عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حماية البيئة فى الإسلام من صحيح العقيدة
5 ديسمبر 2017
جمال نافع

فى كتابه الجديد «حماية البيئة فى الفكر الإسلامي» يوضح لنا دكتور مـحـمـد يونـس أن الإسلام يربط حماية البيئة بدور الفرد ومسئوليته فى علاج قضايا البيئة، حيث يتحول من جزء فى المشكلة إلى سبب للحل. ويعرض الكتاب الصادر عن دار هماليل فى أبو ظبى لرؤية الفكر الإسلامى الحضارية، ورهانه على وعى الإنسان فى ظل النمط الاستهلاكى العالمى الجامح.


ويتضمن الكتاب ستة فصول، الأول عن مفهوم البيئة ومكوناتها وأبرز مشكلاتها ومظاهر الاهتمام العالمى بقضاياها. والثانى يتناول تلوث البيئة بمختلف أبعادها، والثالث يعرض لمفهوم البيئة فى الفكر الإسلامي، ويستعرض الرابع قضية التوازن البيئى والتنمية المستدامة من منظور إسلامي، ويخصص الخامس مصادر ووسائل المنهج الإسلامى فى حماية المصادر الطبيعية. والفصل الأخير يوضح جهود حماية البيئة فى العالم الإسلامي، مع دراسة متعمقة لجهود حماية البيئة على المستوى المحلى فى الإمارات التى تقوم بجهود متميزة فى الحفاظ على البيئة أهلتها لاستضافة المقر الرئيسى للأمانة العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا».. ويحدد الكتاب ثلاثة مداخل رئيسية، الأول ربط الإسلام قضايا البيئة بالعقيدة، حيث يعتبر حماية البيئة من شعب الايمان، وفقا للحديث النبوي: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة: فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». (رواه أبو هريرة)، ما يعنى مواجهة تلوث البيئة بأشكاله المختلفة. كما يطرح مفهوم الطهارة التى تمثل نصف الإيمان، وفقا للحديث النبوى «الطهور شطر الإيمان»، والطهارة تحيط المسلم فى نفسه ومكانه وبيئته فتكون المقابل للتلوث على مختلف المستويات. والمدخل الثاني، هو التشريع الوقائى الذى يمنع الاعتداء على البيئة، ويُربى المسلم على عصمة ضميره من أى تلوث، والالتزام بتعاليم الإسلام تُغنى الإنسان عن الرقابة الخارجية، وتمنعه من تجريف الأراضى الزراعية، أو الإسراف باستخدام الكيماويات التى تضر الإنسان والحيوان. فالإسلام يحرم الإسراف باستخدام المياه حتى فى الوضوء، ويحرض المسلم على المصادر الطبيعية. وثمّة أحاديث نبوية تحث على الحفاظ على الحيوانات ومعاملتها بالحسني، وتمنع قتلها لغير منفعة مرجوة، كما قال الرسول(صلى الله عليه وسلم): «إن امرأة بغيا رأت كلباً فى يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها فغفر لها». (البخاري).