عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قراءة فى العدوان الثلاثى على سوريا
16 أبريل 2018
تحليل يكتبه ــ جميـل عفيفـي


جاء العدوان الثلاثى الأمريكى ـ البريطانى ـ الفرنسى على سوريا، فجر السبت، ليؤكد للعالم بما لا يدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة تعلم جيدا أن هناك تقدما كبيرا للجيش العربى السورى فى محاربته للارهاب، والتنظيمات التى تم دعمها من الغرب لقتال الجيش العربى السورى على مدار السنوات السبع الماضية أصبحت محاصرة ولا تقوى على مجابهة الجيش أكثر من ذلك. وعلى الفور تم اختلاق أكذوبة السلاح الكيماوى الذى استخدمته سوريا ضد المدنيين، مع أن سوريا نفت أكثر من مرة تنفيذ مثل تلك الضربات، إلا أن المخطط لم يمهل لجنة التفتيش الدولية من تنفيذ عملها وقامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتنفيذ الضربة الجوية.



ولم تحقق القوة العسكرية التى تم حشدها أهدافها من قبل الولايات المتحدة والحلفاء قبل الضربة، مما جعل البعض يتصور أنها ستكون ضربة مدمرة للنظام السوري، فهناك حاملة طائرت تحمل 70 طائرة من أحدث الطرازات، ومدمرات حربية، وغواصات، وطائرات فرنسية انطلقت من قواعدها فى فرنسا وتم تزويدها بالجو عدة مرات وايضا بريطانية. كل هذا الزخم العسكري، لم يحقق أغراضه .ويمكن أن نلخص تلك الضربة وأهدافها فى النقاط التالية:



أولا: الضربة بالفعل موجهة لتخفيف الضغط عن الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتواجدة على الأراضى السورية وبعد النجاحات العديدة التى حققها الجيش السورى فى هذا الاتجاه.



ثانيا: اتخذت الولايات المتحدة قرارها بناء على تقارير اعلامية عن استخدام النظام السورى للسلاح الكيماوي، رغم نفى سورى وروسي، مع العلم أن جميع الصور فى الغالب تكون مفبركة وهذا ما شاهدناه كثيرا خلال السنوات الماضية وفى ثورات الربيع العربى .



ثالثا: تخيلت الولايات المتحدة أنها قد تفعل بسوريا مثلما كانت تفعل فى العراق، معتقدة أن الجيش السورى فى مرحلة الانهيار والانهاك بعد 7 سنوات من الحرب، إلا أن هناك اختلافا واضحا بين الموقفين. فالجيش العراقى نفذت عليه حربا استنزافية لمدة 12 عاما من عام 1991 وحتى عام 2003 ، وكان هناك حصار اقتصادى على الدولة بشكل كبير ولم يصمد أمام الغزو فى عام 2003، أما بالنسبة للجيش السورى فقوامه لم يهتز حتى الآن وتسليحه جيد، خاصة الشرقى منه، لذا فقد تصدى للعدوان الثلاثي.



رابعا : أنظمة الدفاع الجوى السورية متقدمة وهى روسية الصنع ومن طرازات ( اس 125) و( اس 200)، و( بوك) و(كافدرات) روسية الصنع و استطاعت أن توقف العدوان بشكل كبير.



خامسا: الفترة ما بين اعلان الولايات المتحدة عن نيتها توجيه ضربة والتنفيذ كانت كافية لترتيب الوضع بين صفوف الجيش السورى والاستعداد الجيد لتلك العملية فى جميع المواقع، خاصة الدفاع الجوى.سادسا: عملت الآلة الاعلامية الغربية بسرعة فى نقل صورة غير حقيقية على أرض الواقع وأكدت أن الضربة حققت أهدافها بالكامل، على الرغم من فشل الضربة طبقا للحسابات العسكرية.



سابعا: مع أن سوريا استهدفت بالصواريخ، إلا أنها كسبت كثيرا من تلك الهجمات، واطمأنت على دفاعاتها الأرضية.



على جانب آخر، أرسلت العديد من الرسائل، أهمها الردع، علما بأن روسيا قررت تزويد سلاح الدفاع الجوى السوري، بنظام (اس 300) الأكثر تطورا، مما يزيد من قدرات الدفاعات الأرضية السورية، و سيكون عائقا فى حال تنفيذ أى عمل عسكرى جديد ضد الدولة السورية.



ثامنا: الوضع بالنسبة لروسيا الآن أصبح أكثر تقدما عما سبق، فهى تقف بجانب النظام السوري، ونجاح القوات السورية فى صد هذا العدوان نجاح لها أيضا، بل ستزيد من قوة الجيش السورى وتسليحه بأحدث المعدات لمواجهة أى عدوان آخر.



تاسعا: نزول الملايين من أبناء الشعب السورى إلى الميادين، فى جميع المحافظات، بعد الضربات الصاروخية منددين بالعدوان دليل آخر على رفض أطياف الشعب السورى التدخل فى شأن بلادهم، مما يعطى قوة للنظام السورى فى الوقت الحالي، وخلال حربه على الارهاب.



عاشرا : من المعروف أن الولايات المتحدة وتركيا هما الراعيان الرسميان لتنظيم داعش الارهابى فى كل من سوريا والعراق، وبالفعل كانت القوات الأمريكية تسقط الأسلحة والمعدات لهذا التنظيم فى بداية الحرب على الارهاب عام 2014 . وأكدت أكثر من مرة أنها أخطأت فى انزال المعدات العسكرية، كما أنه لا توجد دولة فى العالم تطالب بخروج وممرات آمنة للجماعات الارهابية المسلحة من المناطق المحاصرة مثلما فعلت أمريكا وتركيا، فى العديد من المناطق السورية، خاصة فى الغوطة ودوما، علما بأنه يتم نقلهم الى مواقع استعدادا للخروج من الأراضى السورية والتوجه الى دولة أخري، الأمر الذى عجل بتنفيذ العملية العسكرية على أهداف سورية.