عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«تركية» صانعة البهجة بحى «كرموز»
8 نوفمبر 2017
الإسكندرية ـ مكتب الأهرام

إعادة تدوير الخامات وبقايا المصانع هو مشروع تعكف على تنميته «تركية محمود» بدأته من الصفر ولكنه تحول بفضل إصرارها إلى حقيقة وواقع..


هى إبنة حى كرموز الشعبى كانت تطل شرفة منزلها منذ الصغر على منطقة عامود السوارى، فكانت تشهد وتلاحظ السيارات والأوتوبيسات المحملة بالأجانب ورحلات المدارس لهذه المنطقة الأثرية المهمة، فعرفت أهمية المنطقة التى تقطنها، وأحبت زيارات السياح المتكررة، وعندما تزوجت رفض زوجها أن تخرج للعمل فقررت أن تخرج طاقاتها الفنية الكامنة بداخلها وألا تستسلم لأن تصبح مجرد ربة منزل فكان أن تفتق ذهنها إلى أن تقوم بصنع أشياء وتهديها للأجانب من زوار حى كرموز الذى تزوجت به أيضا فصنعت من بقايا الجلود الطبيعية ميداليات على شكل الخرطوش الفرعونى وعليه حروف بالهيروغليفية وقامت بإهدائها إليهم فأعجبوا جدا وطلبوا المزيد ..ولكن بمقابل مادى .



فبدأت تفكر فى استثمار الفكرة، وبالفعل بدأت تذهب إلى ورش صنع الأحذية والشنط لتأخذ منهم بقايا ومخلفات الصناعة وتستخدمها فى صنع الميداليات وشنط نسائية وحافظات أوراق.. ثم تفتق ذهنها من خلال موهبتها على صنع «سلال» من الشرائط البلاستيكية التى تستخدم فى ربط الصناديق الخاصة بالأجهزة الكهربائية.



وبالفعل أنتجت أعدادا كثيرة وقامت ببيعها ولاقت بضاعتها رواجا غير عادى.. ومن هنا بدأت تفكر «تركية» فى تحويل مشروعها الصغير إلى مشروع أكبر، وتستثمر جهود النساء من سكان منطقة كرموز خاصة اللاتى لا يعملن ويحتجن إلى مصدر دخل آخر يواجهن به مصاعب الحياة وغلاء المعيشة، فوظفت مجموعة من سيدات الحى داخل ورش عمل لتدريبهن على الصناعات اليدوية، وعلى شغل التطريز ليصنعن حليا فرعونية وإكسسوارات ذات طبيعة تراثية وتيجان فرعونية وسلال ومسلات..



وتقول تركية لدى ما يقرب من 50 سيدة تعمل معى الآن، وكلهن تدربن على العمل اليدوى وصنع منتجات نبيعها فى محلات التحف والأنتيكات وللأجانب فى المناطق الأثرية، وطبعا كرموز ومقابر الكتاكومب.. وتؤكد تركية أن المشروع يحتاج إلى اهتمام من المسئولين حيث تعرض لأزمة كبيرة بعد الثورة وتراجع نسبة السياحة الأجنبية.



وتحلم تركية بأن تصبح مصدرة لهذه المنتجات للدول الأجنبية، خاصة وأن هناك سيدات كثر يعملن معها، وهن بحاجة لكل مكسب مادى يتحصلن عليه من هذا المشروع، مؤكدة لنا إذا لم يأتى إلينا الأجانب نذهب إليهم نحن بمنتجاتنا.