عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
رياح «النسيان»
11 يوليو 2019
أشـرف مفيـد


كثيرون منا يتعرضون فى حياتهم لمواقف «صعبة» من أصدقاء العمر الذين لم يكن متوقعا أن تصدر عنهم تلك المواقف المخزية التى أقل ما توصف به أنها «قلة أصل».



إذا كنت من بين هؤلاء المصدومين فى أصدقائهم.. هل جربت أن تتجاوز هذه المواقف.. وهل فكرت فى أن تعطى لنفسك الفرصة بأن تعلى من شأن «التسامح» حتى تنسى ماحدث، فلا شىء يستحق «حرق الدم»، كما أن الحياة مليئة بالأشياء الأكثر جمالا والتى يجب علينا أن نحفرها فى الذاكرة وأن نظل نتذكرها مدى الحياة.



هذا الموضوع جعلنى اتذكر قصة قديمة استوقفتنى كثيراً ولا تزال عالقة فى ذهنى تقول إن هناك صديقين كانا يسيران فى الصحراء وفجأة تشاجرا معاً لسبب «تافه»، فضرب أحدهما الآخر فسقط على الرمل وهو يتألم بشدة ودون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال: «اليوم أعز أصدقائى ضربنى على وجهى».. ثم قام واستأنف المشى إلى جوار صديقه وظل الاثنان فى حالة صمت رهيب.. و استمرا فى مشيهما إلى أن وجدا واحة قريبة منهما فقررا الذهاب إليها ولكن من سوء حظ نفس الرجل الذى تلقى الصفعة على وجهه أن قدمه سقطت فى الرمال المتحركة وبدأ يغرق بالفعل لكن صديقه جرى نحوه وأمسك به وأنقذه من الموت.. وما إن وقف على قدميه حتى أمسك قطعة من الصخر وحفر عليها: «اليوم أعز أصدقائى أنقذ حياتى».



وهنا سأله صديقه: لماذا فى المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال، والآن عندما أنقذتك حفرت على الصخرة؟



فأجابه: عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال حيث نترك الفرصة لرياح التسامح أن تمحوها، ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفا فعلينا أن نكتبه وننحته على الصخر حيث لا تستطيع اعتى الرياح محوه. هكذا تعلمنا هذه الحكاية.. أن نكتب آلامنا على «الرمال» وأن ننحت المعروف على «الصخر».