جيل محظوظ.. مستقبلكم يُصنع الآن!
بكل تأكيد أنه لأمر رائع وبالغ الأهمية وينم عن عقلية ثاقبة ورؤية سياسية متكاملة أن يخصص ويعقد المؤتمر السادس المقبل للشباب فى جامعة القاهرة السبت المقبل، ويتم دعوة شباب العديد من الجامعات المصرية وأن يخصص الجزء الأكبر من فعاليات هذا المؤتمر للبحث فى طرح إستراتيجية التعليم الجديدة وإطلاق الرئيس روشتة وخطة تطوير التعليم من سن الحضانة حتى الثانوية العامة فى مصر تلك المفاجأة الأكثر أهمية وترقبا والتى ستغير وجه الحياة دون مبالغة فى القول فى مصر ولأجيال عديدة قادمة.
حيث الحلم سيصبح حقيقة وسيتعرف الجميع عن قرب عن أبعاد وخطوات وأهداف ومراحل تلك الاستراتيجية الجديدة لإنقاذ التعليم فى مصر، هذا الكابوس الذى كأن وما يزال لأكثر من 70 عاما يقض مضاجع المصريين ويلتهم بالأسى والحزن على هذا الحال وتلك المآلات التى وصلت اليها أوضاعنا فى هذا الوطن وبتنا من يومها نكافح حافة الخروج من التاريخ التى تطاردنا فصوله القاسية بسبب تردى أوجاعنا أكثر بسبب تراجع فى التعليم والعلم وبناء اجيال ضعيفة مشوهة متراجعة علميا وتعليميا وثقافيا حتى وصلنا إلى هذا المنحدر. بلا شك عقد هذا المؤتمر فى هذا التوقيت قبل اطلاق العام الدراسى الجديد بوقت كاف، ومن هذا المكان جامعة القاهرة منارة العلم والثقافة وأيقونة الفكر فى العالم وصاحبة الدلالة الرمزية للتحضر والعراقة العلمية والثقافية المصرية وبحضور ممثلين لمعظم طلاب الجامعات المصرية للبحث فى خطط اصلاح التعليم وتدشين عصر الجامعات الكبرى فى مصر والبحث عن آليات إعادة بناء الانسان المصري، خاصة جيل الشباب وفى المقدمة طلاب الجامعات انما يشى إلى تطور بالغ الأهمية فى عقلية الرئيس الجالس فى الاتحادية والذى تحول بالفعل إلى صانع النجاحات ومهندس المفاجآت، حيث يعنى لنا الحديث عن بداية تدشين فصل جديد من فصول التاريخ المصرى فى حقل التعليم وترسيخ البداية الحقيقية لإعادة بناء وتكوين واعداد هذا الجيل من الشباب الذى أصبح اكثر حظا من الآن فساعدت للاهتمام به من حيث التنشئة السياسية والتعليمية والعلمية والثقافية ودخوله عصر الكيانات الجامعية الكبرى من حيث نوعية الجامعات والكليات التى يتم تأسيسها حاليا على أرض مصر وفى عديد المدن الجديدة وسائر محافظات مصر حاليا، وكل ذلك من خلال التقارب والتماثل والشراكات مع الجامعات العالمية الكبرى وافتتاح فروع لها فى مصر بنفس المواصفات وخطوات الجودة والمنهجية وطرق التعليم والتدريس والتحصيل العالمية لتعود جامعات مصر إلى مصاف التعليم والجامعات الكبرى عالميا من حيث التصنيف الدولي.
