عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
لغز رأس المومياء الفرعونى يحير الـ «إف.بى.آى»
4 أبريل 2018
كتبت ــ مروى محمد إبراهيم


وسط أجواء من الغموض، وعلى غرار المسلسلات البوليسية الأمريكية، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن التفاصيل الشيقة لفك خبراء الطب الشرعى فى مكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية «إف.بى.آى» طلاسم لغز رأس المومياء الفرعونى، والذى حير العلماء منذ اكتشافه عام ١٩١٥.



وأشارت الصحيفة إلى أنه فى بدايات القرن العشرين نجح فريق علمى أمريكى فى اكتشاف مقبرة فرعونية ضخمة فى منطقة دير البرشا على الضفة الشرقية للنيل، وهو ما قادهم إلى مقبرة أخرى خفية ليعثروا على رأس مومياء مجهول مقطوع وملقى بإهمال شديد على تابوت مصنوع من خشب الأرز. وأكد العلماء فى حينها، أن هذه المقبرة، التى أطلقوا عليها اسم «المقبرة١٠أ»، تعود لحاكم فرعونى من الدولة الوسطى يدعى جوهوتوهنكد وزوجته، كانا قد عاشا فى عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد تقريبا، وعمر المقبرة يقدر بنحو ٤آلاف عام. إلا أن المقبرة تعرضت لعملية سطو كبيرة أسفرت عن استيلاء اللصوص على كافة كنوزها، الذين خلفوا وراءهم رأس المومياء المجهول. وفشل العلماء فى تحديد ما إذا كان هذا الرأس يعود للحاكم الفرعونى أم زوجته. وأعاد فريق علمى آخر ترميم محتويات المقبرة وإرسالها إلى متحف الفنون الرفيعة فى بوسطن الأمريكية عام ١٩٢١، إلا أنها بقيت فى المخازن حتى عام ٢٠٠٩. ليصبح الرأس المجهول جوهرة المتحف، بحواجبه المرسومة بدقة وملامحه الحزينة وشعره المتموج. لتبدأ عمليات البحث من جديد عن هوية الرأس وما إذا كانت رأس سيدة أم رجل.



وفى محاولة جادة لفك طلاسم هذا اللغز، لجأ المتحف إلى فريق الطب الشرعى فى الـ «إف. بى.آى»، والذى أكد بدوره صعوبة إجراء تحليل للحمض النووى لهذا الرأس المقطوع، نظرا لأن بقاءه فى مناخ حار لآلاف السنين أفسد حمضها النووى، كما أن الفترة الزمنية الطويلة تسببت فى اختلاطه بحمض نووى



 



 



 



حديث.



ومن ثم، سعى الخبراء لاختبار الأسنان والضروس، وعلى الرغم من استخدامهم تقنيات حديثة للغاية إلا أنهم فشلوا فى تحديد جنسها.



وأخيرا، وبعد جهد مضن، قرر أحد خبراء الطب الشرعى إدخال المعلومات التى جمعوها طوال الفترة إلى برنامج كمبيوتر لحساب الكروموزومات، والذى حسم الخلاف وحدد هوية الرأس الفرعونى الحزين، مؤكدا أنه رأس سيدة وتحديدا زوجة الحاكم الفرعونى.