أحرز ليونيل ميسى نجم فريق برشلونة، وقائد منتخب الأرجنتين لكرة القدم، أهدافاً يصعب عدها. غير أن إسهامه فى القرار الذى اتخذه الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم، بإلغاء المباراة التى كان مقرراً أن يلعبها مع المنتخب الإسرائيلى السبت الماضى، يبدو الهدف الأفضل والأكثر أهمية الذى أحرزه فى مسيرته لسببين، أولهما شخصى يخصه لأنه يحظى بإعجاب الملايين من محبى كرة القدم الذين يؤيدون الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر، أو يتعاطفون مع قضيته، فى أنحاء العالم، وليس فى البلدان العربية فقط. والثانى يتعلق بشعبية فريق برشلونة، إذ يشجعه عدد ضخم من محبى الكرة فى العالم. فهو الفريق الذى يحظى بأعلى درجة من الشعبية خارج بلده. ويعود قدر معتبر من الفضل فى ذلك إلى قدرات ميسى ومهاراته المميزة.
كان ميسى على وشك أن يخسر إعجاب هؤلاء، وحبهم، خاصة فى العالم العربى حيث يوجد عدد كبير منهم. وهذه خسارة ربما تفوق أقسى هزيمة فى مباراة لعبها, أو لا تقل عنها.
لم يكن هناك أى مبرر لأن يخوض المنتخب الأرجنتينى الكبير مباراة مع منتخب صغير لا وزن له، وأن يذهب إلى القدس المحتلة لكى يلعب هذه المباراة التى لا لزوم لها من الناحية الفنية، فيسقط أخلاقياً، ويوصم فى التاريخ بأنه ساند الاستعمار والاحتلال والاستيطان والظلم والطغيان. بدا الأمر مدهشاً حين قبل الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم الزج بمنتخب بلده فى صراع سياسى لمصلحة الجناة، وعلى حساب الضحايا، وفى وقت لم تجف دماء عشرات الشهداء وآلاف المصابين الذين أطلقت قوات الاحتلال النار عليهم خلال احتجاجهم على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة. أحرز ميسى هدفاً تاريخياً سيظل مسجلاً باسمه عندما أعلن أنه لا يستطيع اللعب فى القدس بينما الفلسطينيون يتكبدون كل هذه المعاناة. وأحبط، بموقفه هذا، خطة حكومة نيتانياهو لاستغلال المباراة فى سعيها لإضفاء شرعية دولية، من باب الرياضة، على ضم القدس، والتقاط صور مع ميسى لتسويقها فى أنحاء العالم. تطلع المحتلون لاستخدام شعبيته الهائلة لإقناع بعض البلدان بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
فالتحية للنجم الأرجنتينى الكبير على موقفه.