عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
انتخابات «فنار باهتشيه» وإزاحة الطاغوت
14 يونيو 2018
000;


هي بكل المقاييس مصادفة، لم يسع إليها أو يرتب لها أحد ، ومع هذا أشاعت أجواء تفاؤل في نفوس الأتراك التواقين لحدوث تغيير طال انتظاره في هذا البلد، فرغم أن الأمر بعيد ولا علاقة مباشرة له بالانتخابات المقبلة عليه بلادهم في الرابع والعشرين من يونيه الحالي, إلا أن حالة من النشوة دبت في أوصال قطاعات عريضة من المجتمع الأناضولي عقب إعلان فوز «علي كوتش» برئاسة نادي فنار باهتشيه القلب النابض للرياضة التركية وخصوصا كرة القدم . ومغزى الفرح يعود إلي عدة أسباب أولها أن الشاب كوتش ينحدر من أسرة أرستقراطية عريقة في إسطنبول تدين بالولاء المطلق لمبادئ مصطفي كمال أتاتورك. وثانيا أنه اكتسح غريمه المخضرم عزيز يلدريم «16 ألف صوت ما قبل أربعة آلاف للأخير» الذي ربض علي صدر النادي عشرون عاما.



أما السبب الثالث والأكثر أهمية، هو أن ضربة الهزيمة المدوية أتجهت فورا إلى صدر رئيس البلاد الذي كان قد أوعز لمعاونية تقديم الدعم اللازم لصديقه الـ «عزيز» غير أن تلك المساندة الرئاسية تمكنت بالكاد من حصد 20 % فقط من الأصوات والمفارقة ان يلدريم شأنه شأن يعض المقربين من الجالس على عرش «بيش تبة» بضواحي أنقرة، سبق واتهم في قضايا مالية وأمضي شهور خلف القضبان قبل ان يجدو لها صيغة لتسويتها. المثير أنه بدلا من تهنئة كوتش الذي يحمل علامة أعمال يشار لها بالبنان انبرت وسائل الإعلام الموالية للحاكم بالهجوم عليه واتهامه وهو عائلته بأنهم لم يصدروا بيان يدين الانقلاب الفاشل والداعية الديني فتح الله جولين.