عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حسين فهمى لـ «الأهرام»: حرصت على عدم وجود أى ذكر لإسرائيل فى مهرجان القاهرة
4 أكتوبر 2017
> حوار ـــ محمـود مـوسى

الفنان الكبيرحسين فهمى يعد من القلائل الذى مازال محافظا على مكانته فى قلوب الجماهير فهو منذ أن ولد نجما نجح فى أن يحافظ على مكانته وقيمته كقامة فنية والحديث معه ليس فى حاجة الى مناسبة فلديه دائما جديد للحديث عنه فى الفن والسياسة والشأن العام فهو من الفنانين الذين لا ينفصلون عن الشارع المصري.
عبر مشواره الفنى قدم أكثر من150 فيلما، و جسد شخصيات مختلفة جعلت من اسمه علامة للرومانسية ورمزا لفتى الأحلام الوسيم لكنه لم يكتف بتلك الوسامة كجواز سفر الى قلوب محبيه بل دعم وسامته بأداء فنى رفيع.





السبت المقبل سيتم تكريم حسين فهمى فى الدورة 33 لمهرجان الاسكندرية السينمائى التى ستحمل اسمه تقديرا لعطائه الفنى



وبمناسبة التكريم اختص «الاهرام» بحديث لا يخلو من الجرأة التى اعتدناها فى السياسة والفن وعدد من القضايا السينمائية والحياتية.

قبل بدء الحوار وجدته يتحدث عن قيمة وتاثير الأهرام ودورها عبر التاريخ فى التاثير فى الشعوب كما وصف قارئ الأهرام بالمتميز.

عبر مشوارك حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات المهمة من مهرجانات عربية ودولية.. لماذا وافقت على تكريم مهرجان الاسكندرية؟

كرمت سابقا من مهرجان الاسكندرية، ولكن هذه الدورة تحمل اسمى وهذا يمثل لى سعادة كبيرة بأن اكون موجودا فى مهرجان بحجم وقيمة مهرجان الاسكندرية ، ودعنى اذكرك ان السينما المصرية بدأت من الاسكندرية واول فيلم سينمائى كان فى الاسكندرية ،واول كاميرا كانت فى الاسكندرية واول آلة عرض فى الاسكندرية ، كما أن المهرجان يقام فى مكتبة الاسكندرية بما تملك من اشعاع حضارى وثقافى وفكرى عبر العصور كل هذه حيثيات تجعلنى اوافق ولا اتردد ان اكون موجودا وحاضرا مع جمهور الاسكندرية صاحب الحضارة والتاريخ والتأثير.

المهرجان سينظم احتفالية كبيرة لتكريمك، كما سيتم عرض عدد من افلامك وكما علمت انك اخترتها وهى: (الاخوة الاعداء والعار وخلى بالك من زوزو وانتبهوا ايها السادة) لماذا اخترت هذه الافلام؟

كل فيلم له تاثير معين على المجتمع وهذا هو السبب الرئيسى لاختيارى لهذه الافلام ، ففيلم «انتبهوا ايها السادة» من اخراج محمد عبد العزيز وشارك فيه البطولة محمود ياسين وكان يتحدث عن بداية الانفتاح وكيف ان الانسان المثقف المتعلم ليس له مكان وأن رأس المال هو المتحكم ، حتى لو كان رأس المال جاهلا.

اما فيلم «خلى بالك من زوزو» فكان مع بداية ظهور الحركة السلفية فى الجامعات وانا اعتبر الفيلم من الافلام السياسية المهمة ، رغم انه مغلف بالاغانى والرقص فهذا لضرورة جماهيرية، بينما كان المبدع صلاح جاهين يتحدث عن حركة سلفية بدأت فى الجامعات فى هذه الفترة واطلقت مفاهيم ضيقة عن الحلال والحرام وديكتاتورية الفكر الديني، ولذلك راينا فى الفيلم كيف حاول هؤلاء طرد الفتاة من الجامعة لان امها تعمل راقصة.

اما اختيارى لفيلم «العار» لأن به اثنين من أحب أصدقائى الاعزاء جدا إلى قلبى هما نور الشريف ومحمود عبد العزيز رحمهما الله، والفيلم اثار ضجة وحقق نجاحا كبيرا بالعرض فى احياء ذكراهما .

