الأب يحمل دائما بين ضلوعه مشاعر الحب و الاهتمام و الرعاية و البر بأبنائه، يعمل من أجل ان يوفر لأولاده الحياة الكريمة يشقى لينعم أبناؤه، يرغب فى أن يريهم الأفضل، وقد يفتدى أولاده بحياته إلا أن المأساة الانسانية التى تجسدت فى رجل أعمال تحول إلى شيطان مارد فقد الانسانية و المشاعر، و حول شقته بمنطقة السيوف إلى محرقة «للأسرة» عندما اشعل النيران وسط 11 شخصا بينهم خمسة أطفال وزوجته ووالدها ووالدتها ليشعل النار فى الجميع
الذين أتوا بحثا عن إنهاء الشجار الدائم بينه و بين زوجته والاصلاح بينهما ليتحول السلام إلى نار أكلت محتويات الشقة وقتلت الشيطان وزوجته وصديقه و نجا الملائكة الصغار من المحرقة. «الأهرام» شاهد مكان الجريمة البشعة باحدى الشقق بشارع وديع باسورد التى كانت سكن الأسرة المكونة من: الأب البدرى رجل الأعمال الذى تجاوز العقد الخامس من عمره و زوجته امل فى العقد الثالث من عمرها واولادهم الأربعة رورو 12 سنة و محمد 8 سنوات وأحمد 9سنوات و الصغيرة رزان 7 سنوات. حلم الاسرة فى بناء مستقبل أفضل لأبنائهم بدأ منذ خمسة عشر عاما خاض خلالها الزوج رحلة البحث عن تأمين مستقبل ابنائه فى الكويت ليعود الى وطنه و يبدأ فى اقامة مكتب للرحلات، إلا أن الحياة حملت فى طياتها خلافات بين الزوجين زادت خلال الفترة الاخيرة ووصلت إلى نهايتها منذ شهور عندما طلبت الزوجة الطلاق من زوجها وتزايدت الخلافات بين الزوجين لينتقل والد الزوجة للإقامة معهم فى شقة الزوجية منذ ثلاثة أشهر بحثا عن حماية ابنته وأحفاده من اعتداءات الزوج و تهديداته وليصل الأمر الى ساحة القضاء وتقيم الزوجة دعوى خلع ضد زوجها وتحدد لها جلسة فى السادس من مايو الحالي. و رغم إقامة الزوجين داخل الشقة الا أن الخلافات استمرت في التصاعد فالزوج يرى أن الطلاق يعنى خسارته كل شيء، الشقة مملوكة باسم الزوجة طبقا لأحد الجيران الذى التقيناه وهو شاهد عيان على الاحداث بينما ترى الزوجة وأسرتها أن الزوج لا يقوم بواجباته بالانفاق على ابنائه الاربعة ودائم التهديد «حولع فيكوا واستريح والجد هو من يرعاهم وأن الأب لا يعرف عنهم شيئا تماما و لا يقوم بالانفاق عليهم و لا على ابنائه. و جاء يوم الثلاثاء الماضى حيث دعا الزوج شقيقة زوجته شيماء وزوجها اسلام اللذين اصطحبا نجلهما الصغير اسر الذى لم يتجاوز الخامسة من عمره وجاء صديقه احمد محمد صاحب مقهى بالسيوف بالاضافة الى الزوجة ووالدها ووالدتها بحثا عن انهاء الانفصال الا أن النقاش احتدم و يبدو بأن الخلافات المستمرة التى تفاقمت خلال الشهور الاخيرة و الدعاوى القضائية و شعور الزوج بأن حياته انتهت، فابناؤه فى حضانة الام و شقة الزوجية لا يملكها والاعلانات القضائية اصبحت لغة الزوجين اللذين لا يفصل بينهما داخل الشقة سوى جدار بين الغرف، تحول الزوج الى شيطان مارد حاملا البنزين وليسكبه فى الشقة و يمسك فى يد اسبراى مشعلا النار فى الشقة لم يشفع له الملائكة الصغار الموجودين فى الشقة الأطفال الاربعة أبنائه التى تجرى فى عروقهم دماؤه و لا الملاك الصغير اسر ابن خالتهم و لا صديقه الذى جاء بحثا عن مساعدته، بل انتفض معلنا عن محرقة للملائكة و لكل قيم الابوة و الصداقة هم وسط النيران بينما يقبع الاولاد الصغار الملائكة فى غرفة خائفين من النار اندفع الزوج ليدلف الى غرفته بعيدا عن النيران وينتحر بالقاء نفسه من شباك حجرته بالدور الخامس ليسقط على الارض و يتم نقله الى المستشفى بينما استطاعت الجدة الوصول الى شرفة المنزل و الصياح استنجادا بالاهالى بينما قفز زوج شقيقة الزوجة من الشرفة الى العقار المجاور لتشتعل النيران وتتزايد وتفارق الزوجة الحياة و صديقه و ينتقل الجد والجدة و الخالة الى المستشفى لتلقى العلاج و يموت الشيطان متأثرا بسقوطه. لم يكن الحال أمام مشرحة كوم الدكة بوسط المدينة يقل قسوة من مشاهد الرعب التى عايشتها تلك الاسرة فاهالى الزوج والزوجة فى حالة من الدهشة والذهول مما حدث و كيف كانت نهاية الحياة بين الزوجين تلك النهاية المأساوية. أهالى الزوجين يرفضون تشييع الجثمانين معا رغم وجود صلة قرابة بين الزوجين كل اسرة من الاهالى ترفض ان يضعا الجثمانين فى سيارة و احدة و كل طرف يضع المسئولية على الاخر، اسرة الزوج ترى أن سبب ما حدث الخلافات التى قادتها الزوجة ورغبتهم فى الحصول على كل ما يمتلك و اسرة الزوجة ترى انه شيطان قتل زوجته و حاول قتل ابناءه لتنتهى الخلافات الزوجية بمقتل الزوجين و تحول الأطفال الأربعة إلى ايتام يصبون اللعنات على والدهم فى مأساة انسانية قررت نيابة المنتزه باشراف المستشار اشرف المغربى المحامى العام للنيابة تحقيقات موسعة للكشف عن ملابسات الحادث.