذلك التخطيط وتعظيم العمل وتنفيذه ذاك العمل الذى مازلنا نتذكره رغم مرور 46 عاما ونحتفل بهذا النصر العظيم الذى أعاد لمصر والعرب العزة والكرامة والكبرياء».



وتحدث عن الأوضاع فى سيناء قائلًا: إن الوضع الحالى هناك مؤقت وأنه لم يحدث فى التاريخ أن انتصرت جماعات إرهابية على دولة، مؤكدًا أن ما يجرى فى سيناء حتما إلى زوال وستعود سيناء لما كانت عليه يحيا فيها المواطن بكل هدوء واستقرار، مشددًا على قدرة الجيش المصرى والشرطة على مواجهة الإرهاب والفئات الضالة، منوهًا بالعلاقة القوية التى تربط القوات المسلحة بأهالى سيناء لأنهم خاضوا الحروب معنا وعاشوا أحزاننا.



وفى ختام اللقاء، طالب اللواء جمال كحيلة، الشباب المصرى بعدم فقدان الإرادة لأن الإنسان يموت حين تموت الإرادة فيه، لافتًا إلى أن شباب 73 تغلب على العدو بالإرادة والإصرار والعزيمة واستطاعوا تحقيق هذا النصر العظيم.





حمدى بخيت: أحد أهداف حرب أكتوبر 73 هو هدم نظرية الأمن الإسرائيلية



الجيش المصرى حقق النصر بإخفاء ميعاد الحرب






أكد اللواء حمدى بخيت المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن نصر أكتوبر هو ملحمة عظيمة، مرجعًا نجاح القوات المصرية فى أكتوبر 73 إلى إخفاء ميعاد الحرب.



وذكر اللواء حمدى بخيت، فى تصريح لــ»الأهرام»، أنه شارك فى حرب أكتوبر وكان برتبة ملازم وقائدًا لمجموعة استطلاع، حيث قال: كان استعدادنا للحرب من خلال الاهتمام بصيانة المعدات والكفاءة القتالية والحالة النفسية والمعنوية لأفراد الفصيلة».



ولفت إلى أن الكثير من المجموعة يحتاج لرفع الروح المعنوية لديهم خصوصا وأنهم شاركوا فى حرب اليمن والاستنزاف.



وتابع: «نحن كعناصر استطلاع شغلنا الميدان العقلى كبير جدًا للنظر فى المواقف المعقدة، وأنه فى فترة الإعداد كنا ننفذ المهام وسرية الاستطلاع وننفذ تدريبات على المحاور التى سنكون عليها وقت الحرب» موضحًا أنه تعرف على توقيت الحرب فى الثانية عشرة ظهرًا.



وأكد اللواء بخيت المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن أحد أهداف حرب أكتوبر 73 هو هدم نظرية الأمن الإسرائيلية، حيث نجحت القوات المصرية فى تلقين إسرائيل درسًا مهمًا جدًا هو أن إسرائيل ليس لها ذراع طويلة وقطعت بالدفاع الجوى المصرى بكل أبعادها وتم تحطيم هذه النظرية فى أكتوبر.



ولفت الانتباه إلى أن نجاح القوات المصرية فى أكتوبر 73 هو إخفاء ميعاد الحرب، مشددًا على أن الألم التى ألحقته القوات المسلحة المصرية بالقوات الإسرائيلية كان مؤثر حتى صار هاجسا على المستوى الإسرائيلي والأمريكى وبأجهزة المخابرات فى العالم، متسائلًا كيف يتحقق الإنذار مبكرًا؟، فالدول التى تحقق الإنذار المبكر تستطيع أن تأخذ المبادرة وتحقق أهدافها، أما الدول التى يغيب فيها الإنذار المبكر يكون رد فعلها متأخرا، وهو ما حدث فى أكتوبر 73 حيث أخذنا المبادرة وحققنا المفاجأة.



وأوضح بخيت، أن الأمن أهم من المأكل، فالقوات المسلحة بقدرتها استطاعت دحر الأعداء خلال ثورة 25 يناير و30 يونيو، مشيرًا إلى أن تطوير القدرة العسكرية المصرية ليس من قبيل البذخ والرفاهية بل هى قيمة وقدرة مهمة من قوة الدولة الشاملة.



