عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بريد الجمعة يكتبه: أحـمد البـرى..
سر الساعات الأربع!
16 نوفمبر 2018
بريد الجمعة


أكتب إليك حكايتى كما أعيشها، وأرجو أن تفيدنى برأيك فيها، فربما انتشلتنى من براثن العذاب الذى أعانيه، فأنا سيدة فى الأربعين من عمرى، تخرجت فى إحدى الكليات المسماة بـ «القمة»، وتزوجت بشاب رشحه لى أهلى، واكتشفت عصبيته فى اليوم الثالث للزواج، إذ ضربنى ضربا مبرحا، وقطع سلك التليفون لمجرد أننى رددت هاتفيا على زميل اتصل بى لإبلاغى بأننى مرشحة للتعيين معيدة فى كليتى، ومع ذلك حاولت تهدئته، وكررت محاولاتى لكسب رضاه كلما انتابته الحالة العصبية التى انعكست علىّ، وحملت فى ابنى الأول، وظننت أنه سيهدأ بعد أن يصبح أبا، ولكن هيهات له أن يتغيّر، إذ حدث ذات يوم، وأنا حامل أن ثار علىّ، وأرادت والدتى وقتها أن أنفصل عنه، لكنى آثرت الاستمرار معه، ومرت الأيام، وأنجبت ابنى الثانى، ثم رحلت أمى عن الحياة، وتزامن ذلك مع اكتشافى أنه متزوّج بأخرى، ولم يكن بيدى حيلة، فكتمت أحزانى فى نفسى، ولم أبح لأحد بهذا الأمر، ولكن هذه السيدة جاءتنا، وفضحت زواجه بها، وهى تحمل فى يدها «ورقة زواجهما»، ولمّا رآها انتابته حالة عصبية شديدة، وجرى وراءها بسكين، وأصبحت سيرتنا على كل لسان، وساءت نفسيتى كثيرا، ورفضت علاقتنا الزوجية، ولم أطق أن يقترب منى، وقلت له إننى سأعيش معه من أجل ابنينا فقط، وزاد على ذلك أنه كان يقترض من الآخرين، ولا يلتزم بسداد ديونه، فلقد أخذ من ابنة خالتى ألف جنيه، وحان موعد سداده، ولكنه لم يعده إليها، فأخذت المبلغ من فلوسه، وأعطيته لها، إلى جانب مبلغ مماثل للتقديم لإبنى الأكبر فى المدرسة، فهاج وضربنى بعنف حتى سقطت على الأرض فى شبه غيبوبة، فنقلونى إلى المستشفى حيث تلقيت العلاج، ولمّا عدت إلى المنزل، رفعت دعوى طلاق للضرب، ولأنه تزوج دون علمى، وحصلت عليه، ولم أبلغ أحدا بطلاقى، واستمررت فى كتمان هذا السر داخل عملى، وقررت أن أكرس حياتى لتربية ابنىّ، وقد أحببت زميلا لى يعمل فى قسم أتولى رئاسته، وهو أصغر منى سنا، ومتزوج ولديه أولاد، ولعبت ظروف العمل دورا فى التقريب بيننا، ووجدته متدينا وقويا فى الحق، وقد خضنا معا معارك عديدة لإعادة توزيع مبالغ مالية كان المدير قد استولى عليها، إذ طلب العاملون تشكيل لجنة بإشرافنا ـ أنا وزميلى ـ لما هو ثابت عنا من قول الحق ومحاربة الفساد، وجمعتنا جلسات بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية مع المسئولين المالى والإدارى لضبط الأمور، وكنت أتلقى مكالمات من ابنىّ وأهلى وأنا فى هذه الجلسات، وأضطر للرد عليهم، ومن ثنايا الكلام فهم أننى مطلقة أو أرملة، كما لاحظ أننى لا أتحدث عن زوجى، وأن كل كلامى عن ابنينا فقط، ولذلك استغل فرصة وجودنا بمفردنا ذات يوم، وسألنى عن زوجى، فرددت بأننى لا أريد الكذب عليه، ثم وجدتنى «أكبّ» كل ما بداخلى أمامه، فرويت له بعض التفاصيل التى تسببت فى طلاقى، فقال: «أنت فى حاجة إلى من يساندك»، فسعدت برده، وفهمت منه أنه يريد أن يتزوجنى، وشيئا فشيئا طلب الإرتباط بى، فوافقت عليه برغم أننى رفضت زيجات كثيرة فى محيط العائلة، وانصبّ اتفاقنا على «زواج عفة» دون علم أحد بمعنى أن يزورنى أربع ساعات كل أسبوع، وبشرط عدم الإنجاب، ونفذنا ما اتفقنا عليه، ومرت الشهور الثلاثة الأولى على ما يرام، ثم نشب خلاف بيننا فى الرأى فيما يتعلق باللجنة التى تجمعنا داخل العمل، وتمسكت بموقفى، فهجرنى شهرا ونصف الشهر، وبصراحة شديدة انتابتنى حالة ضيق، ولم أصدق أن يفعل ذلك، فلقد أحببت وجوده معى، وأحبه إبنىّ وتدخل صديق له من خارج العمل يعرف بزواجنا للإصلاح، وحدّثه فى أن الخلاف وارد، فتراجع قليلا، لكنه ترصدنى حتى فى ضحكتى، فينتهز أى فرصة ليقول لى: «صوتك عالى، ضحكتك عالية، انتى مراتى وانا ملتحى»، وشيئا فشيئا أحسست أنه يريد أن يطلقنى، فقلت له: «أنا ممكن اتنقب بالتدريج بس متسبنيش، كفاية دخولك علينا ولو ساعات».



