عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
المخدرات الرقمية
8 مارس 2018
000;


لم يعد استهلاك المخدرات مقصورا على ما كان يجرى سابقا بحقنها فى الوريد أو بمضغها أو شمها أو تدخينها، وإنما تطور الفكر الإنسانى ليحول نظم التعاطى إلى تعاط إلكترونى أو تعاط رقمى يحدث التأثير نفسه الذى تحدثه المخدرات الطبيعية أو التخليقية الأخري.



والمخدرات الرقمية عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة فى الأذن اليمنى على سبيل المثال، وترددات أقل إلى الأذن اليسري، وقد نشأت «المخدرات الرقمية» على تقنية قديمة تسمى «النقر بالأذنين»، اكتشفها العالم الألمانى الفيزيائى هينريش دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف فى حالة المرضى الذين يرفضون العلاج بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج.



وقد استخدمت موسيقى «المخدرات» فى مستشفيات الصحة النفسية، نظرا لأن هناك خللا ونقصا فى المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبى بحيث لا تتعدى ثواني، أو جزءا من الثانية، وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميا، وتوقف العلاج بهذه الطريقة آنذاك نظرا لتكلفتها العالية.



ومن خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التى تصدر عنها بعد تعاطى نوع محدد من المخدرات يمكن تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث إن كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطا معينا من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات «الكوكايين» لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التى يتم تحفيزه فيها بعد تعاطى هذا المخدر بصورة واقعية.



ويقول علماء النفس، إنها عبارة عن ترددات وذبذبات تعطى تأثيرا أشبه بالتنويم المغناطيسى وتصاحبها «هلوسة» كالتى تصاحب تعاطى المخدرات، ويختلف تأثير هذه الذبذبات بين الأذنين اليمنى واليسرى بعدد قليل من الموجات (التردد ـ هيرتز) ويتم الاستماع لها عن طريق سماعات الأذن ومكبرات الصوت وفى غرفة ظلماء فيقوم الدماغ بدمج الإشارتين مما ينتج عنه الإحساس بصوت ثالث.



وتشكل المخدرات الرقمية خطورة على المستمعين لأنها إحدى حالات الإدمان الصريح كأى نوع من المخدرات والتعافى منها يكون عن طريق المصحات، ولسهولة انتشار هذا النوع يجب على الآباء الانتباه إلى أولادهم خاصة المراهقين لأنهم سريعو التأثر بهذه التقنيات الحديثة ويحاولون تطبيقها فى الواقع، ويجب على الحكومة حجب كل المواقع التى تقوم بالتسويق لهذا النوع من المخدرات وبيعها.



د. محمد إبراهيم بسيونى



عميد طب المنيا السابق