هناك فرق كبير بين إنشاء فروع لجامعات أجنبية فى مصر، وما يتم الآن من انشاء جامعات مصرية تحمل اسم دولة اجنبية كالجامعة البريطانية والالمانية والروسية، وغيرها مما يزمع إنشاؤه فى المرحلة المقبلة، وقد تابعت حوارا على احدى الفضائيات، وكان الحديث يدور حول أن جامعة كندا فى العاصمة الادارية الجديدة هى فرع لجامعة أم فى كندا، ولأنى أعرف وربما أحفظ جامعات كندا المعروفة بالاسم، فقد أجريت بحثا «جوجوليا» للتأكد من وجود «جامعة كندا» هذه فى كندا من عدمه، لكننى تأكدت أن هذا الكلام غير دقيق فى الحقيقة، لانه لا توجد فى كندا جامعة اسمها جامعة كندا، وبالتالى لا يمكن انشاء فرع فى مصر لجامعة هى غير موجودة فى بلدها الاصلى، وإنما الجامعة الكندية فى العاصمة الادارية الجديدة ستكون جامعة مصرية خاصة ربما على النظام الكندى، مثلها مثل الجامعة البريطانية والالمانية وغيرهما، وكلها جامعات خاصة مصرية، وليست فروعا لجامعات اجنبية فى مصر حتى ان الجامعة الامريكية ذاتها هى ايضا ليست فرعا لجامعة أمريكية، وإنما هى جامعة مصرية على النظام الامريكى فقط لا غير.
أما ما تتوجه اليه مصر الآن لرفع مستوى التعليم الجامعى فهو انشاء «فروع» لجامعات اجنبية فى مصر، بمعنى أن جامعة اكسفورد مثلا تنشئ فرعا لها فى العاصمة الادارية الجديدة تحت مسمى «فرع جامعة اكسفورد فى مصر»، أو أن تنشئ جامعة هارفارد مثلا فرعا لها فى مصر تحت مسمى «جامعة هارفارد فرع القاهرة» وهكذا، .
ونحن لسنا بدعا فى ذلك، فالصين مثلا سمحت منذ عشر سنوات بإنشاء جامعات انجليزية عريقة لفروع تحمل اسمها فى الصين، مثل فرع جامعة توتنجهام فى ننجبو بالصين، وكذلك فعلت نوتنجهام بفرعها أيضا فى ماليزيا، وفروع الجامعات الأمريكية الشهيرة فى بعض الدول العربية وهكذا.
ومن هنا أرجو ضبط المصطلحات والتعريفات لأن الحديث يجرى عن قانون لتنظيم انشاء فروع للجامعات الأجنبية فى مصر، والجامعات الكندية والالمانية والبريطانية والروسية ليست كذلك، وهى مجرد جامعات خاصة تحمل اسماء اجنبية ولها قانون ينظم أمورها بالفعل هو قانون الجامعات الخاصة والأهلية.. إننا نحتاج بالفعل إلى قانون قد يرى النور قريبا من أجل فتح فروع للجامعات الأجنبية الحقيقية فى مصر لكى يرتفع مستوى جودة الدراسة الجامعية عندنا، لان الجامعة الأجنبية عندما تنشئ لها فرعا فى مصر، فهو يحمل اسمها، وبالتالى لن تفرط فى معايير الجودة المطبقة فى الجامعة الأم لإن الشهادة الممنوحة ستكون هى ذاتها الشهادة العالمية المرموقة، وهو بيت القصيد.
د. أحمد الجيوشى
أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة حلوان