عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
يوميات حرب أكتوبر.. كيف خدع السادات إسرائيل مرتين ؟!
30 أكتوبر 2018
محمود القيعى


عبر مقدمة واثنى عشر فصلا، لم يترك د. عادل وديع فلسطين كبيرة ولا صغيرة عن حرب أكتوبر المجيدة إلا أحصاها.وسواء أرضيت عنه أم سخطت عليه، فقد نجح فى تقديم عمل يستحق كبير التفات.



ضمن عادل كتابه ـ الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ مكتبة الأسرة - العديد من الوثائق والشهادات، منها شهادة الرئيس السادات التى أوردها فى كتابه «البحث عن الذات» وجاء فيها:



«لم أكن أنوى أن أدخل المعركة فى مايو 1973 ولكن كجزء من الخداع الاستراتيجى قمت بحملة فى الصحف عندى وفى الدفاع الشعبى، فما كان من الإسرائيليين إلا أن صدقوا وحشدوا جيوشهم، بينما كنت أنا فى حالة استرخاء تام»..



وفى أغسطس من نفس السنة فعلت نفس الشىء، وكان رد الفعل فى إسرائيل مشابها، وأعلنوا التعبئة، لذلك عندما سُئل ديان بعد حرب أكتوبر: لماذا لم يعلن التعبئة فى أكتوبر؟ قال: «إن السادات قد دفعنى إلى ذلك مرتين، مما كلفنى فى كل مرة عشرة ملايين دولار دون جدوى، فلما جاءت المرة الثالثة ظننت أنه غير جاد مثلما حدث فى المرتين السابقتين لكنه خيب ظنى».



وعن يوم السادس من أكتوبر يقول د. عادل: «بدأ القتال بعبور طائراتنا الخطوط الأمامية للعدو شرق القناة والبدء فى تنفيذ الضربة الجوية المفاجئة بقوة مائتى وخمسين طائرة ضد أهداف العدو فى سيناء، والتى تضمنت ثلاثة مطارات وقاعدة جوية وعشرة مواقع صواريخ هوك، وثلاثة مراكز قيادة وسيطرة واعاقة الكترونية وبعض محطات الرادار وموقعى مدفعية بعيدة المدى وثلاث مناطق شئون إدارية، كما شمل الهجوم الجوى المصرى ضرب حصون خط بارليف شرق بور فؤاد، وقد نجحت هذه الضربة الجوية تماما، وكانت خسائرنا فيها محدودة للغاية».



أسئلة هيكل الثلاثة



ضمن د. عادل كتابه العديد من الكتابات الصحفية الشاهدة على يوميات الحرب، ومنها مقال الأستاذ محمد حسنين هيكل فى «الأهرام» الذى جاء بعنوان «محاولة تصور للموقف»، حيث طرح هيكل أسئلة ثلاثة وهى: ما الذى حققناه حتى الآن فعلا؟



وكانت إجابته: حققنا القرار بقبول التحدى والقرار هنا مرادف دقيق لمعنى الإرادة.



حققنا اجتياز حاجز الخوف، وحققنا تجربة المواجهة المباشرة بالتخطيط وبالعمل مع العدو الاسرائيلى وهو عدو أعطيناه أكثر مما يستحق.



وكان سؤال هيكل الثانى:



ما الذى يتعين علينا عمله الآن؟



وأجاب قائلا : «عدم فك الاشتباك مع العدو على الجبهتين المصرية والسورية مهما يكن الثمن ـ أى مواصلة القتال بصرف النظر عن أى تضحيات أو ضغوط ، لم يعد ممكنا للعبة «وقف إطلاق النار» أن تتكرر أكثر مما تكررت، والتركيز على إلحاق أكبر خسائر بقوات العدو، وهذا يفتح الباب أمام الأهداف الكبرى.



وكان سؤال هيكل الثالث هو: كيف نستطيع أن نأخذ الغد لصالحنا ؟



أبرز فلسطين خطاب السادات التاريخى بعد النصر، والذى أكد فيه أن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أى مقياس عسكري، مشيرا إلى أن التاريخ العسكرى سيتوقف طويلا بالدرس والفحص أمام العملية التى قامت بها القوات يوم السادس من أكتوبر، حين تمكنت من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رءوس الجسور بها بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات!.