عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
السرد الوثائقى فى رواية «الثورة المصنوعة»
7 نوفمبر 2017
حمزة قناوى

تمثل رواية «الثورة المصنوعة» لعمر قناوى تحدياً نقدياً، كونها نوعاً خاصاً من السَّرد، أسميه «السرد الذاتى الوثائقى»، وهو أحد جوانب السيرة الذاتيَّة، والسيرة الذاتية وفق تعريف «فيليب لوجون»: «حكى استعادى نثرى يقوم به شخص واقعى عن وجوده الخاص، ويركز على حياته الفردية أو على تاريخ شخصيته بصفة خاصة».وفى روايتِنا هذه يهتم الراوى بالسيرة الذاتية «للوطن» لا بذاته هو، وبأحداث تاريخية شاءت الأقدار أن يكون الراوى شاهدًا عليها، ليكون التركيزٌ على الحياة العامة، لا الفرديَّة، فى مرحلة ملتبسة فى حياة الوطن.

والسَّارد أراد توثِّيق الوقائع وشهادته عليها، وجذب القارئ مباشرةُ لقلب الأحداث، ومن ثم خالف المعتاد من الكتابة بضمير المتكلم، إلى ضمير الغائب. يقول: «صباح السبت 30 يونيو 2012، استيقظت مصر على وضع سياسى جديد». ونلاحظ هنا تقديم الأحداث بشكل شبه إخباري، خاصة أن الأحداث التى يأخذنا إليها عمر قناوى شهدت كثيرا من الصراعات، والالتباس، ويوضِّح هو نفسه أن ألا أحد يمتلك الحقيقة كاملة، ولعلَّ هذا ما تقديم الأحداث بهذه الطريقة التى تذكر القارئ بوقائع قد يتناساها العقل العربي. وثانية فقد ضَمِنَ أسلوب السرد السلس تشويق المتلقى للنهاية، وهو ما نجح الكاتب فى تحقيقه، ولم يدخل فى صراعات إيديولوجية فى القضية التى تشهد مصر والعالم العربى أجمعه الآن بعضاً من الاكتواء بنارها، أقصد الصراع مع الإخوان المسلمين، لم يناقش أفكارهم ولا معتقداتهم ولا أوهامهم عن الخلافة، وإنما حرص على الوقائع التى تثبت فشلهم وعدم قدرتهم على إدارة دولة، وكيف خاض الشعب المصرى نضالاً شابَه كثير من العنف فى مواجهة الإخوان.

ما قدَّمه قناوى هنا كتابة منحازة لمصر فقط، وبها استبطان لمعنى الوطنية الحقيقية فى لحظات صعبة من التاريخ، حاول فيها انتهاج الموضوعيَّة والتحلِّى بتوسيع الرؤية لتصبح معبرةً عن كل الأطياف، كاشفةً إيجابيات وأخطاء كل الأطراف.