عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الزيوت القاتلة
11 نوفمبر 2018
بريد;


ضبطت أجهزة الأمن بمديرية أمن الاسكندرية 56 طنا من زيوت الطعام المستعملة غير الصالحة للاستهلاك الآدمى قبل طرحها فى الأسواق، حيث يقوم مصنع غير مرخص بتجميع الزيوت من المطاعم، ويضيف اليها مواد كيماوية ضارة لترسيب الشوائب الموجودة بها وقصر لونها الداكن نتيجة لاستخدامها فى عمليات التحمير لمدد طويلة، ويعيد تعبئتها وتسويقها على أنها زيوت طازجة صالحة للاستهلاك الآدمى، وتعقيبا على ذلك أوضح الحقائق العلمية التالية حول مضار استخدام هذه الزيوت على صحة الانسان والطريقة المثلى لاستخدامها:



أولا: من الشائع فى المطاعم ومحال الطعمية استخدام الزيت فى عمليات التحمير أو القلى على نحو 180 درجة مئوية لمدة تشغيل يومى تصل الى 18 ساعة متصلة دون استبدال الزيت، ولكن تضاف كمية من الزيت كل فترة لتعويض ما يفقد منه نتيجة لامتصاص الطعام الذى يتم قليه من هذا الزيت، والأدهى أن الأجهزة الرقابية لا تأخذ عينات من زيوت القلى فى أثناء عملية التشغيل للتأكد من صلاحيتها، وعدم تدهورها الى الحد الذى يضر بصحة المستهلك.



ثانيا: تؤدى عملية التسخين على درجات الحرارة العالية لمدد طويلة إلى تكرار تسخين الزيت عدة مرات الأمر الذى يؤدى الى حدوث تدهور كيماوى وفيزيقى دراماتيكى فى صفات الزيت فيما يعرف بعمليات التزنخ، حيث تتكون مركبات مسرطنة فى الزيت مع زيادة لزوجته واغماق لونه.



ثالثا: الزيوت التى قام المصنع المذكور بتجميعها من المطاعم هى زيوت منتهية الصلاحية ولا تصلح للاستهلاك الآدمى، لأنها تحتوى على مركبات خطرة تعرف بالهيدروكربونات، فضلا عن تجمع جزيئات بمركبات ضارة تعرف باسم «بوليمرات»، والمصنع المذكور عن طريق الغش والتدليس استخدم بعض المركبات لقصر لون هذه الزيوت للايهام بأنها زيوت طازجة على الرغم من احتوائها على المركبات الضارة التى تكونت بها نتيجة استخدامها مددا طويلة على درجات حرارة عالية فى عملية التحمير، ولذلك فإنه ينصح بعدم استخدام الزيت فى عمليات التحمير بالمنازل لأكثر من مرتين.



رابعا: الاستخدام الأمثل لهذه الزيوت المستعملة هو استخدامها فى انتاج الديزل الحيوى (البايو ديزل) وهو اتجاه عالمى يتنامى تطبيقه فى ظل مشكلات الوقود الاحفورى وقرب نفاد مصادره، ولقد تم تصميم سيارات تعمل بالبايوديزل وتستخدم حاليا في عدة دول.



خامسا: يمكن أيضا استخدام الزيوت المستعملة فى التحمير بعد تنقيتها فى إنتاج الاحماض الدهنية والجليسرول (الجلسرين)، وتوجد مصانع حديثة تستخدم تقنيات متقدمة تقوم بتصنيع العديد من المنتجات المهمة مرتفعة الثمن من الأحماض الدهنية، ولهذه المنتجات تطبيقات كثيرة فى صناعات متنوعة.



ولقد زرت أخيرا مصنعا جديدا على وشك الإنتاج بمدينة السادات، وسيقوم هذا المصنع بتجميع الزيوت المستعملة من المطاعم ومحال الطعمية بدلا من إلقائها فى الأحواض، وما يتبع ذلك من سد مواسير الصرف الصحى، وسيقوم المصنع بإنتاج الأحماض الدهنية ومشتقاتها بتقنيات عالية، وهو ما يمثل قيمة مضافة مهمة من منظور الاقتصاد إذ إنه يتم استخدام مادة خام ملوثة للبيئة ويحولها إلى مركبات مفيدة تباع بأسعار عالية بل ويمكن تصديرها للخارج بالعملة الصعبة.



د.محمد محمود يوسف



نائب رئيس الجمعية العلمية للصناعات الغذائية