عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
عم أنور.. الرجل الموتوسيكل
26 فبراير 2018
البهاء حسين - عدسة : نادر أسامة














منذ أربعين عاماً وعم أنور هو المشاء الدائم فى شوارع القاهرة، يقطعها جيئة وذهاباً بموتوسيكل قديم حاملاً بروفة كتاب.. بروفة « خطاب موجّه إلى أصدقاء مجهولين فى الأرض».



عم أنور، العامل المتقاعد بمركز الأهرام للترجمة والنشر، رأى أصحاب المقام العالى فى ملابس البيت، صافح هيكل وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وأحمد بهجت وأحمد بهاء الدين وبطرس غالى وغيرهم دون أن يقرأ لهم كلمة، فهو بالكاد يفك الخط ، مع ذلك يعرف كل العناوين ويسلّم أفكار المؤلفين إلى المطبعة دونما خلط..



منذ فترة وقعت له حادثة أطاحت بجزء من أذنه، لكنه لم يغير الموتوسيكل، ولم يغضب منه. لطالما شعرتُ أنهما، هو والموتوسيكل، شىء واحد يتحرك بشراهة، لا يتذمر من المشاوير ولا التراب ولا عادم السيارات ولا المعاش الزهيد، لا يهزمه الحر ولا المطر ولا الزحمة.مسكين عم أنور.. سيموت نصفه، بعد عمر طويل، والنصف الآخر سوف يتحول إلى خردة !