عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
غمز .. ولمز
25 أبريل 2018
د. وحيد عبدالمجيد


لا يثير استغراباً، فى ظل تدهور الوضع الفلسطيني، أن تصبح دعوة المجلس الوطنى -المرفوع من الخدمة منذ عام 1996 -إلى اجتماع الأسبوع المقبل موضوعاً جديداً للصراع بين فصائل تنزلق إلى الهاوية.



يتصاعد الصراع بين من دعوا إلى عقد هذا المجلس، ومن رفضوا حضوره بتركيبته الحالية، فى لحظة أصبحت فيها قضية فلسطين مهددة بما قد تكون تصفية نهائية، يعبر هذا الصراع عن حال انفصام هى التى تبدو مدهشة، وليس الانغماس الذى طال أمده فى المصالح الصغيرة. المتصارعون يُجمعون، فى خطبهم وبياناتهم وصراخهم، على أن قضيتهم دخلت المرحلة الأكثر خطراً فى تاريخها، وباتت فى حاجة ماسة إلى إنقاذ عاجل. ولكنهم يزدادون انغماساً، فى الوقت نفسه، فى صراعاتهم الصغيرة التى تُضاعف هذا الخطر بمقدار ما تُدمر ما بقى من مقومات للصمود.



لم تنجح الفصائل الفلسطينية خلال العقدين الأخيرين فى شئ بمقدار ما نجحت فى إحباط الجهود التى تُبذل لتحقيق مصالحات بينها، وأخرها المصالحة التى تبذل مصر جهوداً فائقة من أجلها بين حركتى «فتح» و «حماس» منذ أكثر من عام، ولذا أصبحت الصراعات بينها مقدمة على النضال من أجل القضية التى يفترض أن تجمعها.ومن بين ما نجح فيه بعضها «إبداع» أساليب متجددة يستخدمها أحدها للحط من شأن القيادة الحالية للفصيل الأخير، عن طريق الإشادة بزعيم سابق له. فعلها الزعيم «الحمساوي» يحيى السنوار خلال ظهوره فى مسيرة العودة يوم الجمعة الماضي، والقائد «الفتحاوي» صائب عريقات خلال مؤتمر صحفى عقده فى اليوم التالي،قال السنوار إنه لو كان ياسر عرفات حياً لكان معهم فى تلك المسيرة، ورد عريقات على إشارة السنوار التى تحمل غمزاً ولمزاً بمثلها، حيث قال إنه لو كان الشيخ أحمد ياسين على قيد الحياة لدعم عقد المجلس الوطنى الذى ترفضه «حماس».



وهكذا أخذت الصراعات، التى لا نهاية لها، الفصائل الفلسطينية، وخاصة «فتح» و«حماس» إلى مكان قصى هو الأبعد على الإطلاق، منذ عقود، عن ذلك الذى توجد فيه القضية، وليس لجوء السنوار وعريقات إلى إشارتين بالغمز واللمز إلا مؤشراً جديداً على أن الصراع بينهما يقترب يوماً بعد يوم من حالة المعركة الصفرية التى يسعى فيها كل طرف إلى إلغاء الآخر!