سيرة الكتب..
أدب الرعب المغضوب عليه
بعد ثلاثيته «مسارات الرعب» يواصل الكاتب وسام سعيد - فى روايته الأخيرة «قتيلة كامب شيزار» - إخلاصه لأدب الرعب, ذلك الفرع من الأدب الذى يعتبره كثير من الأدباء والنقاد أدباً «شعبيا» ولا يعترفون به كأحد روافد الإبداع الروائى, وعلى الرغم من ذلك فهو يحقق أعلى المبيعات خصوصا بين فئات المراهقين والشباب الذين يتمردون على الأسماء القديمة والتقليدية فى عالم الأدب.
«يقولون إن لها متعة ودفئا خاصا..
قد تكون كذلك!!.. وربما كانت مناخاً ملائماً للخوف والتوجس..
إنها (النوة) الشتوية فى شوارع الإسكندرية.. مدينة الصيف العامرة بالألفة والبهجة وأشعة الشمس.. وهى فى ذات الوقت الصامتة المكسوة بمسحة كآبة فى ليالى الشتاء.. وفوق ذلك فإنها تمتلك تراثاً قديماً فى الجريمة والدم الذى أسيل قديماً على أرصفة أزقتها الباردة والجانى مجهول.. ولكن إلى حين.
فرائحة الجثث هى من حكت وأخبرت عن أسرار (ريا) و(سكينة) مهما طال الوقت وأحبكت حيل التخفى!!»
بهذه السطور تبدأ رواية (قتيلة كامب شيزار), والتى تجسد فكرة الصراع الأزلى بين الخير والشر من خلال أحداث مثيرة وشيقة وقعت بين الماضى فى الإسكندرية بمنطقة (كامب شيزار) وبين الحاضر فى القاهرة، على خلفية صراع بين عائلتين حول قطعة أرض كبيرة فى منطقة كامب شيزار، مما نتج عنه جريمة قتل وحرق بشعة حدثت لفتاة جميلة كانت تعيش فى الأسكندرية, سمها محروقة كامب شيزار.. أو قل عليها سيدة الرماد كما كانت تبدو فى كوابيس النوم.
المهم أنها خرجت من قبوها المظلم وراحت تتعقب قاتليها وتحاصرهم وتملأ حياتهم بالفزع والذعر. ومما يحسب لوسام سعيد فى روايته حرصه على استخدام لغة بسيطة وراقية فى الوقت ذاته، لغة تهتم بالتفاصيل الدقيقة دون ترهل أو ابتذال.
---------------------------------------------------------------
الفكر الليبرالى فى ظل ثورتين
خالد عميرة
----------------
هذا كتاب يجيب عن سؤال مهم هو: «هل شهدت مصر تجربة ليبرالية فى الحكم والسياسة أم شهدت مفكرين من طراز خاص طرحوا الفكر الليبرالى وفق ما اطلعوا عليه؟».
الشائع بين معظم الباحثين أن مصر شهدت تجربة ليبرالية بدأت مع دستور 1923 من خلال برلمان وقوى حزبية تداولت السلطة، لكن الواقع يؤكد أن مصر لم تشهد تجربة ليبرالية حقيقية، فالملك يعصف بالحكومات كما يشاء، والانتخابات تجرى فى ظل احتلال يفرض سطوته على الجميع، والقانون ينص على شروط تقصر الترشح للبرلمان على أبناء الطبقة العليا من كبار ملاك الأراضى الزراعية.
وغير ذلك مما يتعارض مع أوليات الحياة الليبرالية الحقيقية.
من هنا تأتى أهمية هذا الكتاب الذى وضعته إيمان العوضى عن «الفكر الليبرالى فى مصر 1919 – 1961» وليس عن التجربة الليبرالية فى مصر ليصحح ذلك الفهم الخاطئ الشائع، كما يشير د.عاصم الدسوقى فى تقديمه للكتاب، فيقول «إن مصر شهدت فقط ملامح من الفكر الليبرالى على يد بعض من تأثروا بهذا الفكر من الثقافات الأوروبية»، وقد خصت الكاتبة أحمد لطفى السيد وعلى عبدالرازق ونجيب محفوظ ببحث موسع فى كتابها باعتبارهم نماذج للمفكرين الذين رسخوا ووضعوا نبتة الفكر الليبرالى فى مصر خلال الفترة الزمنية التى يغطيها الكتاب.
----------------------------------------------------------------
قصائد حب.. ورغبات طاهرة
ولدت آن سكستون عام 1928 فى ولاية ماساشوسيتس، وبدأت الكتابة فى 1957، وقد نالت عدة جوائز شعرية لعل أهمها جائزة بوليتزر عام 1967، ولها 6 مجموعات شعرية ومسرحية واحدة قبل أن تنتحر بمنزلها فى أكتوبر 1974.
وفى ترجمته لديوانها «قصائد حب» يقدم لنا الشاعر والناقد الكبير محمد عيد إبراهيم قصائدها ال 24 فى إبداع مواز يليق به وبجمال القصائد، فنقرأ:
أحيا على الليل
وأموت فى الصباح
كمصباح قديم استهلك زيته
بعظم شاحب قد تجرد
لا معجزة.. لا انبهار
والديوان مصحوب بمقدمة تبرز أهمية آن سكستون، وأهمية الديوان نظرا لجرأته فى تناول موضوع «الجسد»، بأشواقه ومخاوفه، بآلامه ومصيره المحتوم، كل ذلك بشعرية عالية رغم الحسية الزاعقة، إنها شعرية وشاعرية فائقة.. لا مبتذلة ولا شائعة، فما تكتبه سكستون لا يمكن أن يكون إباحيا، بل هو شعر صاف وإن دخل فى مناطق ممنوعة أو شبه ممنوعة معبرة عن الرغبة:
كان ذلك قلبى العنيف الذى انفطر
متدحرجا فوق سلالم الصالة الأمامية
كان ذلك رسالة لم أفه بها
تنادى.. درجة بعد درجة
فمن يهتم