عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بريد الجمعة يكتبه: أحـمـد البـرى..
الحب فوق بركان!
2 نوفمبر 2018
بريد الجمعة


أكتب إليك قصتى بعد أن شبعت قهراً وحزناً وتعباً وأرقاً، وقد احترت فى أسلوب سردها، وقررت أن أسجل فيها كل شئ بأمانة وتلقائية، فأنا سيدة متزوجة من طبيب منذ ثمانى سنوات، وأشغل وظيفة مرموقة، ولديّ ابن عمره سبع سنوات وبنت عمرها خمس سنوات، وقد بدأت حكايتى منذ خطبتى التى دامت تسعة أشهر، حيث أحببت خطيبى حباً جماً، ولم أر منه إلا كل خير، وبعد تحديد موعد الزفاف تبين أن الرجل الذى قدمه إلينا ليس والده، بل زوج أمه، وأن أباه مات وعمره ست سنوات، وأن أمه تزوجت بآخر كزوجة ثانية، حيث إنه متزوج ولديه ستة أبناء، وقال لى إنه لم يخبرنى بالحقيقة ظناً منه أننى علمت بها حين سألنا عنه فى بلده، وأنه كان يستحى من ذكر ذلك لأن أمه وزوجها أخبراه بأنهما سوف يغضبان منه إذا لم يمتثل لكلامهما، لكن أمى وخالى الذى كان بمثابة أبى المتوفى غضبا بشدة، لأنه كذب علينا، وقد دافعت عنه لحبى له، بأنه لم يكذب، فالأب هو الذى يربى أولاده، حتى وإن لم يكونوا من صلبه، وبكيت كثيراً حين أحسست أنه سوف يتركني، فإذا به يسعى إلى إرضائي، والموافقة على طلباتي، وتزوجنا، وعشت معه أجمل أيام حياتى بما يملكه من حنان ورقة، وتلاقٍ فى الأفكار، وفهم الأمور بطريقة نادراً ما تكون بين زوجين، وحملت بعد زواجى مباشرة، ورزقنى الله بابنى الأول، ثم بابنتى الثانية بعده بعام ونصف العام.



وبدأت المشكلة الأولى بيننا، وابنتى عمرها شهران، حيث كان يُكرهنى فى الفراش على ما حرم الله، ووصل بنا الأمر إلى حد أننى لجأت إلى ضربه أحيانا، والصراخ والخروج من الغرفة فزعا منه، فكان يحاول تهدئتى مستغفرا الله ومعتذرا عما فعله، وقلت وقتها فى نفسى: «لعله يرجع عن سلوكه المحرم فى الفراش»، لكنه لم يتوقف، وازداد إصراراً مرة بعد أخري، فذهبت إلى أهلي، وأخبرت أمى وحدها بما أعانيه عسى أن تجد لى مخرجا منه، وجاءتنا حماتى لكى تعرف سبب غضبي، فأخبرتها بالأمر، فقالت بالحرف الواحد: «وإيه يعنى ما فيه ناس كتير كده، وفيه شيخ فى الأردن بيقول جسم المرأة كله حلال»، فرددت عليها: «وأنا لن أقبل بذلك»، ولن أستمر معه، فذهبت إلى زوجي، وواجهته بما قلته لها، فدافع عن نفسه بأنه فعل ذلك بإرادتي، وأن سبب مغادرتى المنزل، هو أننى أدرس الماجستير، وأتهرب من مسئولية البيت، وهذا كلام غير صحيح بالمرة، ويشهد الله أنه أكرهنى على ما يريده إلى الحد الذى مرضت بسببه نفسياً، واحتجت إلى فترة استشفاء، وأقمت عند أهلى أربعين يوما، ثم جاءنى معتذرا كالعادة، فطلبت منه إعطائى مهلة بعض الوقت للتعافى مما حدث، ثم عدت إليه بعد أسبوعين، فاحتضننى بشدة، ومضت حياتنا سعيدة، وقال لى إنه احترمنى، ولن يعاود طلبه المحرّم منى.