أعتقد أن ما يحدث ويخطط لهذا الجيل من الشباب فى مصر حاليا من حيث توفير الامكانات وفرص التعليم العام، وإنشاء الجامعات الكبرى بتلك المتخصصات العصرية وبتلك النوعية والكمية لم يتوافر لاجيال عديدة فى مصر طيلة الخمسين عاما الماضية، حيث بات هذا الجيل الحالى عن حق من المحظوظين وتاريخهم ومستقبلهم بالفعل يصنع فى مصر حاليا، وبالتالى لا عزاء من الآن لمن يسعون للفشل أو يجيدون العزف على وتر تكريس الاحباط والتعثر فى حياة المصريين والادعاء والاستخفاف بنغمة مشوهة مكررة أن هذا الوطن ذاهب للمجهول، حيث إنه لا أمل فى صحة أو تعليم أو اسكان اجتماعي، حيث المعادلة الصعبة تتحقق حاليا على أرض مصر، فالصورة لا تكذب والحقائق لا يمكن أن تخفى أو تنكر، فملايين شقق الاسكان الاجتماعى والاقتصادى وبمواصفات عالية وحياة آدمية حقيقية تشيد على أرض مصر منذ أربع سنوات وتغطى سماء هذا الوطن والاهتمام بالصحة حاليا وبدء تطبيق المنظومة الصحية والتأمين الصحى قد دخلت حيز التنفيذ، ودارت عجلة الانطلاق نحو توفير حياة ومنظومة صحية عالمية فى مصر يلمس ويطالع الجميع نتائجها خلال الأشهر القادمة، أما عن التعليم وجنى ثماره القادمة، فأعتقد أن مؤتمر الشباب الأسبوع المقبل بجامعة القاهرة سيوفر كل الاجابات، ويطرح كل سيناريوهات التطوير بشفافية ويحدد الآليات والتوقيتات لانطلاقة عصر النهضة التعليمية والعلمية فى مصر، حيث النجاح الحقيقى والفعلى قد بدأ بالفعل عبر وضع اليد من قبل صانع القرار فى الاتحادية على الجرح والبدء فى إعداد وصياغة برامج وسيناريوهات إصلاح التعليم طيلة الأربع سنوات الماضية، وحان الوقت خلال أيام لاعلان وتدشين خطط تطبيقها.
حيث إن هذه الخطوة تمثل أكبر إنجاز فى مجابهة فشل وتعثر وتراجع مسار التعليم لأكثر من 70 عاما منذ ثورة يوليو دون تدخل أو انقاذ لتكون البداية المرتقبة خلال أيام الخطوة الصحيحة والعملية والفعلية نحو الإصلاح وتحقيق التقدم العلمى وانجازات التقدم والازدهار التعليمى بهذا الوطن فى مواجهة حكم التاريخ غير الرحيم، ولمن خانتهم الذاكرة وجب علينا الاعتراف بأن العامل الأساسى لتراجع وخلل الحياة الاقتصادية والتنموية والمعيشية وحتى الثقافية والاخلاقية كان بسبب غياب وتراجع التعليم فى مصر وانهيار كامل لمنظومة التعليم بجميع مراحلها طيلة السنوات الخمسين وربما أكثر الماضية والنتيجة صارت إلى ما نحن عليه الآن، حيث لا تفوق ولا حضور متميز واستثنائى فى التصنيف العلمى ومجال الاختراعات والابتكارات الدولية ولا نهضة حقيقية للوطن قبل ثورة 30 يونيو، وحدث ولا حرج مع حالة التجريف الكاملة التى حصلت للوطن طيلة العقود الماضية، حيث التراجع والخلل والفقر والبؤس والمرض كان عنوان الحقيقة لكل هذه المراحل السابقة والعصور والارقام والتراجع كانت لا تكذب فى أهمية كل ما سبق، ان المقبل فى مصر يحمل مفاجآت ايجابية للغاية حيث آلية وخطوة اصلاح التعليم تلك ستجعل مصر بوابة التغيير للجميع، حيث إن الهدف ليس اصلاح الشباب المصرى بل بناء الدولة وانهاء التطرف والإرهاب وبدء بناء مستقبل واعد لابناء وبنات هذا الوطن فبدون تلك الخطوة واقتحام اصلاح التعليم وانقاذ هذا الشباب، أى أمة كنا نرجو وأى مستقبل كنا نتطلع اليه.
باوضح عبارة ممكنة أقول إن ما بعد مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة وطرح استراتيجية التعليم والنهضة فى مصر لن يكون كما قبله فالمستقبل أفضل والنجاح واعد.