عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«الموبايل» فى يد طفلك.. بشروط
10 يناير 2018
أمل شاكر


لا أحد يستطيع أن ينكر أن الهاتف المحمول «الموبايل» أصبح من أكثروسائل التواصل الاجتماعى انتشارا أما الظاهرة الأكثر انتشارا وجود أحدث الهواتف الخلوية الذكية بين أيدى الأطفال.



د. سعيد حامد أستاذ الإعلام الجديد بكلية الخوارزمى الدولية بالعين وأبو ظبى فى الإمارات يقول: على قدرالجانب الإيجابى من التطور التكنولوجى فإن لها آثاراً سلبية خاصة على الأطفال عند قيام الأهل بتوفيرها لهم.. فهى تفتح لهم أبواب الجحيم دون أن تدرى خاصة مع الاستخدام الخاطئ المستمر لساعات طويلة بالتأثيرات السلبية سواء على النظر والعمود الفقرى وخلايا المخ والأعصاب، والإدمان الإلكترونى مما أدى إلى إصابة الكثير من الأطفال بالعزلة والتوحد وضعف التركيز وقلة التحصيل الدراسى، وكذلك مخاطرها على القيم الأخلاقية والدينية والترابط الاجتماعى.. لكن هذه التكنولوجيا يمكن وجودها بين أيدى الأطفال بشروط.






ويوضح د. سعيد أن من أهم هذه الشروط قيام الأسرة بدورها التربوى والتوجيهى للقيم الأخلاقية والدينية والعادات والتقاليد مع الإقناع المستمر للأبناء بأن لكل سن توجيهاً لاستخدام التكنولوجيا، وإعداد الطفل لكيفية التعامل مع آداب التواصل مع جهاز التليفون المحمول وغيره من وسائل التواصل، وأهمية تقدير الوقت وتقسيمه بين أمور عدة حتى لايتحول إلى إدمان إلكترونى.



ويضيف أنه على الآباء أن يدركوا ما يشاهده الطفل حتى لا يتحول إلى أسلحة تدمر البراءة والطفولة، مع الرقابة على ما يشاهده بطريقة لا تشعره بأنه مراقب، وكذلك بناء جسور التواصل العاطفى مع الأبناء، والمشاركة والمتابعة.



من جهته يقول د. خالد صبح أستاذ وجراح المخ والأعصاب بجامعة الأزهر: أكدت منظمة الصحة العالمية فى دراسة لها عام 2014عن المجالات الكهرومغناطيسية والصحة العامة أن استخدام الهواتف يسبب الأمراض السرطانية، وأثبتت الدراسات التى أجريت فى أمريكا وبريطانيا على مجموعات مختلفة من الأطفال أن الموجات الكهرومغناطيسية التى تستخدم فى ذبذبات المحمول تشكل خطرا على خلايا المخ خاصة فى هذه المرحلة التى تتكون فيها الخلايا، لأن الهاتف النقال جهاز صغير يسهل نقله واستخدامه بكثرة فهو يرسل ويستقبل ذبذبات يتأثر بها الجهاز السمعى الداخلى لوجود العصبين السابع والثامن القريبين جدا من الأذن التى يكون المحمول ملاصقاً لها تماما مما يتسبب فى إيذاء الدماغ الذى يحوى مجموعة من الأنسجة الدماغية والألياف والأعصاب الحساسة خاصة لدى الأطفال، وأن المتحدث حين يقرب الجهاز سوف يستقبل ويرسل ذبذبات إلى جسده مما يتسبب فى إعطاب الجهاز العصبى وفى أبسط الأحوال حدوث صداع شديد لدى الطفل والشباب.



ويؤكد أنه ثبت أن بعض أنسجة الدماغ بدأت تتغير وظائفها وقد تحدث بعض الأورام.. كما أكدت ديفرا ديفيس خبيرة الإشعاع الكهرومغناطيسى والمؤسس لمركز الأورام فى جامعة بيتسبيرج تأثير الهواتف المحمولة بالإشعاع اللاسلكى سلبيا على الأطفال، يمتص جسم الإنسان الإشعاعات الناتجة عن الأجهزة الخلوية، وإذا مازادت جرعة الإشعاعات التى يستقبلها الدماغ تؤدى إلى تاثيرات سلبية، لذلك يجب عدم ترك الأطفال والمراهقين يستخدمون «الموبايل» لمدة طويلة وبأخذ التحذيرات والنصائح بعين الاعتبار حتى نحمى الأبناء من الأضرار، وعلى الأهل عند التفكير بإعطاء الطفل هاتفا نقالا أن يطلعوه على ايجابيات وسلبيات اقتنائه، وأول شرط وهو تعليم الطفل آداب الحديث بشكل مهذب وعدم التحدث بصوت عال، وعدم إرسال الرسائل النصية بطريقة تعكر صفو الآخرين وانتهاك خصوصيتهم، وعدم استخدام الهاتف كوسيلة لنشر الشائعات أو الصور غير اللائقة، ومنع الموبايل عن الطفل فى أوقات الدراسة وفى أثناء تناوله الوجبات لأنه يعد تجاوزا لآداب الطعام ، كما يجب منع الطفل من استخدامه عند الاجتماع والحضور فى الأماكن العامة والمناسبات الاجتماعية، ولاتبق الهاتف مع الطفل ليلا حتى لا يسهر لأوقات متأخرة منشغلا به، وبالتالى عدم حصوله على الوقت الكافى والضرورى للنوم، مع ضبط فترة المكالمات ومحادثة الطفل أو الرسائل النصية حتى لا يضطر الأهل إلى دفع رسوم إضافية، وكذلك ضبط أدوات الرقابة على الإنترنت على هاتف الطفل وضرورة ضبط إعدادات الهاتف بطريقة من شأنها حظر المواقع الإباحية.