أمام إصرار السياح، عشاق هذه الرحلة الأسطورية التي تتمتع بعوامل الأمان، الذي تطبقه سلطة الطيران المدني والأرصاد الجوية، عاد البالون إلى سماء الأقصر بعد توقف قصير، وارتفعت عشرات البالونات العملاقة بركابها في ظلام ما قبل الفجر، حتى يشهدوا لحظة بزوغ «الإله رع» أو شمس الصباح، وحيث يحكي التاريخ كيف استمد المصري القديم آلهته من الطبيعة، فكانت الشمس والنهر أهم عقائده الدينية، وما أن ينقشع الظلام ويشتعل الكون بضوء النهار، حتى تظهر بانوراما البر الغربي، بكنوزها الأثرية من مقابر وادي الملوك ووادي الملكات والمعابد الجنائزية، ويميل البالون تجاه الشرق ليشهد الطائرون داخل البالون، الإله «حابي» نهر النيل الخالد، يبعث الحياة على شاطئيه، وعلى مرمى البصر يشاهدون معبدي «الأقصر والكرنك» على البر الشرقي للنيل، وكيف تبدو عظمة هذين المعبدين من فوق السحاب، وكلمات هامسة تنتشر في الأفق من الزمن الجميل يشدو بها الموسيقار عبد الوهاب:
هاهنا الوادي وكم من ملك .. صارع الدهر بظل الكرنك
أين يا أطلال جند الغابر .... أين آمون وصوت الراهــــب