ونوه بأن من الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 73 هو أن تكون لدى مصر قدرة عسكرية مهمة وكبيرة لأنها دولة مستهدفة وأعداؤها كثر فى المنطقة يريدون النيل منها وبالتالى وجود قدرة عسكرية أمر مهم جدًا.



وقال اللواء حمدى بخيت، نحن الآن أحوج ما نكون لروح أكتوبر، لافتًا إلى أن الوفاق الوطنى المصرى كان فى أعلى درجاته وكان المصريون على قلب رجل واحد، وكان هناك وعى وطنى لعب دورا كبيرا فى حرب أكتوبر وتشكل عن طريق الأسرة والمدرسة والجامعة والإعلام وكان هناك هدف وإرادة وتخطيط واضح جدًا ووضوح فى الرؤية وبناء كوادر والقدرة على استخدام الأدوات المتاحة بأعلى عائد ممكن.





اللواء سمير نوح: شاركت فى 35 عملية إغارة على مواقع العدو على خط بارليف والكمائن






أكد اللواء سمير نوح أحد أبطال الصاعقة، أن الجيش المصرى نجح فى حرب أكتوبر 73 فى تحقيق أعظم انتصار عسكرى على الجيش الإسرائيلي، لافتًا إلى أن القوات المسلحة المصرية أعادت ترتيب صفوفها استعدادا لمعركة تحرير الوطن بعد نكسة 67. وأوضح «نوح» فى تصريح لــ«الأهرام» أن مجموعته قامت بـ «92» عملية، وأنه شارك فى 35 عملية منها عمليات إغارة على مواقع العدو على خط بارليف والكمائن ضد دوريات القوات الإسرائيلية.



وقال: «لقد قمنا بعمليات زرع الألغام على طرق المواصلات والمدقات داخل عمق سيناء وعمليات الاستطلاع ورصد وتصوير المواقع الإسرائيلية تمهيداً لضربها، كما قمنا فى حرب أكتوبر بضرب مستودعات البترول فى مناطق بلاعيم وشراتيب وضرب مطار الطور العسكرى ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد بالقرب من شرم الشيخ، مما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه النقطة». وتابع «نوح»: «قمنا بالثأر للشهيد البطل عبد المنعم رياض الذى استشهد يوم 9 مارس 69 وقام إبراهيم الرفاعى بالهجوم على موقع «لسان التمساح 1» 19 أبريل 69 ودمرنا الموقع بالكامل، وتم قتل 44 جنديا وضابطا إسرائيليا، وبعد ثلاثة شهور فى 7 يوليو 69 هاجمنا الموقع مرة أخرى ودمرنا الموقع. ووجه اللواء سمير نوح، كلمة للشباب قائًلًا: «خلو بالكم من مصر، متسمعوش للشائعات، وأسالوا الأكبر منكم لأن بلدنا غالية علينا».





اللواء طيار وصفى بشارة: نصر 73 المعركة النهائية من الحرب التى بدأت فى 67






هو بطل من أبطال السرب «49» مقاتلات فى حرب أكتوبر 73، شارك فى حرب الاستنزاف وأسقط طائرة «فانتوم» فى إحدى المعارك، هو اللواء طيار أركان حرب وصفى بشارة قليني، الذى كشف لــ«الأهرام»، عن بعض من كواليس حرب أكتوبر.



وقال: «فى حرب 73 كنت فى قيادة السرب المقاتلات «49» المكلف بحماية المنطقة الجنوبية من الجبهة من السويس حتى الغردقة»، مشيرًا إلى أن حرب 73 هى المعركة النهائية من الحرب التى بدأت فى 67.



وأشار اللواء طيار وصفى بشارة، إلى أن القوات الجوية قامت بعد نكسة 67 بشهرين بضربات جوية على المواقع الإسرائيلية فى سيناء وألحقنا بهم خسائر كبيرة منها مواقع الرادار والمطارات الموجودة فى سيناء وقمنا بإسقاط طائرات ودارت اشتباكات قوية، وقمنا بضرب كل مراكز الاتصال على الجبهة ثم بعدها الاستعداد للحرب وكما قال الزعيم عبد الناصر «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وفعلًا قمنا باسترداد أرضنا بالقوة.



