يشكو كثير من السيدات فى فصل الخريف من اعتلال المزاج وعدم الرغبة فى عمل أى شىء ودون سبب لذلك، وقد بدأ انتشار مصطلح «الاكتئاب الموسمي» فى السنوات الأخيرة كسبب لهذه الحالة.. فما هو هذا المرض وما هى أعراضه وكيفية التعامل معه؟
تشير د. مروى المسيري أستاذ الطب النفسى المساعد بطب عين شمس إلى حقيقة تاريخية للاكتئاب الموسمى، فقد ظهر لأول مرة فى الدول الإسكندنافية ولكنهم ربطوه بموسم الصيد وليس بعدم ظهور الشمس، فعندما يتناولون السمك فى الصيف تكون حالتهم المزاجية جيدة والعكس صحيح، ثم ربطوه لاحقا بنقص فيتامين (د)، لم تثبت صحة ذلك إلى أن جاء عالم أمريكى يدعى (روزن تل) وهو أستاذ فى الطب النفسى حيث لاحظ من خلال تجربته الشخصية أن حالته المزاجية تغيرت وفقا لمكان سكنه فقد كان مزاجه جيدا جدا عندما كان يعيش فى جنوب إفريقيا حيث الشمس وجودة الطقس إلا أنه عندما عاد إلى أمريكا تغيرت حالته وبدأ فى توصف هذا المرض، ومن هنا ظهر مصطلح «الاكتئاب الموسمى» أو اضطراب المزاج الموسمى.
وبدأ وصيف هذا المرض فى مراكز الطب النفسى فى أمريكا وربطوه بالضوء ولذلك نجده أكثر انتشارا فى الدول الشمالية مع دخول الشتاء، وظهر العلاج بالضوء فى الدول الأوروبية لتحسين الحالة، ولم يقتصر الأمر على هذه الدول، ولكن لوحظ أيضا ظهوره لدى بعض الأشخاص فى دول أخرى مع بداية فصل الخريف.
وعن أعراض هذا الاكتئاب تقول د.مروى إنها تصل لأعراض اكتئابية كاملة تسيطر على المرضى به مثل اعتلال المزاج، وعدم الرغبة فى ممارسة أى نشاط، والاتجاه للأفكار السلبية، وفقدان الأمل أو المتعة فى الأشياء، وكذلك قلة النوم والشهية أو العكس، كما يؤثر على أمراض عضوية أخرى، وتوضح أن السيدات أكثر عرضة لهذا الاكتئاب خاصة بعد توقف الدورة الشهرية لنقص هرمون الأستروجين، لذلك توصيهن بالحذر فى هذه الفترة حتى لا يكتسبن وزنا زائدا فى حالة زيادة الشهية حتى تتحسن الحالة بعد مرور هذه الفترة, أما العلاج كما توضح فيكون كأى علاج لمرض الاكتئاب وذلك حسب شدته، ويبدأ بالعلاج المعرفى السلوكى عن طريق تعديل الأفكار السلبية، وزيادة النشاط الرياضي، وشغل الوقت قدر الإمكان بنشاطات مفرحة وممتعة، أما لو زادت حدة اعتلال المزاج أو وصلت لاكتئاب شديد فيجب هنا اللجوء لأدوية علاجية لتؤثر على مادة السيراتونين، كما توصل العلماء أيضا إلى أن مادة الميلاتونين المرتبطة بالنوم تتأثر مع الاكتئاب الموسمى.