عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
كيف يقول عن بريطانيا.. إنها فاشية?!
6 أبريل 2018
جمال الشاعر


مجنون بلاشك ذلك السفير البريطاني.. كيف يفشى أسرار بلاده ويصفها بتلك الأوصاف؟!..عاش عشرين عاما سفيرا لبلاده فى أماكن عدة. ولكن ما رآه فى أوزبكستان كان أكبر من احتماله، اختطاف وشحن الآلاف وتعذيب بعضهم حتى الموت, كانت أمريكا وانجلترا تقومان بذلك دون خجل. ويقول يحدث ذلك فى كل مكان… لقد تحايلنا على الفيتو وغزونا العراق ضد إرادة مجلس الأمن. ويواصل (كريج موراي) كلامه ، كنت مراقبا لجنة أسلحة الدمار الشامل فى العراق ولم يكن لدى العراقيين أى شيء فى الحقيقة, لم يكن هناك خطأ واحد ولكن الأمر كان أكذوبة.. اعترف بأن مافعلناه فى العراق يشبه مافعله هتلر وموسولينى من جرائم.ونفس السيناريو يتكرر فى ليبيا والوضع هناك أصبح كارثيا ولا أحد يوقف المهزلة للأسف نتيجة قصف الناتو لها، فى الطلعات الأولى فقط مات خمسة عشر ألف إنسان برئ وهى ارقام لاتطلعكم عليها هيئة الإذاعة البريطانية عادة. هل جعلنا الوضع فى ليبيا أفضل؟ بالقطع لا.. ثم يعود للحديث عن أوزبكستان ويكشف المؤامرة المثيرة .. عقود النفط لشركة (إيمروم ) و(شركة يونيكال) كان جورج بوش الابن أحد مالكيها وفى مجلس إدارتها. هل تعلمون أن استمرار حرب أفغانستان كان من أجل أنبوب النفط الضخم الذى يمر عبر أوزبكستان وكازاخستان وأفغانستان وصولا إلى المحيط الهندي؟!.. لقد عقدوا مباحثات مع طالبان لحماية هذه الأنابيب.. والمدهش أن الشخص الذى كان يتولى التفاوض هو (كرازاي) مستشار شركة يونيكال والذى أصبح فيما بعد رئيسا لأفغانستان, لقد كانت هذه هى الخطة (باء)، طالبان رفضت العرض فاضطررنا لغزو أفغانستان. الحكومة البريطانية فى رأيه ساقطة أخلاقيا ..لأنها تسببت فى تدمير الشعوب وفى مسلسل تشريد وقتل الملايين. فى الحقيقة لم يكن هذا السفير البريطانى وحده هو من ندد بجرائم بوش وبلير, ولكن أيضا الناشط الانجليزى جورج جالاوى وجون بيلجر وجوليان أسانج وبول كريج روبرتس واسلام كريموف وغيرهم كثيرون. مخططات وأهداف الهيمنة والنفوذ التى تنفذها الدول العظمى فضحها جون بيلجر فى كتابه (حكام العالم الجدد) ويحكى فيه عن قصة التلميذ النجيب يقصد إندونيسيا، ويكشف عن قتل نحو مليون إندونيسى ثمناً كى تصبح إندونيسيا التلميذ النموذجى للبنك الدولي، ويؤكد أن ما حدث فى افغانستان لا يختلف كثيرا عما جرى فى العراق وغيرها، وهى أحداث اللعبة العظمى مستخدمة الآلة الإعلامية الرهيبة لتلوين الحقائق بما يخدم مصالح القوى العظمى فى سبيل النفوذ العالمى وإعادة الاعتبار والاحترام لذلك الاستعمار القديم تحت مسميات العولمة والحرب على الارهاب.. وشهد شاهد من أهلها أيضا يقول الصحفى الشهير روبرت فيسك .. الغرب لديه نوعان من الدبابات.. دبابات للاحتلال ودبابات للديمقراطية ولا عزاء للشعوب الفقيرة.



أخيرا تقرير شيلكوت رئيس لجنة التحقيقات البريطانية الذى استغرق سبع سنوات يلخص الأمور فى الآتي



إن هناك سبع جرائم يجب أن يحاكم من أجلها تونى بلير وجورج بوش أولا الكذب على الشعوب وغزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل… وثانيا خوض حرب غير قانونية وضد إرادة شعوب الأمم المتحدة.. وثالثا جرائم ضد الإنسانية مع أهالى الشعوب المحتلة وقتل المدنيين والوحشية والاغتصاب, ورابعا الاعتقال العشوائى للأبرياء وعشرات الآلاف من المعتقلين ظلما فى العراق, وخامسا فضائح التعذيب مثل سجن أبو غريب وغيره. وسادسا نشر الإرهاب وظهور تنظيم داعش، وسابعا خروج العراق من التاريخ وتشريد وتهجير عشرة ملايين عراقي. والسؤال هنا لحكماء العالم وشرفائه، ماذا أنتم فاعلون مع المجرمين.. ولماذا تسكتون الآن على مايحدث من تدمير ترونه فى بث مباشر فى سوريا وليبيا واليمن والعراق تم تدميرها جميعا وقتلوا شعوبها. لا شيئ تفعلونه سوى التحقيق بعد سنوات طويلة والاعتذار لإظهار الوجه الحضارى والإنسانى للغرب.