ومرت الأمور على هذا المنوال، وذات مرة جاءنى فى العمل ابن عمه وزوج أخته، وسهّلت عليهما الإجراءات المطلوبة لهما بحكم وظيفتى الأعلى منه، وربطتنا علاقة طيبة، فأصبحا يستفسران عن أى شىء دون الرجوع إليه، فاستشاط غضبا، وقال لى: «يبدو أن ده ذنب مراتى»، وطلقنى بالفعل، وبذلت محاولات مضنية لاستعادته دون جدوى، وقد حاول الانتقال إلى فرع آخر للجهة التى نعمل بها، لكن مساعيه لم تنجح، وفى الوقت نفسه تمت ترقيتى إلى وظيفة أعلى.



واستعنت بصديقه لحل مشكلتى معه، فتمكن من إقناعه بألا يقطع علاقته مع ابنىّ اللذين أحباه كثيرا، وينتظران الساعات الأربع التى تجمعنا به كل أسبوع، لكنه لم يقبل لى كلاما، ويقول إن صوتى يستفزه، وأنه لولا الجو الأسرى الذى يحسه مع ابنىّ ما كلّمنى.. لقد أحببته، ولكن قلة خبرتى فى الحياة أفقدتنى إياه، وخسرت الساتر والحماية، والمشاعر التى لم أحسها مع زوجى الأول، ولن أشعر بها مع أحد غيره، ولقد زرت طبيبة نفسية فنصحتنى بأن أستعين بشخص قريب منه للتدخل بيننا، وتدخّل صديقه، أكثر من مرة لكنه رافض أى كلام عن إعادتى إلى عصمته!



