عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قطر فى قلب عاصفة الاتفاق النووى
31 أكتوبر 2017
محمد عبد القادر;
صورة أرشيفية لتوقيع الاتفاق النووى الايرانى

حمل مضمون خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول إيران العديد من الرسائل السياسية، التى ربما جاوزت حدود طهران وصولا للدوحة، خاصة فى ظل تصاعد نمو العلاقات بين البلدين، عقب مقاطعة الدول المكافحة للإرهاب قطر.


وجاءت أولى هذه الرسائل واضحة تماما فى تأكيد الرئيس ترامب مجددا على انحيازه إلى المواقف والمخاوف العربية تجاه إيران، وضرورة التكاتف فى وجه الدول الداعمة للإرهاب فى العالم والممولة لها، وعلى رأسها قطر بالطبع. ففى خطابه، طالب ترامب الحلفاء أيضا بالوقوف ضد الممارسات الإيرانية فى المنطقة، وأنشطة الحرس الثورى الإيرانى التى أشعلت الفوضى والفتن الطائفية والحروب الأهلية فى كل من سوريا والعراق واليمن.



وهو ما يتوافق مع ما سبق وأعلنه منذ بدء الدول العربية إجراءات المقاطعة مع قطر فى يونيو الماضى من أن «معركة وقف تمويل الإرهاب التى تعد الإجراءات مع قطر جزءا منها، ليست سهلة لكن الولايات المتحدة وشركاءها سيفوزون بها فى نهاية المطاف».



وأدان ترامب تمويل قطر للإرهاب، حيث أكد فى حديقة الورود فى البيت الأبيض 9 يونيو الماضى أن الدولة الخليجية الصغيرة «كانت تاريخيا ممولا للإرهاب على مستوى عال جدا». وقال إن «الوقت حان لدعوة قطر لوقف تمويل الإرهاب».



وفى تأكيد آخر على دعمه الموقف العربى تجاه قطر، كشف ترامب أمام حشد فى مدينة «سيدار رابيدز» بولاية أيوا 21 يونيو الماضي، عن أنه تم تحقيق ما طالب به خلال القمة التى عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، خلال زيارته لها مايو الماضي.



وأشار الرئيس الأمريكى إلى أنه خلال زيارته للسعودية طالب الدول المشاركة فى القمة بألا يستمروا فى تمويل الإرهاب، وقد أخذوا ما قاله بجدية «الآن يحاربون دولا تمول الإرهاب»، مؤكدا أن واشنطن لعبت دورا مهما فى هذا الشأن.



على الرغم من ذلك، وفى دلالة على «الغباء السياسي» للقيادة القطرية وعدم تفهمهما لسياسة إدارة ترامب الجديدة، راحت الدوحة تؤكد ما وصفته بـ «الادعاءات الكاذبة» لجيرانها حول دعم وتمويل الإرهاب وضرب استقرار المنطقة، كما هرولت قطر إلى إيران طلبا للنجدة فى مواجهة المقاطعة مع أشقائها العرب.



وفى خطوات استفزازية متتالية، أعلنت قطر عودة سفيرها إلى إيران فى أغسطس الماضي، كذلك استئناف التعاون الأمنى بين البلدين تنفيذا لاتفاقية «حماية الحدود المشتركة» الموقعة بينهما فى أكتوبر 2015، الذى فتح باب الدوحة أمام تغلغل الحرس الثورى الإيرانى وتهديد جيرانها، تحت مسمى «مكافحة الإرهاب والتصدى للعناصر المخلة بالأمن فى المنطقة»، إضافة إلى رفع معدلات التبادل التجاري.



وفى هذا السياق، ذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية أخيرا أن قطر لم تفطن بعد لنهج الرئيس ترامب، موضحة أن «فلسفة الرئيس الأمريكى تعتمد على ترك الدوحة غارقة فى عزلتها الإقليمية حتى يقدم النظام القطرى المزيد من التنازلات، والتى من أهمها وقف تمويل الجماعات الإرهابية وإنهاء استخدام قناة الجزيرة كدرع للإرهابيين، إضافة إلى إنهاء دعمها المالى لإيران التى تقوم ببناء أسلحة نووية.



وأشارت المجلة إلى أن «نهج ترامب تجاه قطر سيجبر الدوحة على التراجع عن موقفها، مشيرة إلى أنه أوشك على تحقيق انتصار دبلوماسى تاريخى بإنهاء الدعم المالى للإرهابيين».



إلا أن الاستعلاء القطرى ما زال رافضا التسليم بمغزى الرسالة، معتقدا فى أن احتفاظ الدوحة بقاعدة «العديد» الأمريكية سيبقيها بعيدا عن مفعول تهديدات واشنطن لإيران، رغم تأكيدات ترامب نفسه بإمكانية نقلها إلى أى من الدول الحليفة فى المنطقة.



فهل تصبح قطر المحطة التالية لعاصفة الاتفاق النووي؟ أم تفطن الدوحة هذه المرة للخطر الذى يتهددها فى ظل استمرار ابتعادها عن الحضن العربي؟