واعتبر اللواء طيار وصفى بشارة، أن أصعب فترة هى حرب الاستنزاف 67 حتى حرب أكتوبر 73 لأننا كنا ندرب الجنود مع الدفاع عن الوطن، حيث لم يكن هناك حائط صواريخ «الدفاع الجوي»، وكان هناك عبء كبير على القوات الجوية حيث كانت الأسراب ليل نهار واشتباكات فى نفس الوقت.



وأشاد بالتعديلات التى أحدثها المهندسون المصريون فى الطائرات وكذا الأطقم الأرضية والمهندسون الذين استطاعوا أن يقللوا من مدة تموين الطائرات من 45 دقيقة إلى 10 دقائق.



وأكد اللواء طيار وصفى بشارة، أن معركة المنصورة لم تحدث فى تاريخ الحروب منذ الحرب العالمية الثانية من حيث الأعداد الضخمة للطائرات واستمرار المعركة لمدة 54 دقيقة فوق مطار المنصورة وإصرار من العدو بإمكاناته على تدميره، حيث قمنا بإسقاط عدد كبير من طائرات العدو وتم تصليح عدد من الطائرات واستمررنا إلى آخر الحرب وذلك بفضل الروح المعنوية وحب البلد.



وشدد على أن ما يتم صرفه على القوات المسلحة من أجل التطوير والتسليح على أعلى مستوى هو أقل ما يمكن، وأن التطوير كان لا بد منه منذ 30 عاما ماضية، موضحًا أنه إذا لم تمتلك جيشا قويا لا تمتلك الكرامة ولا مقومات الدولة.



وأشار اللواء طيار وصفى بشارة، إلى أن القوات المسلحة فى سيناء تحارب عدوا مجهولا فى إشارة إلى العمليات الإرهابية التى تتم هناك ويحاربون أشخاصا مختبئين وسط المدنيين عكس حرب أكتوبر 73 التى كنا نعرف العدو ومن نحارب.



ووجه اللواء طيار وصفى بشارة كلمة للجنود فى سيناء، قائلًا: «الله يكون فى عونكم أنتم أبطال تحارب مثلما حاربنا فى 73 ومجهودكم مشكورين عليه، واصمدوا لأن البلد مش هتقوم إلا بيكم».





صائد الدبابات فى حرب أكتوبر: الخبراء الروس أشادوا بالجندى المصرى لقوة تركيزه فى إصابة الهدف






كان حكمدار طاقم الصواريخ بالفرقة 16 مشاة  ونجح بمفرده فى تدمير 18 دبابة فضلًا عن قنصه لمدرعتين، ومنحه الرئيس الراحل السادات وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرا لأعماله البطولية، ولقب بـ «صائد الدبابات» لإسقاطه العديد من الدبابات، حصل على العديد من الأوسمة منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وميدالية اللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكي، ودرع القوات المسلحة من المشير حسين طنطاوى ودرع الجيش الثانى الميداني، إضافة إلى العديد من شهادات التقدير وميداليات من مختلف الجامعات المصرية وقصور الثقافة.. إنه الرقيب إبراهيم السيد عبد العال صائد الدبابات. وقال: «إنه التحق بالتجنيد عام 1969 بعد حصوله على دبلوم تجارة بالتل الكبير لإدارة المدفعية بألماظة ثم تدرب على قواعد التعليم الأساسى لمدة 45 يوما، ونال شرف حكمدارية أحد الأطقم التى كان منها صديقه محمد عبد العاطى صائد الدبابات بالسرية الأولى وكان يجاوره بالسرية الثانية».



وأضاف قائلًا، إن مهمتنا كانت تأمين قيادة اللواء وجسر شط القناة وتأمين عبور القوات من الغرب إلى الشرق، حيث قمت بتدمير 18 دبابة وعربتين مصفحتين منذ بداية الحرب حتى وقف إطلاق النار، ومنعنا تقدم أكثر من 40 دبابة معادية كان العدو دفع بها فى هجوم على الجيش، وكانت أطقم العدو الإٍسرائيلي، عليها أطقم من القوات الخاصة، وكان هدفهم، اصطياد أطقم قنص الدبابات المصرية، ونجحنا فى وقف تقدم اللواء المدرع الإسرائيلي، الذى حاول اختراق خطوط  القوات المصرية، وبرهنت قوات المشاة المصرية على أنها قادرة على مواجهة العدو الإسرائيلى فيما هو متاح من إمكانيات ضد العدو الإسرائيلي. ولفت الانتباه إلى إشادة الخبراء الروس بالجندى المصرى لقوة تركيزيه فى إصابته للهدف بالعربة الإلكترونية لتلغى فكرة تفاخرهم بأنفسهم فى أعقاب إقصائهم، فتم التدريب بالذخيرة الحية وكانت كتيبتنا لها القدرة الفائقة فى إصابتها للأهداف وتوالت التدريبات للعمليات للصقل المتواصل على الحرب بعدما تم الانتقال للجبهة بعد انضمام الكتيبة للفرقة 16 وتم أخذ وضع الاستعداد القتالى حتى جاءت ساعة العبور.



