لا شىء يحز فى نفسى ويثير الألم والأسى مثل ذلك الانهيار الفاضح فى ثقافة وسلوك من يطلقون على أنفسهم اسم «نشطاء سياسيين» ويتصدرون المشهد الفضائى باعتبارهم قيادات ورموز المعارضة فى «المنافى» ولا تنطق ألسنتهم بشىء سوى أسوأ ألفاظ ومفردات التحريض ضد شعوبهم وأوطانهم بدعوى أنهم يعارضون أنظمة الحكم ويسعون لإسقاطها.
إن المرء يتحسر على هذا السقوط السياسى والأخلاقى إلى حد الخلط الفج والمعيب بين حق المعارضة السياسية وبين ارتكاب جرائم الخيانة العظمى لمجرد إرضاء النزوات السياسية والمطامع الشخصية لحفنة من المارقين.
ولا يختلف الأمر بين هذه الفصائل المعارضة فما يقوله المعارضون السوريون لا يختلف عما يقوله نظرائهم فى المعارضة الليبية وما يتردد على ألسنة مطاريد الدولة الوطنية فى مصر حيث لا خجل ولا حياء من مناشدة المجتمع الدولى بوقف تزويد دولهم بالسلاح وتحريض القوى الكبرى على التدخل العسكرى ضد أوطانهم.
والحقيقة إن كافة الأمم والشعوب لم تعرف مثل هذا النوع من المعارضة العميلة التى سيسجلها التاريخ فى صفحات سوداء تحت عنوان «هؤلاء هم العملاء الذين باعوا شرفهم وضمائرهم إلى الحد الذى أصبحت الخيانة العظمى فى قواميسهم مجرد وجهات نظر»!
وقد يكون صحيحا وجود ملاحظات تستدعى النقد ولكن ذلك لا يبرر أن تتحول نداءات المعارضة إلى نباح كلاب من أجل استدعاء الأجنبى والاستقواء به.. والأمم والشعوب قد تنسى إساءات جسيمة وجرائم فظيعة تقع بحقها من جانب أعدائها فى الخارج أو من جانب بعض المارقين فى الداخل، لكنها أبدا لا تنسى خيانة الأوطان ولا تغفر للخونة الذين يبيعون أوطانهم لمن يدفع لهم ويأويهم فى غربتهم.. وكان الله فى عون مصر فليس أصعب على نفس أى أم من أن تكتشف أن بعض أبنائها هم ألد أعدائها!
خير الكلام:
<< المعرفة توفر الشجاعة والجهل يصنع الخوف!
[email protected]