عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
السياحة التركية.. التهويل أكثر من الحقيقة
14 أغسطس 2018
رسالة إسطنبول: سيد عبد المجيد
> السوق المصرية فى تركيا


خلال افتتاحه «السوق المصرية» الشهيرة وسط مدينة إسطنبول بعد أعمال الترميم، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن  قطاع السياحة فى البلاد سيدخل مرحلة الازدهار، وأنه سيجذب خلال العام الحالى 40 مليون سائح، أى بزيادة مليونى سائح عما سبق أن توقعه وزيره نعمان تروكلموش الذى كان يتولى حقيبة السياحة قبل أن يغادرها فى التشكيل الوزارى الأخير.



فى المقابل كان لمعارضيه رأى آخر، واتهمت مواقعهم الصحفية وكالة أنباء الأناضول بأنها تتعمد رسم صور وردية وتزعم أن نسب  الإشغال فى الفنادق تبلغ 100%، وهذا مغاير للواقع، ودللوا على ذلك بفنادق منطقة تقسيم ذات الأربع نجوم، التى لم تتجاوز نسب إشغالها 50 %، على الرغم من عروض الأسعار المغرية وسعر الليلة فيها 35 يورو شاملة الإفطار مقارنة بأربع سنوات مضت كان سعر الغرفة فيها يتراوح ما بين  80 و 90 يورو!



وتساءلوا «كيف يكون هناك انتعاش للسياحة، فى الوقت الذى تنزلق فيه البلاد رويداً رويداً باتجاه أزمة اقتصادية طاحنة»؟



مصادر فى الطيران المدنى التركى أكدت أن كثافة حركة الطائرات القادمة إلى مطار أتاتورك الدولى بإسطنبول لم يطرأ عليها تغيير يذكر وظلت على معدلاتها الكبيرة، لكن ذات المصادر نوهت إلى أن نسب الترانزيت ربما هى التى زادت من خلال المسافرين الذين أصبحوا يتخذون من »أتاتورك« نقاط انطلاق لوجهاتهم خصوصا بلدان جنوب وشرق آسيا والعكس إلى أوروبا والولايات المتحدة.



فى السياق ذاته أشارت أرقام جهات رسمية إلى تناقص عدد الزائرين من أوروبا والغرب إجمالا منذ بدء فصل الصيف وموسم الإجازات، ولم ينقذ الموسم الحالى بالنسبة لمنتجعات : أنطاليا ومارمريس وبدروم وكوش أدسا بإزمير، إلا السياحة الداخلية، وهذا لم يكن ليحدث لولا تقديم القائمين جملة من الإغراءات المالية والتنزيلات والدفع بالتقسيط على مدى 9 أشهر لتشجيع المواطنين،



وقال أصحاب فنادق إنهم لا يتوقعون أرقاما جيدة فى الشتاء المقبل بالتزامن مع أعياد الكريسماس ورأس السنة.



عزز ذلك أيضا تراجع السياحة العربية القادمة من بلدان خليجية كالسعودية والإمارات، فقد تأثر هذا القطاع بدوره على نحو بالغ بدعوة مقاطعة السياحة التركية، ولفت مراقبون إلى أن وكالة أنباء الأناضول حينما نشرت خبراً عن أعداد السياح الذين زاروا الأناضول فى النصف الأول من العام الحالي، لم تتطرق إلى الأعداد المتدنية للسياح العرب الذين فقدوا الثقة فى أن تكون تركيا وجهة مناسبة للاستجمام ولقضاء العطلات.



ورغم أن الحكومة التركية سعت إلى زيادة أعداد السياح العرب إليها، وقدمت من أجل ذلك تحفيزات وتسهيلات للراغبين بالسفر إليها، فإن كل ذلك لم يفلح فيما يبدو فى تبديد المخاوف، بل زادت نتيجة السياسات العدائية التى ينتهجها أردوغان ضد عدد من البلدان العربية الأكثر تأثيرا.