عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
عندما غنى أزنافور وفرانك سيناترا فى القاهرة
27 أكتوبر 2018
مشاهدات تكتبها ــ آمــــال بكيـــر
شارل أزنافور - فرانك سيناترا


يقينا هما من أشهر وأكبر مغنيى العالم خلال الفترة الماضية.. شارل أزنافور كان يغنى حتى أواخر أيامه.. يمتلك فى غنائه إنسانية وروحا بديعة وعمقا للمعانى الهامة ومن هنا كان يعد من أشهر مغنيى فترته التى انتهت بوفاته أخيرا بعد أن تعدى التسعين.. لكنه لم يفقد بريقة أبدا مع هذه السن المتقدمة.. تستطيع أن تصفه بالفيلسوف.. تصفه بالعمق فى المعانى التى يتغنى بها.. جاء إلى مصر مرتين كانت الثانية منذ سنوات وأجد جماهيره هنا تكاد تساوى جماهيره فى بلده فرنسا.. اهتمام غريب.. سعادة خلال غنائه.. تصفيق يستحقه من خلال أغانى بديعة تختلط فيها الفلسفة مع العمق مع المعانى الإنسانية.



لازلت أذكر كيف قابله جمهورنا فى المرة الأولى والمرة الثانية مقابلة فعلا تليق بشارل أزنافور وربما ما يزيد من سعادة مستمعيه ذلك الإحساس بما يحمله قلبه من حب للحياة.. للناس.. تقريبا للجميع.



أيضا شهدت مصر واحدا من أغنى وأشهر المغنيين وهو الأمريكى الممثل والمغنى فرانك سيناترا.. قدم حفلا واحدا فى إحدى أجمل مناطقنا الأثرية حيث خلفية الأهرامات وأبى الهول ولمعرفته بأهمية المكان وسعادته بأن يتصدر هذه الخلفية منع التصوير واحتفظ بالتصوير الوحيد التابع له لنفسه فهى حقا صورة تستحق أن يحتفظ بها جمهوره الذى كان من الطبقات المشابهة له. من الأغنياء ورجال الأعمال وكبار «القوم» كما يقال أحيانا.



لكن الغريب أنهم أو معظمهم جاء إلى القاهرة بطائرات خاصة ومعظمهم يرتدون ما تعرف به هذه الطبقة فى أمريكا من ملابس أنيقة وذات ماركات معروفة.. لكن مع هذا الحشد الغنى بل البالغ الثراء الذى جاء من أمريكا خصيصا من أجل سيناترا لم ألمح تلك المشاعر العميقة الفياضة التى كانت لجماهير شارل أزنافور. وبالمناسبة لقد حصل أزنافور على ما يستحقه من الاهتمام بنعى وفاته فى فرنسا والتى شارك فيها العديد من كبار عشاقه.



الغريب اننى بالطبع انزعجت من عدم السماح بالتصوير للمغنى العالمى فرانك سيناترا ولكن إلى جانب هذا الشعور من جانبى وجدت جمهوره الأمريكى الذى جاء خصيصا لكى يشاهده بصورة ليس فيها هذا الاندفاع من جمهور أزنافور.. ربما السبب أن أغانى شارل تمس الوجدان أكثر وتمس معظم المتفرجين أكثر حقيقة لا أدرى لكن ما شاهدته هو أن ثمة فارقا كبيرا بين جمهور شارل أزنافور وجمهور فرانك سيناترا.