وحلّت المشكلة الثانية بعد أربع سنوات، حيث قرر افتتاح عيادة له، وتخصيص صفحة لها على «الفيس بوك»، فإذا بهذه الصفحة وبال علينا، فزوجى وسيم وأسلوبه فى الكلام عذب، لكنه لا يضع حداً بينه وبين مرضاه، فتطمع فيه كل من «هبت ودبت»، ونشب الشجار بيننا حينما رأيت رسائل من مريضاته، لكنه كان يمسحها، ولا يبقى منها سوى كلمات مثل «بصرة» أو «أنا داخل أنام»، فسألته: لماذا تمسح الرسائل؟، فردّ بأنه يخشى غضبى إن قرأتها، ولذلك يطلب من مريضاته ألا يبعثن أى رسائل على الصفحة، فصدقته، وقلت: لعلهن يردن إفساد ما بينى وبين زوجي، وأن عليّ مساندته لكى تمر الأمور بسلام، وبعد فترة حكى لى عن واحدة تعرض نفسها عليه فى عمله، وأنه أخبرها بأنه ليس طبيبا خائناً لكى يحوّل عيادته إلى مكان للقبلات والأحضان، فطلبت منه أن يكون أكثر حزما فى صدها، هى وغيرها، فإذا به يقول لى إنها أجمل منى ألف مرة، فتجاهلت ما قاله، والتفت إلى تربية أبنائي، والإهتمام ببيتى وعملى، وحرصت على أداء الصلاة فى أوقاتها، وسعيت إلى إرضائه، ثم بعدها بشهرين تقريباً، ذهبنا إلى المصيف، وفى ذلك اليوم لم يترك هاتفه لحظة واحدة، ولم يعرنى أدنى اهتمام، ومع ذلك لم أشك فى أمره، خصوصا أنه يردد على مسامعى يوميا أننى «حب عمره».



وبعد عودتنا من المصيف، حدّثنى عن مهندس صديق له كان يحب زميلة له فى الجامعة، لكنه سافر إلى الخارج، وتزوج امرأة أجنبية، وأنه يحبها جدا، وبعد عودته إلى مصر ولقائه بزميلته استعادا حبهما القديم، والمشكلة أنها متزوجة ولديها طفلان، وتريد الطلاق من زوجها لكى ترتبط به، وسألنى عن رأيى فى هذه المشكلة؟، فرددت عليه بسؤال: كيف قالت هذه السيدة لرجل «أحبك» وهى متزوجة؟، وكيف يضمنان إن تزوجا أن تنجح أسرتهما؟ ثم إن علاقتهما فيها معصية لله؟ كما أن زوجته الأولى ستطلب الطلاق لخيانته لها، فغضب وزمجر، وقلت له: لماذا تتعصب لردى؟.. هل أنت المهندس؟!



وبعد ذلك بيومين تقريباً، رأيت فى المنام أنه يكلم امرأة، وعندما أخبرته بذلك تبسّم، وسألنى عن رد فعلى لو أن ذلك حقيقة، فأكدت له أننى سأعاقبهما عقاباً لا يتوقعانه، ودفعنى هذا الموقف إلى أن أتفقد هاتفه، فإذا بالحلم حقيقة، وأدركت بالفعل أنه على علاقة بتلك السيدة، وأنه يحبها وتحبه، ودليلى أنه يحتفظ بالمكالمات المسجلة بينهما فى صورة «لقطات شاشة» على هاتفه، فصرخت ولطمت وشققت ملابسى وضربته، ومكثت فى شقتى شهراً، ولم أخرج إلا للضرورة، وطلبت منه رقمها وحسابها على «الفيس بوك» حتى أحظرها من صداقتى، فأعطانى حسابها، ولم يعطنى رقمها خشية أن أكلمها، وبعد ذلك فتشت هاتفه، فوجدت مكالمة مسجلة ويخبرها فيها بأننى علمت بالأمر، وردت عليه: «زمانها فهمت كل حاجة لما حكيت لها عن صاحبك المهندس»، وظل يتكلم معها لمدة أسبوعين، وحجته أنه سيتركها فى هدوء حتى لا تفضحه، لدرجة أنه مرة كلمها وقال لها: «مراتى عند أهلها وطالبة الطلاق، مع أنى بجواره، لكنه «شغل المسلسلات» التى كان بارعاً فى تأليفها!