أما فيلم «الاخوة الاعداء» فاعتز به لأنه عن رواية الإخوة كارامازوف لدوستويفسكى وموضوعها عن الحياة فى روسيا عن ضابط فى الجيش الروسى، ومتعة الموضوع انه تم تمصير الرواية ليصبح شخصية مصرية وكأنه مولود فى المجتمع المصرى، والفيلم يحكى هموم الانسان الذى يبحث عن حقوقه الضائعة بين اهله والحقيقة كان الاستاذ يحيى شاهين رائعا فى هذا الفيلم، واعتزازى بهذا الفيلم يرجع الى انه من اوائل الافلام التى قدمتها وكنت ارد فيه على من يقول اننى امثل بوسامتى ففى هذا الفيلم لم اعتمد على اى وسامة.

عبر مشوارك الكبير قدمت اكثر من 100 فيلم، من من الفنانين كنت تستمتع بالوقوف امامك معه؟

نور الشريف بالتاكيد، رغم انى تعاملت مع كبار الفنانين مثل رشدى اباظة وعادل ادهم، ولكن نور الشريف كان قريبا من افكارى ودماغى ومن السيدات نجلاء فتحي، فقد كانت رائعة وعندها وعى فنى عال جدا.

هل تتابع حالتها الصحية الآن؟

بالتأكيد أحرص على السؤال عنها وصحيا أفضل الحمد لله.

الانسان يمر فى حياته بعدة مراحل ومحطات تشكل قامته ومكانته، السينما بالنسبة لى بها محطات ثم المسرح والتليفزيون ، فانا عملت سينما لفترة طويلة ثم اتجهت للمسرح وقدمت عدة مسرحيات ونجحت جدا ومنها اهلا يا بكوات وسحلب وكعب عالى والحادثة.

كيف استطعت أن تحافظ على بريق النجم طوال كل هذه السنوات لاكثر من 40 عاما؟

لابد ان تحترم تاريخك ، واحترام التاريخ يتطلب مجموعة اشياء منها اولا ان تعيش حياة صحية وحياة اجتماعية وان تعيش حياة فنية صحيحة ولا تقبل اى عمل الا اذا كان جيدا، ولابدان يكون الفنان قويا لكى يقول لا ، لأن كلمة «لا» تحتاج قوة ، اضافة الى ضرورة ان تحافظ على صورتك فى المجتمع ولابد ان يكون ذهنك نشطا بالقراءة المستمرة ومشاهدة الافلام والمسرحيات، ومتابعة الشان العام ،فللفنان صورة فى ذهن الجهور ومن حق الجمهور على كفنان ان احترم عقولهم واحافظ على صورتى عندهم، وقد عرضت على أداور فى أفلام أجنبية ورفضتها لأنى وجدت أنها ستقلل منى أمام الجمهور .

قلت إن كلمة «لا» لرفض عمل تحتاج لقوة هل رفضت عملا فنيا ما وندمت؟

لم يحدث .. ولكن فى مرة اعتذرت عن عمل وذهبت الى محمود ياسين لانى كنت مشغولا وبعد فترة وجدت المخرج كمال الشيخ يتصل بى ويقول حدثت ظروف لمحمود ياسين هل من الممكن ان تعود فوافقت وكان فيلم «الهارب» أمام شادية وكمال الشناوى.

من يجلس معك وسط حالة البهجة التى تحدثها فى المكان يشعر انك لا تغضب؟

انا ابتهج مع اصدقائى لكننى أغضب من الاهمال والتسيب والاستهتار.. فالوطن لا يحتمل الاستهار.. والاوطان لا يمكن ان تنجح الا بالجدية فى كل شىء

مهرجان السينما

خلال رئاستك لمهرجان القاهرة السينمائى ما الذى حرصت ان تثبته كقواعد وماذا كنت ستفعل لو كانت ميزانية المهرجان 60 مليون جنيه ؟

يضحك .. لم يكن لدينا خمس هذا الرقم ولو توفر لمهرجان القاهرة السينمائى مثل هذا الرقم لاصبحنا فى مستوى مهرجان كان، ولكن مهرجان القاهرة فيه ميزة كبيرة لأنه فى عاصمة كبرى فيها شعب ودور سينما ووسائل مواصلات وتفاعل فكرى وفنى ومدارس وجامعات وهولاء جمهور السينما فليس هناك مهرجان يقوم على الدعوات الخاصة فقط فالدعوات لا تصنع مهرجانات كبيرة.

ما الذى كنت تحرص عليه؟

كنت أشاهد تتر الأفلام لكى لا يكون من بين الأفلام المشاركة فيلم أو منتج أو بطل إسرائيلى حتى لا أصبح فى ورطة إذا فاز بجائزة وكنت حريصا على عدم وجود أى صحفى إسرائيلي، وفى مرة سألنى صحفى اسرائيلى عن رفضى للتواجد الاسرائيلى فى مهرجان القاهرة، قلت له طالما هناك احتلال للأرض وطالما هناك فلسطينيون فى سجون إسرائيل فلن أدعو أى صحفى أو عمل إسرائيلى لهذا المهرجان.

