عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أقمار صناعية لرصد تلوث هواء القاهرة ووسط الدلتا
25 سبتمبر 2019
د. نعمة الله عبدالرحمن


أكد الدكتور محمد بيومى زهران، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد أن الهيئة تسهم فى تحقيق إستراتيجية التنمية المستديمة من خلال مشاركتها فى تصنيع وإطلاق بعض الأقمار الصناعية المستخدمة فى أغراض عديدة سواء فى الزراعة أو الأمن أو الجيولوجيا والطب خاصة فى مجال البيئة وتقدم صورة كاملة لكل أنواع التعدى على الأراضى الزراعية، وكذلك توضيح نحر الشواطئ خاصة إذا كانت الجبال هى الحواجز الطبيعية كما تسهم تطبيقات الاستشعار عن بعد فى نقل الأحداث والظواهر فى وقت حدوثها بالأقمار الصناعية، كذلك اكتشاف أماكن المياه الجوفية من خلال خرائط الخزانات الجوفية وتحديد كمياتها ونوعية التربة وطبيعتها، وخصائص المياه والزراعات التى تصلح ومدى وفورات المياه واستمرار الخزانات بالإمدادات، كذلك تحديد مخرات السيول بالأقمار الصناعية وهى ضرورية قبل إنشاء المدن الجديدة وشق الطرق لاتخاذ أنسب المسارات.



وفى مجال الزراعة بالأقمار الصناعية، قال بيومى: يمكن اكتشاف نوعية الإصابة بالأمراض للمحاصيل والمزروعات وبدقة عالية لإجراء المعالجات قبل تفشى المرض، كذلك معرفة التلوثات الهوائية باستخدام التصوير بكاميرات تعتمد على الانبعاث الحرارى الناتج عن حرق المخلفات الزراعية أو عوادم المصانع.. ولتعظيم الاستفادة من صور الأقمار الصناعية، يوضح الدكتور ممدوح عابدين رئيس شعبة التطبيقات الجيولوجية والثروة المعدنية السابق بالهيئة أنه يتم استخدام تقنية التصوير بالرادار التى من خلالها يمكن اختراق التربة الرملية لعمق قد يصل إلى مترين تحت سطح التربة بهدف الكشف عن أى مواقع أو مدن أو معابد أثرية مدفونة تحت الأرض وبعدها يبدأ التحقق الحقلى، وقد أفادت تلك التقنية فى اكتشاف وجود أودية مياه جوفية فى منطقة سهل الجلابة فى غرب كوم أمبو، وهى منطقة بها فروع قديمة ومجار مائية تسربت للتربة من نهر النيل القديم وتتميز بأن تربتها طينية ويتم استصلاحها الآن من قبل الدولة للاستزراع.



ويضيف عابدين أن مصر وضعت خريطة طريق واستراتيجية لتصنيع الأقمار الصناعية، حيث أطلقت هذا العام قمرا صناعيا لمراقبة الأرض والاستفادة من صوره فى عدة تطبيقات، ونتشارك الآن مع روسيا وأوكرانيا فى تصنيع قمر صناعى، حيث يسهم المهندسون المصريون فى تصنيع الدوائر الكهربائية وعدسات الكاميرا ودوائر التحكم الإلكترونى التى تسهل عمليات الاتصال، والمعروف أن الهيئة عقدت شراكات مع الجامعات المصرية لتدريب طلاب الهندسة على تصميم وتصنيع أقمار صناعية صغيرة الحجم (ميكروستالايت) بتكنولوجيا يابانية ويتم إمدادها بالطاقة من خلال دوائر تأخذ طاقتها من الشمس ثم تخزنها للعمل ليلا.



كما أوضح الدكتور أحمد الزينى بشعبة الدراسات البيئية بالهيئة، أن الأقمار الصناعية تسهم بشكل فعال فى توضيح العلاقة بين تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذى يؤثر سلبيا على البيئة والأنشطة الحياتية.



من جانبها أشارت الدكتورة هالة عادل بشعبة الدراسات البيئية بالهيئة إلى إجراء بعض الدراسات على الخصائص البيئية مشتملة مستويات الجسيمات العالقة واستخدامات الأرض بمناطق الجزر الحرارية، وهى المناطق التى ترتفع فيها درجات الحرارة، وأكدت تلك الدراسات باعتبارها أحد مدخلات دراسات التخطيط العمرانى، أن الجزر الحرارية ترتبط بالمناطق السكنية ذات الكثافة العالية، حيث سجلت أعلى مستويات للجسيمات العالقة وثانى أكسيد الكربون فى مناطق القاهرة وطنطا والفيوم والقليوبية، كذلك أوضحت النتائج زيادة فرص حدوث الأمطار الحامضية على مناطق القاهرة الكبرى وحلوان والمنصورة بسبب انبعاثات أكاسيد النيتروجين والكبريت الناتجة عن الأنشطة الصناعية.