ومرت الأيام، ووجدت رسالة من امرأة أخرى تقول له: «ما تحسسنيش إنى رامية نفسى عليك، وإن انت الجذاب والوسيم، أنا جميلة بردو، ولما طلبت منى أن أفتح الكاميرا، رفضت لأن شرفى خط أحمر»، وأصابتنى حالة هيستريا للمرة الثالثة، وطلبت الطلاق، فقال لى: «مش مطلق، انتى فاكرانى هقعد أعيط، وأقولك اقعدى.. لمى هدومك وامشى من هنا، وارفعى قضية خلع»، وفى تلك الليلة أخذ إبنىّ من غرفة النوم، ووضع تحت وسادته (كاتر) الذى يستخدم فى الأعمال المكتبية، وسبيكة ذهبية اشتراها من مدخراته، وظللت خارج الغرفة أبكى بحرقة وألم، وظللت أقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأصابتنى وعكة صحية، فحاول تهدئتى بقوله إنها تريد الإيقاع بيننا، وصدّقته، وجلست فى بيتى على مضض خشية الفضيحة، وبعد أسبوع وجدت منشورات مضحكة على صفحته على «الفيس بوك» عن شخص يريد أن يغيّر زوجته، أو يقول: «ليته لم يكن مرتبطا»ً، فغادرت بيتى، وبعد أيام جاءنى طالبا الصلح، فعلا صوتى عليه، فانفعل قائلا: «وطى صوتك، وبطّلى قلة أدب»، وخرج دون أن يلقى السلام على أحد من أهلي، ثمّ اتصل بى قائلا: «قدامك ثلاثة أيام لو عاوزة ترجعى»، فأخبرته بأننى لن أعيش معه بعد اليوم، وقررت ألا أترك ابنيّ له خشية أن يمسكهما عنده ولا يعطينى إياهما، خصوصا وأن التخوين فى دمه من ساعة «السبيكة الذهب»، وبرغم ذلك فإن زوجى لم ير نفسه مخطئاً، وأقنع أهله بأنه لم يفعل شيئاً، وكل ما فى الأمر أنه كان يتسلى مع زميلته، فهل أودعت حبى شخصاً لا يستحقه، أم أن مشكلته فى مرجعيته وهما والدته وأخوه فهما يجاملانه ويريان أنى أنا التى أبالغ فى رد فعلي، فكل الرجال يتكلمون مع «الستات»؟.. ولمّا قلت لهما: اعكسا الأمر، ردا أن «غلط الراجل غير الست»، وبالطبع هذا كلام غريب، فالشرع لا يفرق بين الإثنين، ولو أنا الفاعلة لطردنى وطلقني، بل يمكن أن يقتلني، فقل لي: ماذا أفعل؟ إذ مازلت أحبه، لكنى فقدت ثقتى به نهائياً، وأريد أن أضمن حقي، وأطلب منه شقة باسمى إن كانت هناك رجعة بيننا حتى لا تتحكم والدته فيها أو يطردنى هو منها إذا فكر أن يخوننى من جديد؟.. إنه مغرورً لأبعد الحدود، والغريب أن والدته قالت لى «أنت عنيدة»، فقلت لها «أنا العنيدة التى أحاول إصلاحه منذ سنة وهو لا يرتدع، أم هو العنيد بإصراره على محادثته السيدات؟.. فكررت كلامها بأنه عنيد حتى إن أدى الأمر إلى خراب بيته، فقلت لها: يخربه، وفات شهر، ولم يحاول أن يرى ابنيه إلا مرة واحدة.



إننى حين أسمع عمن يصالحون زوجاتهن بتقبيل رؤوسهن وأيديهن وأرجلهن بعد خيانتهن واعترافهم بالخطأ، أحس بالحسرة على حالى وحال الرجل الذى أودعته حبي، والذى يمعن فى إيذائى وإهانتي، والكارثة أنه عاد إلى محاولاته لما حرم الله فى الفراش، وبرغم كل ذلك فإننى أحبه لدرجة أنه حتى لو طلقني، فسوف أظل مرتدية الخاتم الذى يحمل اسمه، لأنى لم أحب إلا هو ولن احب غيره، وإنما أرجو صلاحه، وأن أحس منه بالوفاء، او كما نقول بتعبيرنا العامي: «أحس بأنه شارينى زى ما أنا شارياه»، وإلا فإنه لا يلزمني.. قال تعالي: «وَلَا تَهِنُوا فِى ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا»(النساء 104)، فماذا أفعل؟.