إننى أريده أبا وأخا وأما وسندا فى دنيا قاسية، وهو مثال للأخلاق والعطاء، وبمجرد أن تقع عيناى عليه، أشعر بأنى أطير فى السماء، فهو صانع سعادتى وسعادة ابنىّ، وينتابنى الحزن عندما يبتسم فى وجه الجميع إلا أنا، وكأنى عدوّة له، أو كما قال لى ذات مرة «ورقة وقطّعها».. إن إحساسى بالمهانة صعب، وإحساسى بالألم قاتل، وكل يوم أبكى بحرقة وألم، فليس لى سواه هو وابنى، والعفة أن أختار من أراه سندا، ولا أريد مالا ولا حتى علاقة سوى «الساعات الأربع»، ومن الممكن أن أبعد عنه فى العمل، ولا أتحدث معه إلا فى الهاتف، أريده أن يصبر علىّ، فهو لا يبالى بى، ولا يشعر أننى تنقصنى أشياء كثيرة بدونه، ولم أشعر بالراحة إلا معه، وقد حاولت أن أشغل نفسى فى أى شىء، فلم أستطع نسيانه، وبمجرد أن ينام ابناى أنخرط فى بكاء لا يتوقف طوال الليل! فأنا بالنسبة له لا شىء، وهذا ما قهرنى وأوجعنى، وهو مستغرب لماذا أتمسك به؟.. طبعا لأنه لم يحبنى كما أحببته، وقال لى: «أنت مريضة نفسيا» لأنه لن يرجع لى، ومع ذلك مازال عندى أمل فى عودته إلىّ، فكيف أقنعه بأن يمنحنى فرصة لإثبات حبى له.. الفكرة ليست زواجا، وإلا فإن فرص الإرتباط أمامى كثيرة فى محيط أهلى، ولكنها فى أنه ملأ فراغات كثيرة فى حياتى، وأبرزها إحساس الأسرة الذى منحه لنا فى الساعات الأربع كل أسبوع، وفرحة ابنىّ به، وملاطفته لهما مقابل «زعيق أبيهما».. إننى أريد «الحياة غير الكاملة» معه، لأننى لم أخبر أحدا بأننى كنت متزوجة به، وفى الوقت نفسه أخشى عليه من الخلافات الزوجية والعائلية إذا علمت أسرته بزواجنا، وأخاف أن يتشرد ابناى إذا تزوجت وكونت أسرة وذهبت للإقامة فى بيت آخر، فأبوهما له حياته الخاصة، وسوف يضيعان منى، وأرجو أن تشير علىّ بما يساعدنى على النجاة من الدوامة التى تكاد تعصف بى.



< ولكاتبة هذه الرسالة أقول:



إن نجاح أى زواج يعتمد على عاملين أساسيين هما، أن يحقق كل شريك احتياجات الآخر، وأن يتوصلا معا إلى آليات لحل خلافاتهما فى المستقبل، وللأسف لم يتحقق كلا العاملين، لا مع والد ابنيك، ولا مع زوجك الثانى «صاحب الساعات الأربع» كل أسبوع، فالأول يتسم بالعصبية التى تصل إلى حد العدوانية، والرجل العدوانى بطبعه لا يعرف سوى السب والإيذاء البدنى كوسيلة لحل الخلافات، وهو أخطر زوج يمكن أن تعاشره زوجة، حيث يؤذيها، ويؤذى أبناءه، وليست له علاقات اجتماعية، ولا يعترف بأى خطأ يقع فيه، ولا يقبل فكرة الاعتذار، ويرى الناس فئتين لاغير هما «أقوياء وضحايا»، ولذلك يبادر بالعدوان حتى لا يكون ضحية، ويميل إلى حب التملك والسيطرة على سلوك المقربين منه لأنه يشعر بالدونية، وعدم الثقة بالنفس، ويحاول فى علاقته مع المرأة أن يشعرها بأنها الأقل وأنه الأقوى، وأن عليه أن يأمر، وعليها أن تطيع، ويحاول دائما أن يعزلها عن أهلها وأصدقائها ليتمكن من السيطرة عليها بكل الطرق فهو يسفه آراءها، ويقلل من إنجازاتها وشأنها ويتجاهلها بالصمت، وكل أنواع العقاب النفسى حتى تلبى رغباته، فإذا اعترضت على شىء منها، فإنها تتعرض لاعتداءاته المتكررة، ولذلك كان طبيعيا أن تنتهى علاقتك بزوجك الأول الذى يحمل كل هذه الصفات السيئة بالطلاق، خصوصا بعد أن اكتشفت زواجه بأخرى دون علمك، لكنك وقعت فى الخطأ نفسه بزواجك من زميلك فى السر، ولم تدركى أن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل، فلم تكن «الساعات الأربع» كل أسبوع التى اشترطها عليك زميلك كزوجة له فى السر، إلا وسيلة لكى تكونى مطيعة له فى كل ما يتعلق بالعمل، حتى وأنت رئيسة له، وكان الواجب عليه وهو القوى فى الحق ـ على حد تعبيرك ـ أن ينفذ ما ترينه لمصلحة العمل، وعلى الجانب العاطفى فإنه قد قالها لك بأنه لا يحبك، وقصد بقوله ذلك أن يجعلك تنجرفين إليه أكثر، وعندما وجدك لا تجارينه فى العمل وفقا لهواه، انسحب خوفا على بيته وأولاده، وهم الأبقى له، وبرغم سلبياته الكثيرة تريدينه هو وليس غيره، لأنك تحبين حياة الانطلاق دون قيود عليك فى التحرك، لكن الزوجة الطبيعية تكون مع زوجها كل الوقت، ولا يمكن أن تستقيم المعيشة مع مفهوم «الحياة الزوجية غير الكاملة» الذى يسيطر عليك، بعيدا عن اللحية والنقاب، وغيرهما من المظاهر التى لا تدل على «تديّن» ولا استقامة!



