عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أين علاء الحريرى؟
9 فبراير 2018
محمد بهجت


قبل أكثر من ثلاثين عاما تعرفت بالممثل الشاب



- وقتها- الخجول المهذب علاء الحريرى وكان يدرس الفنون الجميلة ويعشق الغناء ويؤدى الأدوار الكوميدية والتراجيدية بنفس المهارة والإحساس العالى فضلا عن موهبة تقليد الفنانين ببراعة لم أرها فى غيره..



وهناك نجوم يسهل تقليدهم وتكرار اللازمات التى اشتهروا بها مثل توفيق الدقن وحسن فايق وحسن البارودى وعبد الفتاح القصرى وغيرهم.. لكن علاء اختار أن يقلد ممثلين آخرين وينطق بأسلوبهم وروحهم وطريقتهم فى تقطيع الكلام.. وطغت هذه الموهبة على شهرته حتى اصبح اسمه مرادفا لفن التقليد.. وهذا ظلم كبير لممثل قدم على خشبة المسرح ادوارا كثيرة رائعة منها على سبيل المثال شمشون ودليلة إخراج هشام جمعة والتى فاز فيها علاء بجائزة أفضل ممثل ثان على مستوى جامعات مصر.. وعروض أخرى عديدة مثل الحضيض وذئب يهدد المدينة وزكية زكريا مع النجم إبراهيم نصر.. ولشهرة علاء فى إتقان التقليد استعان به المخرج الكبير نادر جلال ليقوم بالأداء الصوتى لشخصية صلاح ذو الفقار فى فيلم الإرهابى بعد أن توفى الفنان الكبير قبل أن يستكمل التسجيل الصوتى لدوره.. ولم يفطن أحد من الجماهير أو النقاد بأن الذى يؤدى صوت صلاح ذو الفقار هو شخص آخر.. وهذا معناه أنه لم يقلد طبقة الصوت وطريقة تقطيع الكلام فحسب وانما التزم بأسلوب وإحساس النجم الكبير الراحل ولولا أن فريق العمل فى فيلم الإرهابى قد أذاع هذه القصة على سبيل التندر، لما عرف بها أحد.. والكثيرون لا يعرفون أن علاء الحريرى يؤلف المواقف الكوميدية ويبتكر شخصيات خاصة به مثل الشاعر الريفى الذى يكتب قصائد غامضة أو الرجل المسن الذى يعانى من النسيان الدائم.. وربما لا يعرف إلا عدد قليل من أصدقائه المقربين خجله الشديد وكراهيته للأجواء الصاخبة.. ولعل هذا أحد أهم أسباب ابتعاد فنان يحمل كل هذه المواهب عن ساحة الأضواء.. لكنه ليس المسئول وحده عن ذلك.. وأتصور أنها مسئولية مشتركة بينه وبين نقابة الممثلين التى تحرص كل الحرص على كرامة فنانيها وبين البيت الفنى للمسرح الذى يجب أن يسعى هو للممثلين الموهوبين ولعلى من هذا المنطلق أخاطب الفنان د. أشرف زكى والفنان د. خالد جلال والفنان اسماعيل مختار وأسألهم أين ولماذا اختفى علاء الحريرى؟