< ولكاتبة هذه الرسالة أقول:



آفة زوجك أنه تصور أن السعادة تنحصر فى تلبية رغباته الجسدية والمادية، فراح يبحث عمن تفوقك جمالا من وجهة نظره بين مريضاته، ومن يترددن على عيادته، ومن استغللن «الفيس بوك» للإيقاع به، دون أن يدري، وتجاهل أن السعادة الحقيقية تكمن فى النواحى النفسية والاجتماعية، ومنها حبه زوجته، وأسرته، وأهله، وأصدقاءه، والتى من الطبيعى أن تنعكس عليه بالشعور بالراحة والطمأنينة، فلقد شاءت إرادة الله أن تكون احتياجات البدن محدودة، وأن ينقلب تجاوزها إلى ضرر، بخلاف احتياجات العقل والنفس والروح، فلا حدود لها، وكلما كثرت فإنها تسمو به درجات ودرجات، وهذا هو الفوز العظيم.. وهكذا قاده تفكيره الخاطئ للانجراف إلى عالم مجهول، سوف يدرك تبعاته بعد أن يكون قد حطّم حياته وبيته، ولا سبيل إلى استعادتهما مرة أخري، وكما هو واضح فإنه لم يستطع السيطرة على نزواته، إذ إن الأحاديث والصور التى يتداولها مع الأخريات عبر «الإنترنت» مغرية، وتدفعه إلى توطيد علاقاته الغرامية بالخيانة البصرية أو السمعية، وبدأ ذلك بشعوره أن الأخرى أجمل منك ، فأهملك، وفى المقابل أهملته أنت الأخرى، وسوف تدفع الأسرة فى نهاية الأمر ـ إذا استمررتما على هذه الحال ـ فاتورة «الخيانة والإهمال» بالانفصال، أو الطلاق.



والحقيقة أن العلاقة الحميمية هى دافع الرجل فى المقام الأول إلى الخيانة، وغالبًا ما تكون علاقاته متنوعة، وهى تكثر فيما بين الثلاثين والأربعين من العمر، وتقل كلما تقدم فى السن، وقد يحدث الاضطراب فى تفكيره من هذه الناحية نتيجة لانطفاء جذوة الحب المشتعل بينه وبين زوجته، وليس غيابه، ومن ثمَّ يبدأ فى البحث عن البدايات الجميلة، والتوهج العالى فى المشاعر والأحاسيس مع امرأة أخرى خارج إطار الزواج، وهناك علامات على وصول الرجل إلى هذه المرحلة، حتى وإن كرر كلمات الحب على مسامع زوجته، ومنها الاهتمام بالمظهر والموضة، واللياقة الجسدية، وفجأة يصبح غارقًا فى العمل، مشغولاً دائما، ويقضى وقت فراغه أمام شبكة الإنترنت أو مع زملائه بالنادى أو المقهى، وفى جلساته مع زوجته ينشغل بأى شئ إلا هي، لكنه يلبى حاجتها ويغدق عليها الهدايا حتى ولو بغير مناسبة، وكأنه يكفر عن ذنب يرتكبه، كما أن مزاجه متعكر دائمًا دون سبب يتعلق بزوجته أو أسرته، وقد يفتعل الشجار لكى يترك البيت، وتعلن ملامحه دائما الإحساس بالذنب، خاصة عند إظهار أى علامة حب من زوجته،



