عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
جريمة في الدرب الأحمر..
دم العمة العجوز أرشد عن ابن شقيقها القاتل
17 نوفمبر 2018
محمد شمروخ
المتهم


بالرغم من الخلافات التى نشبت بين الشاب عادل وعمته العجوز حول كشك تجارى بمنطقة الجمالية كان قد آل إليهما بالوراثة، إلا أن تلك الخلافات كان يمكن التوصل إلى حل لها، خاصة وأنها لم تمانع فى شراء نصيبه ونصيب والدته لتنفرد بالكشك.



كذلك كان يمكن التفاوض حول المبلغ الذى طلبه عادل مقابل التنازل لكنه اختار طريقا أيسر من كل ذلك.



فها هى عمته السيدة «نجاة» قد اقتربت من عامها الخامس والسبعين ويكفى ما قد عاشته فى الحياة، فهى كما شاركتهم فى الكشك كذلك تشاركهم فى المنزل القديم الذى تسكنه العائلة فى أحد شوارع حى الدرب الأحمر العتيق.



وبكل برود أعصاب قرر عادل التخلص منها للأبد فهو يريد أن يستقل بالكشك، خاصة أنه بلغ السادسة والثلاثين من العمر، ومازال عاطلا، فصعد من شقته إلى شقتها لتستقبله كعادتها وجلس ليتسامر معها ثم ذهب إلى المطبخ لإعداد كوب شاي، فهو قد تربى فى أركان هذه الشقة مع أولادها الخمسة الذين تزوجوا تباعا وعاشوا بعيدا عنها وهى تصر على البقاء فى المنزل الذى عاشت فيه عمرها كله ولاتطيق البعد عنه.



وفى المطبخ عاد عادل حاملا سكينا وغافل العمة العجوز وهم بذبحها، غير أنه فوجئ بأن السكين غير حاد، فلم يكد ينفذ فى جلد السيدة التى تملكها الفزع من إقدام ابن شقيقها على قتلها، فلم يكن هناك أى علامات تدل على غضبه منها حتى مع إثارة قصة الكشك التجارى والتفاوض حول المبلغ المقابل لتنازله عن نصيبه ونصيب والدته.



ولكن قبل أن تستوعب الأمر وتستغيث، رفع ابن شقيقها السكين لينهال به طعنا على جسدها عشر مرات متتالية حتى انفجرت دماؤها فى وجهه وأغرقت ملابسه قبل أن تسقط العمة قتيلة تحت قدميه ثم تقدم من الجثة واستل من إحدى أصابع يديها خاتمها الذهبى وهاتفها المحمول واستولى على مبلغ مالى كان معها!.



ونزل عادل إلى شقته ليخبر والدته بأنه تخلص من عمته للأبد ومنذ الآن قد خلص لهما المنزل بوفاتها وسيتمكن من تدبير أمره مع أبناء عمته، فلن يشك فيه منهم أحد!.



هكذا صور له وهمه عقب ارتكاب جريمته الشنعاء، ثم إذ به يطلب من أمه أن تصعد معه إلى الشقة لمحاولة إخفاء معالم الجريمة، خاصة ملابسه التى تلوثت بدم القتيلة واكتشافه سقوط الخاتم منه وعليه بصماته، فقام بتغيير الملابس وهم بالصعود مع أمه إلى الشقة لكن جارة رأتهما وهما يحملان الملابس الملوثة بالدماء والسكين الملطخ بالدم المستخدم فأصابها الذعر من مشهد بقع الدماء، فهددها عادل بالقتل لو تحدثت بأى كلمة لأى أحد، فأصيبت الجارة بالهلع، لكن العجيب أن أمه أعطتها الملابس الملوثة والسكين وطلبت التخلص منها!.



وعند إبلاغ قسم شرطة الدرب الأحمر بالواقعة،امر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بسرعة كشف غموض الحادث حيث انتقل ضباط الأمن العام والمباحث وتمت معاينة مسرح الجريمة ونقل الجثة إلى المشرحة.



وتم إخطار اللواء اشرف الجندى مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة بالبلاغ، حيث تكون فريق من المباحث الجنائية وقطاع الأمن العام باشراف اللواء محمود السبيلى مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام للتوصل إلى حل لغز الجريمة، حيث تظاهر عادل بالفزع على عمته ولكن حامت الشبهات حوله نتيجة للتحريات التى أشرف عليها اللواء محمود أبو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام التى توصلت إلى أنه يمر بأزمة مالية كان من نتيجتها وقوع مشاكل مع عمته حول الكشك التجاري، فقد طلب منها شراء نصيبه مع والدته لكنها رفضت المبلغ الذى اقترحه وقبل أن يتم استدعاء عادل لمواجهته بالتحريات التى لا تعد دليلا بمفردها، إذ بالسيدة التى شاهدته مع والدته تتقدم من تلقاء نفسها وتدلى بكل تفاصيل ما رأته، بل وتدل المباحث على ملابس القاتل الملوثة بدماء القتيلة مع السكين.



ولم يكن من سبيل أمام عادل إلا أن يعترف بتفاصيل جريمته وطلبه مساعدة والدته للتخلص من آثار جريمته، وكذلك اعترافه بتهديد الجارة التى كان ظهورها بالصدفة على سلم المنزل، سببا فى كشف القاتل، كذلك تم القبض على الأم بتهمة محاولة إخفاء معالم الجريمة.



وتم اخطار اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لامن القاهرة.



وأمرت النيابة بحبس القاتل ووجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة وتهديد الشاهدة بالقتل ووجهت إلى الأم تهمة التستر على جريمة ومحاولة إخفاء معالمها.