عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أشهر الخطابات
18 نوفمبر 2017
شريف الغمرى

أعادت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المفاجئة للأذهان بعض خطابات وإعلانات الاستقالة لكبار المسئولين في العالم والتي حفل الكثير منها بعبارات لا تنسى.


فإعلان الحريري الاستقالة احتوى على الكثير من العبارات الصادمة، حيث قال “أشير وبكل صراحة ودون مواربة إلى إيران التى ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب”، وأشار إلى تعاون حزب الله مع إيران قائلا : “وللأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده في يدها، بل ويعلن صراحة ولاءه لها والسعي لخطف لبنان من محيطه العربي والدولي بما يمثله من قيم ومثل، أقصد فى ذلك حزب الله الذراع الإيرانية، ليس في لبنان فحسب، بل وفي البلدان العربية”، وأضاف “أننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل إغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقد لمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي”.



ومن أبرز الاستقالات التي انشغل بها العالم استقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1974 في خطاب مقتضب وجهه إلى وزير الخارجية هنري كسينجر قال فيه باختصار “إننى أستقيل من منصبي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية”.



وفي حديث تليفزيوني قال نيكسون “كنت أتمنى أن أصل إلى النهاية مهما كانت المعاناة الشخصية التى كانت ستحدثها، ونصحتني عائلتي بالقيام بهذا الأمر”،



وأكد “لم أكن أبدا انهزاميا، وترك منصبي قبل انتهاء ولايتي يتعارض مع كل غريزة في جسدي، لكني قررت وضع مصالح أمريكا أولا”، وأضاف “مواصلة القتال في الأشهر القادمة لتبرئة نفسي سوف تستحوذ تماما على وقت واهتمام الرئيس والكونجرس في الوقت الذي يجب أن ينصب فيه تركيزنا على القضايا الكبرى، مثل السلام في الخارج والازدهار دون التضخم في الداخل، لذلك سأستقيل من الرئاسة اعتبارا من ظهر اليوم، وسيؤدى نائب الرئيس فورد اليمين بصفته رئيسا من تلك الساعة”، وكانت من آخر عباراته “أشعر بحزن كبير”.



على الجانب الآخر من ميدان الصراع الأمريكى السوفيتي، أرغم الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف على الاستقالة فى 25 ديسمبر 1991 وسط حالة من الانقسامات الداخلية بين دعاة خطط الإصلاح التي قادها جورباتشوف وبين المحافظين المتمسكين بالنظام الشيوعي، فقد وجه الجناح اليميني في البرلمان إنذارا إلى جورباتشوف يحمله فيه مسئولية دفع البلاد إلى حرب أهلية وطالبوا باستقالته،



وفي خطاب الاستقالة قال جورباتشوف : “أعزائي أبناء الوطن، بسبب الظروف التى يمر بها كومنولث الدول السوفيتية، فأنا لن أستمر في نشاطي كرئيس للاتحاد السوفيتي، وأتخذ هذا القرار بناء على المباديء ولصالح استقلال وسيادة البلاد ووحدتها”.



أما في بريطانيا فلم يكن أنتوني إيدن رئيس وزراء بريطانيا الذي شارك في المؤامرة الثلاثية التي شاركت فيها فرنسا وإسرائيل عام 1956 ضد مصر في وضع يسمح له بالاستمرار في الحكم، وأصبح داخل بريطانيا من يحملونه مسئولية الوصول ببريطانيا العظمى إلى مركز دولي تناقصت فيه مكانتها، وانتهى الأمر باستقالته عام 1957، ولكن إيدن لم يعترف في خطاب الاستقالة بالأسباب الحقيقية لترك منصبه، وإنما اكتفى بإرجاعها لأسباب خارجة عن إرادته، حيث قال “لقد ثبت أن صحتي لم تعد تساعدني على أداء مهام منصبي بكفاءة لبعض الوقت، ووجدت أنه ليس من المصلحة الإستمرار كرئيس لوزراء جلالة الملكة”.



ولعل استقالة الرئيس الفرنسي شارل ديجول عام 1969 كانت من نوع مختلف، فهو لم يهزم أو يرغم على الاستقالة، لكنه اتخذ قراره بعد إجراء استفتاء دستوري كان يتوقع أن تكون نتيجته فوزه بأغلبية ساحقة، لكنه اعتبر أن حجم الأغلبية التي فاز بها أقل مما كان متوقعا، فأقدم على الاستقالة في الحال، وقال في استقالته “ستصبح مهمتي الحالية كرئيس للدولة مستحيلة بالتأكيد، وسأتوقف عن ممارسة مهامي”.



ومن أشهر خطابات الاستقالة في مصر قرار جمال عبد الناصر يوم 9 يونيو 1967 بالتنحي عن السلطة، إذ لا يزال الكثيرون يتذكرون الكلمات القوية والمؤثرة التي جاءت في خطابه إلى الأمة، حيث قال : “أقول لكم بصدق وبرغم أي عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي من الأزمة، فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا أن تساعدوني عليه : لقد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير أؤدي واجبي كأي مواطن آخر”.



لكن خروج الجماهير مندفعين إلى مقر إقامة عبد الناصر في منشية البكري رافضين استقالته وصوتهم يدوي “سنحارب سنحارب” جعل عبد الناصر يتراجع عن استقالته ويستمر في الحكم.