وبصراحة فإننى لا أميل إلى إلقاء كل اللوم على الزوج إذا تسللت امرأة أخرى إلى حياته، وسيطرت على جزء من مشاعره وعقله دون البحث عن الأسباب التى دفعته إلى ذلك؛ فالمسئولية فى أغلب الأحيان تقع على الزوجين معًا، وليس من الضرورى أن تخبر المرأة زوجها بما عرفته عنه، وإنما عليها أن تحاول أولا إصلاح نفسها واستمالته بشتى الطرق، ثم مواجهته إن نفدت محاولاتها للإصلاح، فنظرة العتاب والاندهاش من عينيها والصمت المربك منها أمام صوته العالى وألفاظه الغاضبة المسيئة لهما تأثير كبير عليه، ولست فى هذه النقطة بالتحديد مع المعاملة بالمثل، «صراخ مقابل صراخ، وتعديد أخطاء، وتوجيه اتهامات»؛ فالصمت يشعره بالذنب، وبأنه ارتكب إثما فظيعا، وبناء عليه يحاول التقرب منها متمسحًا بها كطفل يبدى الأسف والندم.. وهذه هى القاعدة التى يجب عليك أن تتعاملى بها مع زوجك، فاعرفى خريطته من التزامات ومواعيد وترتيب للأولويات قبل أن تطلبى منه شيئًا، أو توجهى إليه اتهاما ما، وضعى خطة طويلة الأجل لتغيير طباعه، وكأنك تغزلين ثوبًا بهدوء، وكونى واقعية حتى تتضح الرؤية كاملة أمامك، وعليك معرفة ما دفعه إلى النظر لأخرى تفهمه وتريحه.. هل مثلا انشغالك بالبيت والأبناء أبعدك عنه، أم طموحك، ودراستك، وعملك؟، ولا تقابلى اكتشافك «خيانة» زوجك برغبة فى الانتقام، ولا تتركى المنزل، واعملى على استعادة توازنك؛ لمراقبته بعين الخبير لتتأكدى من هواجسك، ولا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته واتصالاته، مع تسجيل كل هذه التفاصيل مادام يعيش بالبيت، ولا تخبرى أحدا بشكوكك فيه، واحذرى البوح بمشاعرك المهزومة لأى رجل، فقد يستغلها لمصلحته هو، ولا تهدرى طاقتك فى البحث عن مواصفات المرأة الأخرى، ولا تكونى فضولية تجاهها، من خلال حوارك وسؤالك زوجك؛ فتضعينها تحت الضوء، وإياك والانطواء والتخلى عن صديقاتك وحياتك الاجتماعية من أجل أن تثبتى له اكتفاءك به، فلذلك مردود سلبى ينعكس عليك بمرور الأيام، وأرجو أن يدرك أن الكلمات التى تمدح الحب وتمجده ليست كافية لبناء علاقة عاطفية دائمة وقوية أمام الظروف والتحديات، ففى العلاقات العاطفية وخاصةً داخل إطار الزواج تعتبر الثقة أهم ما يجب أن يتبادله الطرفان، فهى أهم من الحب نفسه، والدليل على ذلك أن هناك الكثير من العلاقات الزوجية التى امتدت لنصف قرنً ومازالت مستمرة حتى اليوم على الرغم من أن طرفى العلاقة تزوجا بطريقة تقليدية بعيداً عن الحب بمفهومه الشائع، فالحب دائماً يُبنى على الثقة، ومن الطبيعى ألا يثق المرء إلا فيمن يحبهم، وإذا اختفت الثقة سوف يختفى الحب معها بكل تأكيد، فهى الدرع الواقى الذى يحمى العلاقة العاطفية الرقيقة من الانكسار أو الانهيار، وتعد بمثابة القلعة التى تختبئ بداخلها مشاعر الحب، وزوجك يقدرك ويراك جديرة بثقته، ولن يتركك تضيعين من بين يديه، كما أنك تحبينه، ولن تخلعى خاتم الزواج من إصبعك حتى لو طلقك ـ على حد قولك ـ فما الداعى إذن لهذا البركان الذى انفجر بينكما بسوء تصرفه، سواء فى علاقتكما الجسدية، أو «نزوات الفيس بوك»؟.



أرجو أن تفتحا صفحة جديدة بعد أن تطويا الماضى بكل ما فيه، وعلى زوجك أن يحذر اللعب بالنار لأنه من سيكتوى بها.. وفقكما الله وسدد خطاكما على الطريق المستقيم.