نعم... اليوم 25 آبريل 2018 هو العيد السادس والثلاثون لتحرير سيناء، ففى مثل هذا اليوم فى عام 1982 رفع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك علم مصر على مدينة رفح، شمال سيناء، عند أقصى حدود مصر الشرقية، معلنا الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عاما (فيما عدا منطقة طابا الحدودية التى رفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989 بعد أن كسبت مصر التحكيم الدولى حولها). هذه أيام مجيدة من تاريخنا المعاصر ينبغى أن نلقن أبناءنا وأحفادنا معناها ومغزاها. ينبغى أن يعرفوا أن هذا اليوم، هذا العيد، كان نتاجا لحرب ضارية مجيدة شنها آباؤهم أو أجدادهم فى السادس من أكتوبر 1973 لتحرير هذه الأرض من الاحتلال الإسرائيلى الذى طالت وطأته على قلوب المصريين جميعا ستة أعوام عجاف عقب هزيمة 1967 المهينة. وينبغى أن يعرفوا أن هذا العيد جاء أيضا نتاجا لمعركة سياسية ضارية قادها أنور السادات بشجاعة ليستثمر النصر العظيم الذى تحقق فى 1973 من خلال مبادرته للسلام التى انبهر بها العالم، ليتم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد، ثم معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية عام 1978. ينبغى أن يعرف أبناؤنا وأحفادنا أن قوى الإرهاب الأسود لم ترد للسادات أن يشهد ثمار مبادرته الشجاعة واغتالته فى ذكرى انتصاره، فى 6 أكتوبر 1981. وعندما جاء وقت الاحتفال بتحرير سيناء رفع خلفه محمد حسنى مبارك علم مصرعلى سيناء، فى رفح فى إبريل 1982. وألهبت عودة سيناء مشاعر الشعراء والفنانين وشدت الفنانة العظيمة الراحلة شادية أغنيتها البديعة التى لا يمكن أن تنساها أجيالنا من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد وتلحين الموسيقار جمال سلامة «سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فى عيد».نعم...مصر اليوم 25 أبريل فى عيد، عيد تحرير سيناء، ذلك التحرير الذى لن يثبت ويترسخ إلا بتعمير وتنمية سيناء..، وتلك هى القضية الآن!.