عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
نهاية عشيق داخل المقابر
10 مارس 2018
إمام الشفى
القاتلة


غلبت عليها النفس واستسلمت لغواية شيطانها وأطلقت له العنان، ولعب برأسها الهوي، وانساقت وراء غرائزها وشهواتها المجنونة فغرقت في بحور العشق الحرام، ونهلت منه حتي أذنيها وانغمست في بئر الخطيئة لشهور طويلة بعدما سلمت جسدها وقلبها بكامل رغبتها لحفيد إبليس يستمتع بالممارسات واللذات ساعات وليال حمراء علي فراش العشيق وأماكن أخري متعددة يسرقان الحب ويخمدان نيران جسدهما خلف متعة زائفة لمدة 3 أعوام كاملة ضاربة بكل معاني الشرف والفضيلة عرض الحائط ليلقي الاثنان في نهاية المطاف عقابهما العادل.



هذا ما حدث في جريمة القتل المأساوية التي شهدتها أبوالمطامير بالبحيرة فالمقتول والقاتلة من نفس المنطقة التي استقر بهما المقام فيها دون أن يدركا انها ستكون المحطة الأخيرة لكل منهما، وأن أحدهما سيكون مصيره السجن والثاني مصيره القتل خنقا، وكل هذا بسبب لحظات متعة مؤقتة تحولت إلي تعاسة أبدية.



القصة الكاملة لكواليس الجريمة التي هزت المنطقة من هول بشاعتها بطلها شاب، يعمل سائقا، تعرف علي شيطانة ترتدي ثوب فتاة، وخلال رحلتها استطاع أن يوقع فريسته في هواه وتبادلا نظرات الاعجاب وانتهي اللقاء بتبادل أرقام هاتفيهما وبدأ سيل المكالمات حتي تأجج الحب في قلبيهما، وبالفعل تقابل العشيقان ولعب الشيطان لعبته وسقطا في المحظور بعد ان تطورت لقاءاتهما العاطفية إلي علاقة آثمة كانت تتم داخل منزل العشيق، حيث اتخذت من صداقة شقيقته ساترا للمقابلات المحرمة التي تكررت عشرات المرات في غياب الأسرة ولم يكن يتوقع مطلقا أن نهايته الأليمة ستكون علي يد العشيقة.



وبدأت علاقة العشيقين يصيبها الملل والفتور بعد ان استيقظت تلك العشيقة فجأة من غفلتها وأيقنت أن علاقتها ستعصف بمستقبلها خاصة مع تعلق قلبها بشاب آخر، وابتعدت عن العشيق بشكل تدريجي ثم ألمحت برغبتها في إنهاء تلك العلاقة، وطلبت منه ان يخرج من حياتها ونسيان كل ما مضي لتقع الكلمات علي مسامعه كالصاعقة بعدما تخيل أن من تعلق قلبه بها وسلبته كل ما تحتاج من أموال ليضمن رضاها قد تفارقه، وأسودت الدنيا في وجهه وبعد فشل محاولتها وتأكيده أنه أصبح لا يستطيع العيش بدونها ولن يتركها لغيره بسهولة.



لم تجد الفتاة ذات العشرين ربيعا بدا من التخلص من «أحمد» إلي غير رجعة دون تقدير لعواقب الأمور، وإنهاء قصة الغرام القديم معه، وبحيلة شيطانية ماكرة رسمت خيوطها العنكبوتية واستغلت لهفة العشيق لها واستدرجته فجرا إلي مقابر القرية بدعوي قضاء أوقات المتعة بعيدا عن أعين الناس فأسرع إليها، لكنها طلبت منه مجددا إنهاء العلاقة إلا أنه رفض بشدة. وعلي خطي الشيطان نفذت فيه حكمها بإعدامه وتخلت عن الطيبة والوداعة وانقلبت من حبيبة حنونة إلي حية، وكشفت عن وجهها القبيح ونيتها الخبيثة وعلي حين غفلة أعاقت حركته بنثر كمية من الرمال في وجهه وخنقته باستخدام الايشارب وجذبته بقوة ولم يرتجف قلبها لصرخاته وسرعان ما كتمت أنفاسه حتي فارق الحياة واستطاعت التخلص من الجثة بإخفاء معالم جريمتها داخل مقبرة حديثة الإنشاء دون أن يراها أحد علي أمل الافلات من العدالة والعقاب. وفي أثناء محاولتها اغلاق باب المقبرة علي الجثة، كانت عدالة السماء تقف لها بالمرصاد، إذ لاحظ أحد المارة حركة مريبة لهذه الفتاة فشك في تصرفاتها وعند سؤالها عن سبب وجودها في هذا التوقيت أجابته بثبات وبدهاء الانثي وقدرتها علي الخداع واختلقت له قصة كاذبة بأنها رأت في المنام ان تقرأ الفاتحة لعزيز لديها في هذا التوقيت فانصرف إلي حقله، وفرت المتهمة هاربة ولكنه لم يقتنع بروايتها وظلت الشكوك تساوره ليقرر العودة مرة أخري إلي مكان الواقعة لتصفعه المفاجأة من هذه الجريمة الشنعاء.



وتجمع أهالي القرية الصغيرة داخل المقابر بعد عثورهم علي جثة الشاب الذي لم يبلغ عامه الـ 19، وبها آثار سحجات دائرية حول رقبته، وأمر اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بسرعة كشف غموض الجريمة، وتمكن اللواء محمد أنور هندي هندي مدير الإدارة العامة لمباحث البحيرة من كشف الحادث. وتمكن المقدم ماجد الحبشي رئيس المباحث من القبض عليها، وأحالها اللواء علاء عبدالفتاح مدير أمن البحيرة الي النيابة. وداخل قسم شرطة أبوالمطامير تجلس المتهمة علي الأرض لتسترجع ذكرياتها المؤلمة مع الضحية، قائلة: أغواني الشيطان ودفعني إلي ان اسلك طريق الهاوية، ولم أستطع التخلص من تلك العلاقة وعندما استيقظ ضميري طلبت من عشيقي انهاء علاقتنا حتي أتزوج وأعيش حياة الاستقرار، فجن جنونه وهددني بفضح علاقتنا إذا لم أتراجع عن هذا القرار، حاولت تهدئته إلا أنه أعاد تهديده، حينها توقف عقلي عن التفكير فقتلته وهربت حتي تم القبض علي وأنا نادمة علي كل لحظة قضيتها معه.