إن سعيك فى العفاف أمر نبيل، وهو دال على ثلاثة أمور، وهى أن الله قد حببّ إليك الإيمان، وزيّنه فى قلبك، وأنك تسعين فى هذا الأمر متخذة الأسباب المشروعة، وتشعرين بمدى شدة الفتنة وعظم خطرها، ولكن الأمر لا يكون بالطريقة التى تفكرين بها، فالله جل وعلا يريد لنا العفة، وأن نكون فى أكمل حال وأحسن مآل، ولذلك شروط عديدة، فعليك أن تفكرى فى علاقتك بزميلك بالطريقة الصحيحة، إذ إنه لا يصلح زوجا بالمفهوم المتعارف عليه للزواج، فالزيجة الناجحة لا تقوم على عبارة فضفاضة بأنك تحبينه، وهو لا يحبك، فالحب بين الزوجين أبعد من ذلك بكثير، فهو وإن كان شعورا فطريا بين الذكر والأنثى، فإنه يصعب تحديد ماهيته، لأنه مزيج بين الإحساس النفسى والتآلف الروحي، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف» رواه البخارى، ولكن يمكن صناعته وتنميته باعتباره أحد أركان الاستقرار الأسرى.



وهناك منغصات للحب، ومفسدات له؛ أما ما ينغص الحب بين الزوجين، فهو كثرة الجدال والمشاكسات على أتفه الأشياء، فكل طرف يريد أن يبدى تفوقه على الآخر بتقديم حججه على صواب رأيه فى أمور تسيير الأسرة، خصوصا أننا إزاء الحديث عن زوجين متقاربين فى المستوى التعليمى والثقافى عموما، وعلاج هذا المرض الذى ينغّص على الزوجين حياتهما، ويكدّر صفو الحبّ بينهما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تطاوعا ولا تختلفا»، ومن منغصات الحب أيضا إشراك أطراف خارجية فى حل المشكلات اليومية، سواء أصدقاء أو أقارب، فهذا خطأ فادح لأن كثرة الآراء والتدخّلات تعقّد الأمور ولا تحلها، وبالإضافة إلى ذلك غياب الكلمة الطيبة فى البيت بين الزوجين، فالمرأة عموما تحبّ كلام الغزل والهدايا، ولو رمزية مثل الورد، وكثير من الرجال لا يهتمّون بتنمية الحبّ مع زوجاتهم من هذه المداخل، وهى بالغة الأهمية فى حياة المرأة، وفى الحديث: «تهادوا تحابّوا»



