عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
شيفرة التنمية المستقبلية للصين
22 أكتوبر 2017
000;

السر فى حل كثير من ألغاز الصين هو الرقم «خمسة»، فى إشارة إلى «مفاهيم التنمية الخمسة» التى وردت فى «اقتراح بشأن وضع الخطة الخمسية الثالثة عشرة للاقتصاد الوطنى والتنمية الاجتماعية» الذى أجازته الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعى الصينى فى عام 2015.


فى صناعة واتخاذ القرارات، يؤكد الحزب الشيوعى الصينى دائما على «الانطلاق من الواقع». الخطة الخمسية الثالثة عشرة هى أول خطة خمسية بعد دخول التنمية الاقتصادية الصينية إلى «الوضع الطبيعى الجديد». يتميز هذا الوضع بثلاث خصائص رئيسية: تحول سرعة نمو الاقتصاد الصينى من النمو السريع إلى النمو بسرعة بين متوسطة وعالية؛ تحول هيكل الاقتصاد من التركيز على زيادة حجم النمو وتوسيع القدرة الإنتاجية إلى الجمع بين الزيادة وتحقيق نمو أفضل، وتحول التنمية من نمط الحجم والسرعة إلى نمط الجودة والفعالية.

خلال فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة، لا تواجه تنمية اقتصاد ومجتمع الصين تيارات جديدة وفرصا جديدة فحسب، وإنما أيضا الكثير من التناقضات والتحديات الجديدة، التى يتطلب تجاوزها «الابتكار» و«التنسيق» و«الخضرة» و«الانفتاح» و«التمتع المشترك بثمار التنمية»، وتلك هى المفاهيم الخمسة للتنمية الصينية.

فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة هى المرحلة الأخيرة لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة. ولكن فى الحقيقة، ما زال هناك كثير من ثغرات الضعف فى الاقتصاد والمجتمع الصينى فى هذه الفترة، فيجب على الصين أن تعمل على تعزيز التنسيق والتوازن بين أوجه التنمية لسد ثغرات الضعف، ولن يكون هناك مجتمع الحياة الرغيدة الذى تبنيه الصين «على نحو شامل» إلا إذا سُدت ثغرات الضعف هذه.

لقد طُرحت «مفاهيم التنمية الخمسة» على أساس الواقع، ووفقا للمشكلات الموجودة والمتطلبات التى تحتاج إلى إجابة، ولها أهداف واضحة.

يعتبر الابتكار القوة المحركة الأولى لقيادة التنمية، ومن ثم وُضع الابتكار فى مركز الوضع الكلى لتنمية الصين. ويعتبر التنسيق ضرورة للتنمية السليمة، إذ يعالج العلاقات الهامة فى التنمية بشكل صحيح ويعزز شمول التنمية باستمرار. وتعتبر الخضرة شرطا لازما للتنمية المستدامة، وتعكس تطلع الصينيين إلى الحياة الجميلة. ويعتبر الانفتاح الطريق الوحيد المؤدى إلى التنمية المزدهرة. الانفتاح الذى تدفعه الصين يتماشى مع تيار تعزز العلاقات بين الصين والعالم يوما بعد يوم فى العصر الجديد، ويحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والعالم باستمرار. ويعتبر التمتع المشترك بثمار التنمية مطلبا جوهريا للتنمية الاجتماعية. ويدعو الحزب الشيوعى الصينى إلى التنمية من أجل الشعب والتنمية المعتمدة على الشعب وتقاسم الشعب لثمار التنمية.

وقد حققت «مفاهيم التنمية الخمسة» نتائج فعلية ملموسة فى الصين، وتتجسد فى بروز قوة الابتكار. تدفع الصين عمل «شبكة الإنترنت +» والاستراتيجية الوطنية للبيانات الكبرى بشكل معمق، وتنفذ استراتيجية «صنع فى الصين 2025» على نحو شامل. وأقامت ست مناطق وطنية نموذجية للابتكار المستقل. ويشكل الإنفاق على البحث والتطوير 2.08% من إجمالى الناتج المحلى للصين، وارتفعت نسبة إسهام التقدم العلمى والتكنولوجى فى نمو الاقتصاد إلى 56.2%. كما تتجسد في ظهور تأثير التعاون والتراكم للتنمية بلا انقطاع. نفذت الصين بشكل معمق الإستراتيجيات الثلاث: بناء «الحزام والطريق»، التنمية التعاونية بين مناطق بكين وتيانجين وخبي، وتنمية الحزام الاقتصادى لنهر اليانغتسي، وقد بدأ العمل فى إقامة دفعة من المشروعات الهامة. أصبحت فجوة التنمية بين مناطق شرقى ووسط وغربى الصين أقل، وتُنفذ الصين حاليا المزيد من سياسات الإصلاح المتعلقة بالنمط الجديد للتحول الحضري. وأنشأت الصين مناطق تجريبية وطنية للحضارة الإيكولوجية، وشددت إجراءات معالجة تلوث الهواء، حيث خفضت انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت بنسبة 5.6% وثانى أكسيد النتروجين بنسبة 4%، ورفعت نسبة استهلاك الطاقة النظيفة إلى 7٫1 نقطة مئوية، وخفضت نسبة استهلاك الفحم نقطتين مئويتين. >