عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
هل كان توريطا ضد إيران؟
2 أغسطس 2018
أحمد عبد التواب


ينبغى أن نعترف لترامب بقدراته الفذّة على شغل الرأى العام العالمي، وعلى جذبه إلى القضايا التى يبادر بتفجيرها، بل وعلى تشتيت الجميع عن المشكلات المدرجة على جدول الأولويات! وقد جاء إعلانه عن ترحيبه بلقاء قادة إيرانيين، دون شروط مسبقة وفى أى زمان ومكان، ضمن هذا المسلسل، وفى انقلاب غير متوقع فى سير الأحداث التى حرَّكها بنفسه والتى كان يدفع فيها بالأمور فى اتجاه معاكس! وهذا يدعو إلى الارتياب فيما إذا كان جاداً حقاً فى التوصل إلى تحسين للعلاقات مع إيران بعد كل هذا التوتر الذى صنعه بنفسه بسبب انسحابه أحادى الجانب من الاتفاق النووى مع إيران، وهو الاتفاق الذى تم التوصل إليه تحت مظلة الأمم المتحدة، وبمشاركة عدد من أقرب حلفائه؟ خاصة أنه كان قد بالغ فى موقفه الرافض للاتفاق إلى حد تشدّده فى فرض عقوبات على إيران وعلى كل الدول والشركات المتعاملة معها، ولم يستشر فى هذا حلفاء أمريكا التاريخيين ولم يتسثن شركاتهم!



المُرَجَّح أن أهم دوافعه فى موقفه الجديد هو الهروب من أزمته الداخلية التى تزداد تفاقماً والتى تؤثر على فرص حزبه فى الانتخابات التكميلية القريبة للكونجرس، ومن الوارد أنه صار يميل إلى الاقتناع بتحليل بعض الخبراء أنه ليس أمام إيران إلا أن ترحب بأى بادرة تهدئة منه بأمل أن تعفيها من الخوض فى نزاع مستنزف، بعد أن جرَّبت المقاطعة التى عانت منها فى السابق، وبعد أن وجدت نفسها فى حسابات معقدة لمواجهة الإجراءات التى لوَّح بها ومنها إغلاق مضيق هرمز أمام تجارتها مع العالم، وهو ما لا يمكن لإيران أن تقبله لأنه يخنقها، كما أن لمواجهته ثمناً باهظاً..إلخ.



هذه المرة أيضاً، لم يهتم ترامب بالتشاور مع الدول التى اصطفت معه فى خندق واحد ضد إيران، والتى باع لها أسلحة بأموال طائلة ليمكنها مما قيل إنه صمود فى مواجهة إيران! بل إنه لم يتحاور إلا مع سلطنة عمان التى كانت بعيدة عن تنسيقات المواجهة ضد إيران!



 



[email protected]