كانت علامة مميزة على أغلب أبواب البيوت والقصور والوكالات بالقاهرة القديمة وحتى عهد قريب كان من اليسير أن تجدها على أبواب بيوت الريف في بحري وقبلي وربما تجدها اليوم على باب بيت خرب أو حوش مهجور أو حديقة منزوية على أطراف قرية نائية.
مررنا أمامها ولم نشعر بوجودها لولا أن لفت الحاج حمدي الجزار انتباهنا إلى «الضبة» حيث كنا نجلس معه أمام المحل الخاص به والمواجه للوكالة، فهناك كثير من الدرر التى أبقاها التاريخ لنا في القاهرة العتيقة وكم مررنا أمامها دون أن نشعر بها وسط الضجيج الذي لا ينقطع.
إنها «الضبة» أو «المغلاق» أو «الغلق» الذي يتم إغلاقه عندما يخرج كل سكان المنزل ولا يتركون أحدا في الداخل، لأنه فقط يغلق من الخارج بواسطة مفتاح خشبي يشبه عصا صغيرة لها طرف منحنى على شكل زاوية منفرجة معها وبه ثلاث أسنان أو أكثر، حيث يتم إيلاجه بلسان الضبة ورجه بطريقة معينة لفتحها، حيث ترفع أسنانه أسنانا ساقطة فى «خروم الضبة» ثم يسحب المفتاح مع اللسان.
على أي حال لن تفهم الطريقة حتى تراها مباشرة ولكن إذا رغبت في مشاهدة واحدة منها، فعليك بشارع خان جعفر بالجمالية، حيث ما زال الباب العتيق لإحدى الوكالات محتفظا بضبته وهي لم تزل بحالة ممتازة وكأنما فرغ النجار من تركيبها بالأمس.