وتابع القول «أتذكر يوم 6 أكتوبر صباحا وصلت مظاريف مغلقة للقادة وتم التنبيه عليهم بعدم فتحها إلا فى تمام الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، عندما فتح القادة المظاريف، عرفنا أن ساعة عبور القناة التى ننتظرها قد جاءت بعبور 220 طائرة عبر عنان السماء لتدمير كل المطارات والمواقع الحصينة للعدو ثم أعقبها 2000 مدفع هوك لدك حصون خط بارليف، معبرا عن سعادته وشعور لا يوصف عندما كان يقوم بقنص دبابة العدو فكنا نسجد لله شكرا عقب تدمير كل مدرعة أو دبابة بصيحات «الله أكبر» التى زلزلت الإسرائيليين وقادتهم. ويرى عبد العال أن يوم 9 أكتوبر كان يوم النصر على العدو الذى أوهم العالم بأنه الجيش الذى لا يقهر لأنه استطاع تدمير 7 دبابات فى 30 دقيقة، ومن سعادته كان يقول بأعلى صوته: «هل من مزيد؟» طالبا التقدم للأمام مسافة نصف كيلو ولكن الرائد بسيونى رفض قائلا له: «التزم بالتعليمات العسكرية». وذلك فضلا عن تدمير صديقه 7 دبابات أخرى لنتلقى التهنئة من الرئيس السادات.



وأشار إلى أن القائد الإسرائيلى «شارون» كان هدفه خطفه وقتله بعد أن كبد العدو الإسرائيلى خسائر فى دباباته الحديثة، فأرسل له فرقة من القوات الخاصة هاجمت سريته ولكن الله نصره بنزوله الخندق وحمل خوزته أعلى سلاحه وظل ينظر إليهم بخوزته ويعتقدون أنها رأسه حتى قربت ذخيرتهم على النفاد وعندما شعر عبد العال بأن ذخيرتهم نفدت، تظاهر بأن إحدى الطلقات أصابته ومات، فأسرعوا إليه بالخندق، فخرج عليهم بمشاركة زملائه، فتم قتل 8 وأسر 8 من ضباط القوات الخاصة الإسرائيلية. وبدأ الهجوم الإسرائيلى على موقع الكتيبة يوم 14 أكتوبر فى محاولة الاختراق والوصول للقناة، واستمرت المعركة أكثر من 14 ساعة، تم خلالها تدمير 27 دبابة، وتكبد العدو الإسرائيلى خسائر فادحة وكبيرة، وكانت من إحدى المعارك الفاصلة فى الحرب .



واعتبر حرب أكتوبر أبرز دليل على صلابة وقوة الجندى المصرى الذى قهر المستحيل بكل المقاييس الإستراتيجية والعسكرية، لا ينسى قائد سريته «المقدم عبد الجابر أحمد» وكتيبته «المقدم محمد حسين طنطاوي» وزير الدفاع  الأسبق، والعميد «عبد رب النبى حافظ» قائد الفرقة 16 مشاة. وعن ذكرياته بشأن معركة المزرعة الصينية، قال عبد العال: «بدأ الهجوم الإسرائيلى على موقع الكتيبة يوم 14 أكتوبر فى محاولة لاختراقها والوصول للقناة واستمرت المعركة أكثر من 14 ساعة، تم خلالها تدمير 27 دبابة وتكبد العدو خسائر فادحة وكانت من أحد المعارك الفاصلة فى حرب أكتوبر 73 حيث شعر العدو بالرعب من بسالة الجندى المصرى».