رغم كل التطورات السيئة التى شهدها عالمنا العربى خلال اليومين الماضيين وفى مقدمتها تجدد الأزمة فى لبنان وماتلاها من استقالة لرئيس الوزراء سعد الحريري، واحتمال تفجر صراع مسلح بين الشيعة والسنة هناك إلا أن هناك شيئا أخطر وأهم هزنى وهو نشر إحصائية بأعداد الإرهابيين الأجانب الذين حاربوا فى العراق وسوريا ويعودون الآن لبلدانهم إيذانا بتوسع الأنشطة الإرهابية فى عالمنا الإسلامى بشكل غير مسبوق.
وذكرت الإحصائية أن نحو مائتى ألف من الإرهابيين الأجانب دخلوا سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011 وحتى أغسطس لعام 2017، للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية الاسلامية أو العلمانية، سواء داعش أو جبهة النصرة أو الجيش السورى الحر وغيرهما، لقتال نظام بشار الأسد وأن معظمهم نجوا من القتال وعادوا إلى أوطانهم أو فى طريقهم إلى أماكن اخرى لممارسة أنشطتهم الإرهابية متسلحين بالخبرة التى اكتسبوها. وينتمى هؤلاء الإرهابيون إلى نحو 91 دولة، أكثرهم من الدول العربية حيث أكثر من 54% من الإرهابيين فى سوريا عربا، و31% من تركيا ومنطقة آسيا الوسطى. وبينما ينتمى هؤلاء الإرهابيون إلى جميع الدول العربية والإسلامية تقريبا إلا أن اللافت للنظر أن نحو تسعة عشرالف إرهابيا جاءوا من فلسطين لإسقاط النظام السورى بدلا من محاربة من يحتل أرضهم وقتل منهم مايقارب من خمسة آلاف شخص. وطبقا للتقرير فقد بلغ عدد الإرهابيين المصريين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية نحو 8100، قتل منهم 2200. ولو كان هؤلاء الإرهابيون قد قتلوا او اعتقلوا لانتهى الأمر ولكن معظمهم عادوا إلى بلدانهم لتجنيد وتدريب المزيد من العناصر، وبالتالى فعلينا أن ننتظر كارثة إن نشط نصفهم فقط فى أوطانهم.