ومن منغصات الحب الاهتمام الزائد بالأبناء أو وسائل التواصل الاجتماعى أو المطبخ أو العبادة وغيرها على حساب الزوج، وعدم اهتمام الزوجة بأنوثتها داخل البيت، فالمرأة الناجحة فى بيتها هى التى تحسن استقبال القبلة وتحسن استقبال المرآة، فالأولى لربها، والثانية لزوجها.. أيضا ينغص الحب، نظر الزوج إلى غير زوجته ، خصوصا فى رفقتها، فالمرأة تراقب عين زوجها بشكل دقيق لا يدركه هو، فإذا نظر لغيرها نظرة إعجاب، فإن ذلك يؤلمها، ويكون رد فعلها إهمال شكلها فى البيت، وكذلك إبداء الزوج رغبته فى زواج ثان، ولو من باب المزاح، خصوصا إذا كان غنيا قادرا عليه، وإنما شرع الله تعدّد الزوجات لأنّ مصلحته أحيانا تكون راجحة على مفسدته، وإلا فهو مؤثر سلبى على دوام المحبة، والمشرّع يبيح ما ترجّحت مصلحته على مفسدته، ويحرّم ما ترجّحت مفسدته على مصلحته،



ومن منغصات الحب بين الزوجين الشك أو الغيرة الزائدة، لأنها تفضى إلى غياب الثقة بين الطرفين، فيتجسّس كل طرف على صاحبه.. ويتتبّع رسائله ومكالماته وأصدقاءه على الفيسبوك وزملاءه فى العمل وكلامه مع الجنس الآخر وإن كان من الأقارب؛ وهذا فساد فى التقدير وطريق سالك إلى البغض وإشعال الفتن فى البيت، ولاشك أن تراكم هذه المنغصات دون المبادرة إلى علاجها يفسد الحب، ويذهب برونقه وحلاوته، فإن للحب حلاوة ومرارة وألم.



وهناك مفسدات أخرى للحب بين الزوجين منها طلب الكماليات، وجعلها فى موضع الضروريات، مما يدفع الزوجين إلى الاقتراض والدخول فى متاهات الديون، و«الدين همّ الليل وذلّ النهار» وفقا لما جاء فى الحديث الشريف، كما أن الروتين يقتل الحب، ونعنى به العادة، فالمطلوب من الزوجين أن يرسما لوحة فنية بين الفينة والأخرى، لوحة تعكس الحب الذى يجمعهما؛ ولست هنا بصدد تحديد ملامح هذه اللوحة، لأنها تخص عبقرية كل زوج على حدة، ومن مبطلات الحب بينهما، الخيانة الزوجية، وهى تبدأ بعلاقة عاطفية عابرة وتختتم بمغامرة جسدية، تنهى علاقة الودّ والمحبّة بصفة شبه نهائية، سواء علم الطرف الآخر بخيانة شريكه أو لم يعلم، لأن الخيانة إن لم تبادرها توبة نصوح، لابدّ أن تجرّ إلى أخرى، وهكذا دواليك إلى أن تصبح مرضا مستحكما يصعب الفكاك منه، والخلاصة أن علاج المنغصات أيسر من علاج المفسدات قبل أن يتلاشى الحب وتحل محله الكراهية أو الانتقام والفراق.



وهذا هو ما حدث بينك وبين زوجك الأول والد ابنيك، ثم زوجك الثانى الذى لم يكن ارتباطك به سوى «نزوة» تريدين إطالة أمدها بدعوى الحب، فزواجك منه لم يكن موفقا، وكذلك عودتك إليه لن تكون موفقة، فابتعدى عنه، ولا تفكرى فيه، وعليك أن تشرحى لابنيك أن العلاقة من هذا النوع لها عواقب وخيمة حتى لو أن الزواج به سليم من الناحية الشرعية، وعندما تتعافين من هذه التجربة، وتتخذين منهجا سليما قائما على مراعاة المحاذير السابق الإشارة إليها، يمكنك أن تتزوجى زواجا كاملا، وليس بالقطعة، وفقك الله، وسدد خطاك.