عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بريد السبت - يكتبه: أحمد البرى
العدو المشترك
10 نوفمبر 2018
000;


لا يكاد يمر يوم دون أن تطالعنا فيه وسائل الإعلام - مقروءة ومسموعة ومرئية - بتصريح لملك أو أمير أو رئيس دولة أو رئيس حكومة يندد فيه بالإرهاب، ويستنكر جرائمه الخسيسة، ويطالب العالم  بحراك إيجابى وانتفاضة فعالة لاجتثاث جذوره وتجفيف منابعه باعتباره الخطر الأعظم الذى يهدد العالم ويغتال أحلام الشعوب فى التنمية والاستقرار، ولا تكاد تمر زيارة رسمية لمسئول كبير لمصر دون أن يعلن تضامن بلاده مع القاهرة فى جهودها الرامية إلى مكافحة الإرهاب، مما يجعلنى أتساءل: ماذا تعنى على أرض الواقع عبارة «التضامن مع مصر فى حربها ضد الإرهاب»؟!! وهل باتت مصر الدولة الوحيدة التى تئن تحت وطأة العمليات الإرهابية الخسيسة؟، وإلى متى سنظل نكافح الإرهاب الأسود ونتعقب خطاه الآثمة بسياسة «الجزر المنعزلة» ذات العائد المحدود والمردود المتواضع؟، وماذا يحول دون الاصطفاف الدولى فى مواجهة العدو المشترك فى ظل إجماع الرؤساء والملوك والزعماء على وجوب دحره واستئصال جذوره الشيطانية درءا لتداعياته البالغة على برامج التنمية المستدامة واستقرار المجتمعات؟، وكيف السبيل إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول لتدشين آليات دقيقة وواضحة تستهدف الحيلولة دون تمويل المنظمات الإرهابية؟، وماذا يحول دون إعلان القوتين العظميين (الولايات المتحدة وروسيا) تبنى إعداد وتنفيذ استراتيجية محكمة ـ بالتنسيق التام مع الدول المضارة بالإرهاب على الأقل ـ للحرب على «خوارج العصر» تستند إلى تبادل المعلومات بشأنهم من حيث الخرائط الدقيقة الموضحة لمواقع تمركز الكوادر والقيادات، ومعسكرات تجنيد وتدريب العناصر المنفذة للعمليات الإرهابية ومواقع الإعاشة ومخازن الأسلحة والذخيرة...إلخ مما يكفل بلوغ الهدف المأمول؟.. إن الدولة التى ترى أنها فى مأمن حقيقى من خطر الإرهاب لسبب أو لآخر تكون قد أوقعت نفسها فى براثن اعتقاد خاطئ وشراك تصور كاذب، فالداء الخبيث يبدأ فى مهاجمة عضو واحد من الجسد ثم لا يلبث أن يتسلل إلى عضو آخر حتى يجتاح الجسد كله ملتهما خلاياه واحدة تلو الأخرى. 



مهندس ــ هانى أحمد صيام