تنام مسبلة الجفنين فى براءة الأطفال وبجانبها سلاحها معمرا يقف حارسا لها ، ونراها مرفوعة الرأس لا تخلو عيناها من نظرة أمل وإصرار، فتحمل السلاح على ظهرها كوليد تحنو عليه، إنها المرأة السورية التى واجهت رحى الحرب ورغم المرارة ظلت صامدة ثائرة.
ففى كل بيت ووراء كل باب قصة تقوم بدور البطولة فيها المرأة السورية فهى شريان الحياة الذى ينبض بقوة ليعلن دائما بقاء سوريا الأرض الطيبة، وفى معرض «الطريق الثالث» المقام حاليا بجاليرى «لمسات» 35 صورة تعبر عن المرأة المقاتلة فى جميع حالاتها ، تروى فصلا من فصول بطولة المقاومة الشعبية الباسلة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وتحديدا فى كل من منطقتى سنجار شمالى العراق، ومدينة الرقة فى الشمال السوري. مشاهد لفتاة ذات ابتسامة ناعمة ترتدى ملابس القتال، وأخرى فقدت أسرتها كاملة تقف فى قوة و كبرياء، كما نرى مظاهر الاحتفال باستعادة الحرية والتحرر من ظلام الإرهاب، صور حية التقطتها عين المصورة أسماء وجيه من خلال معايشتها المرأة فى أماكن الحرب فى سوريا والعراق، حيث تخصصت فى تصوير قصص خبرية فى الدول العربية والعالم الإسلامى مثل العراق وباكستان وغزة.
كما عملت أسماء فى وكالة رويترز لمدة ثمانى سنوات غطت فيها النزاع فى أفغانستان ثم أحداث الربيع العربى فى مصر وليبيا وسوريا - و حصلت فيها على لقب مصور رويترز لعام ٢٠١٢، كما حصلت على جوائز أخرى منها الجائزة التقديرية للأخبار فى مسابقة الصين السنوية.
يستمر المعرض - الذى يعد الجزء الأول من القصة الوثائقية التى تعمل عليها اسماء- حتى 20 أبريل الجاري.