عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الشرقاوي.. والمسرح الشعري
6 فبراير 2018
000;


شهدت القاعة الرئيسية ندوة «الشرقاوى والمسرح الشعرى»، أول أمس، شارك فيها الفنانة سميرة عبد العزيز والمخرج جلال الشرقاوى، وأداراها الدكتور أحمد مجاهد. وقالت الفنانة سميرة عبد العزيز:«أدين للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى، والفنان كرم مطاوع بميلادى كممثلة محترفة فى المسرح القومى»، وأضافت أنها رُشحت للقيام بدورفى مسرحية «وطنى عكا» وكان الشرقاوى من سيقرر هل أصلح للدور أم لا، ونصحها «مطاوع» بتمرين صوتها على إلقاء اللغة العربية قبل وقوفها أمامه، فاشترت كتاب قواعد اللغة العربية لمعرفة التشكيل الصحيح وإعراب الكلمات، وأعجب الشرقاوى بنطقها الصحيح للعربية، وكانت المسرحية ورأى الشرقاوى سببا فى تجويدها كل الأعمال المكتوبة بالفصحى، وتعجبت «سميرة عبد العزيز» لعدم وجود «وطنى عكا» و«الحسين ثائراً» فى السوق.



وأعطى المخرج جلال الشرقاوى نبذة عن حياة عبد الرحمن الشرقاوى الكاتب الصحفى الذى اشتهر بقلمه السياسى اللاذع على الاستعمار البريطانى والنظام السياسى الداخلى واقفاً بجانب الفلاح والطبقة الكادحة والحق والحرية، وشاعراً له ديوانين «من أب مصرى إلى الرئيس ترومان» عام 1951، وكانت الرسالة موجهة إلى رئيس أمريكا فى ذلك الوقت يطالبه فيها بتجنيب العالم ويلات الحروب، والديوان الثانى «تمثال الحرية» عام 1967، وفيه يهاجم أمريكا وديمقراطيتها الزائفة، وله أيضا «قصائد منسية» فى العام نفسه، وهى مجموعة قصائد أشهرها «رسالة إلى جونسون» يهاجم فيها رئيس أمريكا آنذاك وأحد صانعى نكسة 1967، أما القاص والروائى والكاتب المسرحى عبد الرحمن الشرقاوى فله مجموعتان قصصيتان «أحلام صغيرة» و»أرض المعركة»، ورواية «الأرض»، و«الشوارع الخلفية»، ومسرحيات «شعراً حراً» و«مأساة جميلة» وغيرهم، وكمفكر إسلامى كتب «محمد رسول الحرية» و«الصديق أبو بكر» وغيرهما، وكتب كإسلامى جزءى «أئمة الفقه التسعة».



وتذكر «جلال الشرقاوى» رواية «الفتى مهران» التى هاجم فيها «عبد الرحمن الشرقاوى» حرب اليمن، وكان معارضاً لها بشدة، ويرى أنها سبب نكسة1967، ولم يكتف فيها بطرح قضية الحرب، لكنه تناول قضية الشعب الذى استسلم من أجل لقمة العيش فخسر نفسه وخبزه معاً، وكذا ناقش قضية تكميم الأفواه وفرض الرقابة على جميع أجهزة الإعلام والثقافة، وقضية نزاهة الحكم والرشوة والفساد التى سادت أروقة الحُكام، وقضية تحول منقذ الشعب إلى فرعون جديد، ولأن الشرقاوى آثر السلامة شأن كُتاب عصره فاتجه إلى المسرح السياسى غير المباشر، واختار من التاريخ فترة حالكة السواد، فكانت روايتيه «الحسين ثائراً» و«الحسين شهيداً»، وحاول الفنان كرم مطاوع تقديمهما لكن الأزهر أجهض التجربة برفض ظهور آل البيت على المسرح حتى ولا على هيئة رواة، وفكرة تقديم هاتين الروايتين على المسرح لم تغادر تفكيره منذ ذلك الوقت، وفى عام 2000 انتشرت أقاويل عن توريث الحكم وهنا لمعت فكرة الحسين مرة أخرى أمامه حيث التطابق الشديد بين الفكرتين، ويشير إلى أنه تواصل مع زوجة الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى وابنه وعرض عليهما المشروع مع وضع إعداد جديد، وجعل الموضوع الرئيسى للمسرحية هو التوريث، ووافقا لأنه كان حلم عبد الرحمن الشرقاوى أن يشاهد هذه المسرحية على الخشبة، ودخل فى صراع شديد وكبير مع الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية كان نتيجته رفض المشروع، لأسباب دينية فى ظاهرها لكن فى باطنه كان لأسباب سياسية.