تردد ان هذا الامر سبب لك حرجا مع الامم المتحدة عندما كنت سفيرا للنوايا الحسنة؟

طبعا وقالوا لى ليس من حق السفير أن يعلن موقفه السياسى، قلت لهم لا احتاج لجواز السفر الديبلوماسى ولا أريد أن أكون سفيرا، ولن أقبل أن يفرض على أحد رأيه.

بعد تكريمك من مهرجان الإسكندرية ستعود لتستعد لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان القاهرة وانت كنت رئيس المهرجان قبل سنوات؟

مهرجان القاهرة يستحق أن نقف جميعا بجواره ، انا لا اهتم انى كنت رئيسا للمهرجان او رئيس لجنة تحكيم أو حتى عامل فى المهرجان، المهم ان يؤدي الكل دوره لانجاح المهرجان الذى يحمل اسم مصر والسينما المصرية هى الاولى عربيا وكانت تسير مع السينما الاميركية حتى مرحلة التأميم فى الستينيات وبسببها خسرنا كثيرا لأن تحديث المعدات توقف وقبل التأميم السينما المصرية شاركت فى مهرجانات عالمية كبيرة بأفلام صلاح أبوسيف ويوسف شاهين ، وهذه السينما الرائدة تستحق مهرجانا كبيرا وقويا.

نعيش هذه الايام اجواء اكتوبر.. كيف عشت اجواء الحرب والنصر ؟

نصر أكتوبر له معنى عظيم وحلو فقد كنت فى 5 يونيو 1967فى اميركا ادرس السينا ، والهزيمة اثرت على بشكل كبير، كنت مهزوما من اعماقى ، واعتقد ان الانسان المصرى ايضا فى هذه المرحلة انهزم من جواه الى ان جاء نصر اكتوبر فشعرت انى استعدت كرامتى ومسحت الاهانة التى حدثت فى 5 يونيو وعندما قدمت فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى و كان عندى مشهد على شط قناة السويس عندما جاء المشهد الذى اقول الاوامر جاءت بالعبور وكان معنا نحو 3 الاف جندى لحظتها لم اشعر بنفسى فقد شعرت انى فى الحرب فعلا واريد الثأر من العدو ، هذا الاحساس كان فى قمته وهو احساس لا يأتى للفنان الا مرة واحدة فى حياته وهو الاندماج الكامل واستمريت لفترة فى هذا الاحساس رغم ان المخرج حسام الدين مصطفى قال «ستوب» هذا المشهد اعتز به.

يمر العالم هذه الايام بلحظات فارقة فهناك محاولات ودعوات لانفصال اقاليم عن دول كيف ترى ذلك ؟

انا ضد الانفصال واعتقد كلها مؤامرات وعندما كنت فى كردستان قلت ان مصر الدولة الرسمى وموقفى ضد تفتيت العراق. وهذ التفتيت يتم بدعم اسرائيل وشاهد العالم العلم الاسرائيلى هناك فهى تدعم الانفصال ولا تنسى ان كردستان على الفرات وبذلك تحقق نظرية اسرائيل من النيل الى الفرات، اخدوا الفرات وناقص النيل.

من عناوين افلامك اسألك؟

اجمل ايام حياتى متى كان؟

هذا الفيلم كان مع نجلاء فتحى واخراج بركات وتم تصويره فى لبنان وحقق نجاحا كبيرا ، وانا كل ايام حياتى كانت جميلة والسيئ فيها ارميه وراء ظهرى وافكر فى بكرة ، فانا متفائل والحمد لله.

اسكندرية كمان وكمان؟

هذا الفيلم قدمت فيه عدة شخصيات وهو من اخراج استاذى يوسف شاهين واسكندرية كمان وكمان تكريم.

العار لمن تقولها؟

عار على كل واحد يهاجم مصر من دول تهاجمنا وتحاول تدمير الوطن .. عار على كل واحد يجرى وراء الاموال ،ويقيم محطات فضائية للهجوم على مصر ,,عار على كل واحد يهاجم مصر التى تربى بها وعاش وتعلم فيه.

انتبهوا ايها السادة؟

اقولها للشعب المصرى الذى اصبح يعى تماما ان هناك مؤامرة لتدمير مصر .. انتبهوا للقادم لأن كل ما يحدث ضدنا لمصلحة اسرائيل.

الرصاصة لا تزال فى جيبى ؟

لازم تكون الرصاصة موجودة واوجهها ضد اى عدو لهذا الوطن، ويجب ان نكون فى حالة يقظة واستعداد دائم للدفاع عن الوطن.