عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
نساء العزل الأكبر... بين الجمود والتأمل
18 يونيو 2018
رانيا الدماصى
من أعمال الفنانة الطبيبة هبة حسين


فى محاولة للغوص داخل النفس البشرية ومحاكاة لأدق مشاعر الوجود الإنساني، والتى باتت تجسد واقعا تحاه كثير من نساء اليوم فى صياغات تشكيلية توحى بمدى المعاناة والتضارب المعنوى والنفسي، بين الجهاد والإصرار والألم والذى من شأنه تكوين مردود بين على ذلك الكائن الرقيق.  جميع تلك المتناقضات طرحتها الفنانة التشكيلية هبة حسين فى أحدث معارضها والمقام حاليا وحتى ٢٠ يونيو الجارى بجاليرى مصر بالزمالك تحت عنوان العزل الأكبر ، تقابلك لوحاتها بين ألوان الأكريليك والزيتى وكأنها لقطات درامية تحاكى وبشكل مؤكد حالة صراع قائم بالفعل تعانى منه ملهمة الفن والإبداع «المرأة» مع المجتمع ، والتى جاءت لتدور حولها لوحات الفنانة مقدمة إياها بلغة تعبيرية، خاصة ومن الكواليس أن هبة حسين هى بالأصل طبيبة متخصصة فى جراحة التجميل وقد قررت استعادة موهبتها وحبها للفنون لتعود بأدوات ورؤية خاصة جدا تحمل فى طياتها علم التشريح لكن بجماليات وإبداعات وتدريجات الألوان المتناغمة من خلال لوحتها، وقد حرصت الفنانة على بناء مكون من الدقة الشديدة وبخطوط حادة لكنها تفيض بتنويعات من المشاعر المختلطة لنساء يقدمن نماذج متعددة فى إعلان واضح عن حالات الاغتراب اللاتى يعشنه، وبالرغم من ذلك فإن نظرات الأصرار والعزيمة على الوصول للاهداف المنشودة وعدم الانهزام والاستسلام تبدو واضحة فى رسالة أمل لغدأفضل.