شقق الفقراء.. والشاليهات المستفزة
من حق الأغنياء أن يعيشوا فى فيلات فاخرة فى أماكن راقية ويملكوا شاليهات مميزة على شواطئ خلابة مزودة بكل وسائل الرفاهة ولكن من حق الفقراء أيضا أن يوفر لهم المجتمع سكنا ملائما بأسعار تتناسب مع رواتبهم التى لا تتجاوز آلافا قليلة من الجنيهات شهريا فى أفضل الأحوال.
وبينما تسعى الدولة جاهدة لتوفير وحدات إسكان شعبى مناسبة لفئات المجتمع من محدودى ومتوسطى الدخل، تفضل شركات التطوير العقارى التعامل مع الطبقة الميسورة وتقدم لهم وحدات مميزة بمساحات كبيرة تتخللها البحيرات والنوافير والحدائق وبأسعار تتراوح بين 12و 20 ألف جنيه للمتر فى المتوسط.
المشكلة أن ارتفاع اسعار مواد البناء وتكاليف المرافق تدفع الدولة لطرح وحداتها من الإسكان الشعبى بأسعار مرتفعة نسبيا قياسا على مستوى الدخول وإن كانت أقل من أسعار وحدات الأغنياء.
والحل الذى نقترحه هو خلق منظومة للتكافل المجتمعى يقوم من خلالها الأغنياء بدفع مبلغ إضافى ضمن سعر وحداتهم المميزة يخصص لدعم وحدات محدودى الدخل.
مثلا: من يشترى فيلا أو شاليها بخمسة ملايين جنيه (وهذا سعر متوسط حاليا) لن يتأثر بدفع 300 ألف جنيه إضافية ولو على أقساط سنوية لمصلحة إسكان الفقراء.
هذا الإجراء كفيل بالقضاء على كثير من مشاعر عدم الارتياح التى يشعر بها الفقراء وهم يشاهدون الإعلانات المستفزة عن وحدات سكنية بالملايين بينما هم غير قادرين على شراء وحدة إسكان شعبي.
بل أكثر من ذلك سيشعر هؤلاء بالسعادة وهم يشاهدون تلك الإعلانات لأنهم سيدركون أن كل مشروع فاخر تتم إقامته يعنى توفير مئات من الوحدات الشعبية لهم ولأبنائهم.