عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
دماء الشهداء بين مصر والكويت
16 نوفمبر 2018
د. هبة عبد العزيز


يهرول الشتاء نحو احتضان الطقس، وتفترش الغيمات السماء لتتوارى خلفها لفحات الشمس ثم تداعب زخات المطر أوراق الشجر وأرصفة الطرقات، بينما يشتط غيظ رواد الكوكب الأزرق (الفيس بوك) بل وخيوط الشبكة العنكبوتية بكلمات عنصرية فردية أطلقتها نائبة مجلس الأمة الكويتي صفاء الهاشم تحمل معانى كثيرة من الحزلقة الزائفة في محاولة لتقليص أعداد الوافدين وضرورة التعامل معهم بشكل أكثر تشددا وتضييقا، ولن أخفيك سرا عزيزي القاريء فقد اندهشت للحظات بعد أن سمعت تصريحاتها بشأن العمالة الوافدة بشكل عام والمصرية خاصة ..



لكن جاءت تصريحات رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق الغانم، بمثابة قطرات ماء بارد فوق رأس أشعلته شمس يوليو، خاصة تأكيده أن العلاقات المصرية الكويتية تعد مضرب مثل على جميع الأصعدة ، ودعوته الشعب المصرى بأن لا يعطى فرصة لأحد أن يخدش العلاقة المميزة بين البلدين، وتوضيحه بأن البرلمان الكويتى به سقف عال من الحريات وأى تصريحات تصدر عن أى من أعضائه فهى تعبر عن الشخص نفسه فقط. ووضع الغانم النقاط فوق الحروف بقوله إن إخواننا المصريين المقيمين فى الكويت شركاء لنا وهم مشاركون فى إعمار الكويتى ، وأن الحوادث الاستثنائية دائماً ما ينجح القضاء الكويت الذى يوجد به مصريون فى مواجهتها، ومن أخطأ لابد أن يعاقب.



ثم توصلت الى بعض النقاط المحورية.. أيتها النائبة ..عفوا ، فأنت لا تمثلين سوى نفسك ،ولا تملكين سوي حنجرة رديئة ولسان مترهل وكرسي في المجلس.. فلماذا كل هذا الامتعاض أيها المصريون ومن تسابق في الرد عليها هم نواب وكتاب كبار يحملون الجنسية الكويتية أيضا، ـ يا ست النائبة .. اسمحي لي أن أقدم لك نصيحة: الوافدون ليسوا عالة على المجتمعات المضيفة وليسوا لاجئين، بل هم عمالة لها دور واضح في التنمية التى تلحق بركابها الدول التى تفتقد العمالة المحلية، ثم لماذا كل هذا الانفعال ونحن نعلم جميعا أن اسم مصر سيظل نقطة تحول في تاريخ الكثير فهي دائما تعتبر منبرا للفنون والثقافة والأدب وبوابة للشهرة تحتضن كل الجنسيات لتخرجهم نجوما في الوطن العربي وعليه فبعض الرويبضة يتمسحون في هذا الإسم العريق حتى يذيع صيتهم, ــ ويبقى الأهم ألا نخضع لهذا الفخ ونحول بعض المهاترات الى أزمة بين شعبين لا يحملان لبعضهما بعضا سوى المودة والتقدير ، فضلا عن اختلاط دماء شهداء مصر والكويت في الدفاع عن البلدين، فقد استشهد المصريون في تحرير الكويت وهناك 48 شهيدا كويتيا روت دماؤهم أرض سيناء في أكتوبر 1973 ، بل وتؤكد مواقفهما التاريخية قوة العلاقات المتبادلة قبل أن تظهر على الساحة الست صفاء بعلاقاتها الخفية مع دولتي الخراب المعاصر تركيا وقطر! وأخيرا علينا أن نتذكر أننا نعيش الحرب العالمية الناعمة التى تستخدم وسائل التواصل الإجتماعي أمريكية الصنع كأسلحة دمار للشعوب وأداة للتجسس عليها، فهل سنأكل الطُعم ونصبح فريسة سهلة داخل الشبكة العنكبوتية؟